لا جديد بافق سياسة بايدن وتاكيده التزام أمن 'اسرائيل'

لا جديد بافق سياسة بايدن وتاكيده التزام أمن 'اسرائيل'
الخميس ٢٨ يناير ٢٠٢١ - ١١:١٤ بتوقيت غرينتش

سارعت حكومة الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن لتحديد موقفها الداعم لكيان الاحتلال الاسرائيلي ووجوده الاحتلالي في منطقتنا عبر تصريح  لوزير خارجيته الجديد "أنتوني بلينكن" الذي أكد التزام بلاده بأمن الكيان الاسرائيلي وانها ستواصل العمل معه عن كثب لدفع التسوية في المنطقة.

العالم - قضية اليوم

لم يفت بلينكن وبعد يوم على توليه منصبه، الاشادة "في اتصال هاتفي مع وزير خارجية حكومة الاحتلال الاسرائيلي جابي أشكينازي"، بما تحقق في الآونة الاخيرة "التي سبقت فوز بايدن"، حول مشروع اتفاقات "أبراهام" الاستحلالية التوسعية وما يسمى بـ"صفقة القرن" ومؤكدا اهتمام حكومة بايدن بالبناء على هذا "التقدم".

سبق ذلك اعلان الولايات المتحدة بقيادة بايدن أمس الأربعاء عن تغيير شامل للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط تتضمن "مراجعة" للدعم العسكري للدول الخليجية، فيما يرى متابعون ان هذا التصريح بمثابة الضغط المتواصل الموجه لهذه الدول التي بنت مصالحها في السنوات الاخيرة من خلال جلب الاهتمام الاميركي بالتطميع والاذعان لسياسة "الحلب الهادئ" الذي مارسه ترامب بحقها.

التعجيل في اعلان ارضاء حكومة الاحتلال وكما هو ظاهر يأتي كأولوية في سياسة بايدن ووزير خارجيته بلينكن كما كانت في زمن سلفهم ترامب ووزير خارجيته بومبيو ولا فرق في الهيكلية العامة للتوجه الاميركي صوب مناصرة المحتلين ومد الايادي للتعامل معهم بروح شفافة.

في الوقت نفسه، أكد الوزير الاميركي الجديد ايضا "وضمن بيان اصدرته الخارجية الاميركية"، اهتمام الولايات المتحدة بضرورة البناء على ما احرزته حكومة سلفه ترامب وصهره كوشنير حول الشراكة المستدامة بين الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي، حيث جاء في بيان الخارجية: "أقر وزير الخارجية أشكينازي والوزير بلينكن بالشراكة الراسخة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأكدا أن (البلدين) سيعملان معا عن كثب في مواجهة التحديات المقبلة".

من الطبيعي ان التحديات التي اشار اليها البيان الاميركي تتلخص في الدول والحركات والمكونات المطالبة بانهاء احتلال فلسطين وارجاع الارض لسكانها الاصليين واخراج المحتلين منها، اما اتفاقات "أبراهام" التي اشار اليها البيان فانها اتفاقات طارئة مبنية على الباطل ضمن عملية التفاف لهضم الحق الفلسطيني توسطت فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الكيان الاسرائيلي غير الشرعي في فلسطين المحتلة وبين دول عربية وإسلامية مثل الامارات والبحرين والسودان والمغرب التي تجردت عن القضية الفلسطينية وناصرت المحتل وشدت على قبضته ومخالبه وغضت الطرف عن مناصارة الفلسطينيين واحقاق حقوقهم المسلوبة.

الادارة الاميركية الجديدة وكما هو واضح، وضعت مجددا مزاعمها في الديمقراطية وحقوق الإنسان حول العالم في ثلاجة التاريخ المنسية بتنصلها عن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال محاباة المعتدي الاسرائيلي ومد يد العطف اليه رغم ممارساته الاجرامية واغتصابه ارضا بمساحة دولة فلسطين متنصلة عن وعودها باتخاذ سياسات جديدة للمنطقة تبين انها لا اتختلف عن سياقات الحكومات السابقة للولايات المتحدة التي وقفت بقوة الى جانب المحتل الاسرائيلي.

خطوة بايدن والإدارة الأمريكية الجديدة بـ"إعادة فتح قنصلية القدس الشرقية ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الذي أغلقه دونالد ترامب، والالتزام بما يسمى بـ(حل الدولتين) ليست كافية وتاتي في سياق ذر الرماد في العيون.

في هذا السياق، دعت الكاتبة العضو في منظمة (IfNotNow)، والباحثة في النظرية السياسية بجامعة شيكاغو، إلى أن على "واشنطن مطالبة "إسرائيل" بتحمل المسؤولية عن الظلم والعنصرية والعنف الذي تمارسه تجاه الفلسطينيين والعرب، وتفعيل أدوات الضغط الأمريكية الكبيرة عليها لتقوية النشطاء الإسرائيليين والفلسطينيين المقاتلين من أجل العدالة والمساواة، ووقف تخصيص مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل، لإنهاء حصار الفلسطينيين، وتحمل المسؤولية عن المظالم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني".

هل من استجابة لهذه المطالبات التي جاءت في موقع اسرائيلي تطالب فيه الرئيس الجديد بايدن بالمساوة في فلسطين، من خلال التوقف عن التسامح مع المظالم التي ترتكبها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين، لاسيما أن الإدارة الأمريكية الجديدة تدرك أن "إسرائيل" مصممة على الحفاظ على نظام السيطرة الصهيونية الاحتلالية على كل فلسطين التاريخية".

السيد ابو ايمان