الى الطفل المُدلل كوخافي..

لو كان العدوان على إيران ممكناً لفعله أبوك الشقي ترامب

لو كان العدوان على إيران ممكناً لفعله أبوك الشقي ترامب
الأربعاء ٢٧ يناير ٢٠٢١ - ٠٨:١٦ بتوقيت غرينتش

عادة ما يتصرف الكيان الاسرائيلي كطفل مدلل لأب شقي، ففي حال عجز الاب، والاب هنا امريكا، عن تلبية مطالب ابنه النزق، عندما تتجاوز مطالب الابن امكانيات الاب، فيبدأ بالصراخ والعويل وضرب راسه بالارض والجدران، عسى ان يُقنع الاب بما يريد ، او على الاقل يحصل منه على وعد بتنفيذه. هذه الحالة البائسة لـ"اسرائيل" عادة ما تبرز وبشكل مضحك ومثير للسخرية، عندما تعترف امريكا، الاب الشقي للطفل المدلل والنزق لـ"اسرائيل"، بعدم نجاعة استخدام القوة مع ايران، وتفضيلها  الدبلوماسية في التعامل معها، كما حدث في الاتفاق النووي.

العالم يقال ان

مرة اخرى تعود "اسرائيل"، هذا الطفل المدلل والنزق، الى طريقته المملة في الصراخ والعويل، بعد ان سمع ان امريكا "الاب الشقي"، يفكر بالعودة الى الاتفاق النووي، وهذه العودة بالنسبة لأمريكا، ليس خيارا بين خيارات، بل هي خيارها الوحيد، بعد ان استهلكت امريكا كل خياراتها خلال الاربعين عاما الماضية، والتي تضمنت التهديدات العسكرية، والضغوط الاقتصادية القصوى.

اليوم يعود قادة الكيان الاسرائيلي الى تكرار ذات النغمة البائسة التي طالما سمعها العالم خلال عهد الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما، من ان كيانهم سيكون مضطرا لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية، في حال واصلت امريكا مفاوضاتها مع ايران حول برنامجها النووي السلمي، بعد ان اعلن قائد أركان جيش الإحتلال "أفيف كوخافي" خلال كلمته في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي، ان العودة للاتفاق النووي مع ايران أمر سيئ، وانه أصدر تعليماته للجيش بإعداد عدة خطط لإحباط المشروع النووي الإيراني.

هذه التصريحات، تكشف اولا وقبل كل شيء، وبشكل فاضح ومعيب ، عجز وضعف وبؤس "اسرائيل"، لا قوتها. فالمعروف في التاريخ الاسود والاجرامي المتوحش للكيان الاسرائيلي، انه لا يكشف عن اهدافه العدوانية، وفي حال كشف عنها ، فانه يعلن وبشكل غير مباشر، عن عجزه عن استهدافها، ويحاول بهذا الكشف، اما تحريك جهات اخرى، او محاولة ارباك الصورة وخلط الاوراق.

كوخافي يعلم علم اليقين، ان اي اعتداء على ايران، يعنى انتهاء "اسرائيل" والى الابد، وعلم كوخافي نابع من حقيقة دامغة، وهي ان الرقعة الجغرافية الضيقة المحصور فيها هذا الكيان الغاصب، ستكون عاملا رئيسيا في خنقه وموته، مهما امتلك من قوة عسكرية. وهذه الحقيقة هي التي منعت زعماء هذا الكيان من التعرض لايران خلال العقود الاربعة الماضية، وهي التي ستمنعهم اليوم.

كوخافي، الطفل المدلل والغاضب، يعلم علم اليقين، لو كان العدوان على ايران امرا ممكناً، لفعله الاب الشقي والمجنون والارعن ترامب، الذي اسقطت ايران درة طائراته المسيرة وهي على ارتفاع 20 الف قدم فور دخولها الاجواء الايرانية، ودكت بالصوارخ اكبر قاعدة امريكية في العراق، واجبرت امريكا وبريطانيا على اطلاق سراح ناقلة النفط الايرانية، دون ان تحركا ساكنا، واجبرت حاملة الطائرات الامريكية والغواصة النووية الامريكية على الهروب من الخليج الفارسي.

لو كان لكوخافي مستشار فطن، لطلب منه ان يبلع لسانه، ويحذره من اطلاق مثل هذه التهديدات الجوفاء والسخيفة، لانها تكشف عجز كيانه، وكذلك تكشف عجز الاب الشقي، الذي يسمع صراخ ابنه، دون ان يتمكن من فعل شيء، ومثل هذا الاب قال يوما: "انه لو كان بامكاني تفكيك اخر مسمار في البرنامج النووي الايراني لفعلت".