إستهتاراً فاضحاً بالإنسانية.. ترشيح الصهيوني كوشنير لجائزة نوبل

إستهتاراً فاضحاً بالإنسانية.. ترشيح الصهيوني كوشنير لجائزة نوبل
الإثنين ٠١ فبراير ٢٠٢١ - ١٢:٥٥ بتوقيت غرينتش

لا نكشف سرا ان قلنا ان جائزة نوبل، خاصة تلك التي تمنح في مجال الاداب والسلام، تحولت، منذ فترة طويلة، الى وسيلة بيد الغرب، للتحكم بعقول الشعوب عبر الترويج لثقافته وقيمه ، والتقليل من شأن ثقافات وقيم الشعوب الاخرى، من خلال منح الجائزة لاكثر الرموز الغربية تعصبا للغرب واحتقارا للآخر.

العالمكشكول

وفي حال مُنحت الجائزة لعربي او مسلم او من العالم الثالث، وهو امر نادر الحدوث، فمن المؤكد ان هذا الشخص، لم يخرج في العادة من المنظومة الغربية، ونظرتها الى القضايا الانسانية والسياسية.

لسنا من اصحاب نظرية المؤامرة، ولا نُقيم الاشخاص من خلال ديانتهم ، ولكن منذ تأسيس جائزة نوبل عام 1901 والى اليوم ، مُنحت الجائزة لاكثر من 800 شخص، على الأقل 20% منهم كانوا يهودا، رغم أن عدد اليهود لا يزيد على 0.2% من سكان العالم. من المنطقي ان يطرح سؤال نفسه هنا، هل كان هذا الامر مصادفة، أم ان هناك أمر لا نعرفه؟.

اليوم ايضا، رشح شخصية امريكية يهودية معروفة بصهيونيتها ، ومقربة جدا من الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب ومدافع شرس عن "اسرائيل"، هو المحامي آلان درشويتز، رشح يهوديين صهيونيين لجائزة نوبل، وهما صهر ترامب و مستشار البيت الأبيض السابق ، جاريد كوشنير، ومساعده آفي بركويتز، عن دورهما في تطبيع 4 دول عربية مع "اسرائيل"، بموجب ما سميت "اتفاقيات أبراهام".

آلان درشويتز، يحق له ترشيح اي كان، بصفته أستاذا فخريا في كلية القانون بجامعة هارفارد، ولكن هل كان الامر ايضا مصادفة، ان يرشح شخص يهودي صهيوني ، شخصين يهوديين صهيونيين لجائزة نوبل؟. ونرجو من القارىء الكريم ان يدقق في تأكيدنا على "صهيونية" الاشخاص لا ديانتهم، فهناك فرق شاسع بين ان تكون يهوديا، واليهودية ديانة الهية، وبين الصهيونية ، كعقيدة سياسية عنصرية قائمة على القتل والسلب والنهب واغتصاب الارض وتشريد الشعوب.

اللافت ان درشويتز، وفي رسالته إلى لجنة نوبل لترشيح كوشنر ونائبه، أشار الى دور السفير السابق لدى "إسرائيل" ديفيد فريدمان، وهو امريكي يهودي صهيوني، وكذلك الى السفير "الإسرائيلي" السابق لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، وهو يهودي صهيوني متعصب، في اتفاقيات التطبيع، التي وقعتها انظمة عربية لا يمكن وصفها الا بالخيانية والعميلة والعار. فجميع تلك الدول لم تطلق حتى رصاصة واحدة نحو "اسرائيل" منذ تأسيسها وحتى اليوم.

المعروف ان كوشنير الذي تم ترشيحه لجائزة نوبل، هو عراب "صفقة القرن"، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وحذفها من الجغرافيا والتاريخ، وهو من يقف وراء نقل السفارة الامريكية الى القدس، وهو من يقف وراء اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، وهو من يقف وراء اعتراف امريكا باغلب اراضي الضفة الغربية والجولان السوري المحتل للكيان الاسرائيلي، وهو من يقف وراء قطع المساعدات الامريكية للاونروا، وهو من اخرج امريكا من كل المحافل الدولية التي كانت تتجرأ على توجيه النقد لـ"اسرائيل" وعنصريتها، وهو الذي سحب ملوك وامراء ومشايخ الانظمة العربية العار من رقابهم ليقبلوا حذاء نتنياهو والتطبيع معه.. تُرى ألا يستحق مثل هذا الشخص الحصول على جائزة نوبل "للسلام" كما حصل عليها قتلة اطفال فلسطين ومغتصبي ارض المقدسات من زعماء العصابات الصهيونية.