الإمارات.. شركة علاقات عامة للترويج لصفقات التطبيع

الخميس ٠٤ فبراير ٢٠٢١ - ٠١:٠٣ بتوقيت غرينتش

أكد الباحث السياسي اللبناني حسان عليان أن تصريحات رئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي عن الاستعداد للتطبيع مع كيان الاحتلال بعد "استقلال عدن" إنما جاء بدفع من الدول حديثة التطبيع مع الكيان الغاصب لخدمة مشاريعها في المنطقة فيما لا يمكن للشعب الجنوبي واليمني ككل الوصول إلى الهدنة مع الكيان الغاضب بعد كل التضحيات التي قدمها.

وفي حديث لقناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" أشار عليان إلى أن كلام عيدروس الزبيدي مدفوع من الدول حديثة التطبيع مع الكيان الغاصب لخدمة مشاريعهم على المنطقة، "على اعتبار أن الإمارات أصبحت ومع الأسف كشركة علاقات عامة للترويج لصفقات التطبيع مع الكيان الغاصب."

وفيما لفت إلى أن الأقنعة قد سقطت، قال إن العدوان على اليمن كانت إحدى أهدافه السيطرة والهيمنة على مقدرات اليمن، وقال إن: هذا كان منوطا بدولتين تابعتين للولايات المتحدة الأميركية هي السعودية والإمارات، فكلاهما كان لديه أهداف.

ونوه إلى أن المخطط والمسار الذي رسمته الإمارات منذ البداية وبعد سنتين من العدوان كانا واضحان وكانت تعي ما تريد من اليمن، مشيرا إلى أنها استولت على جزيرة سقطرى وكل الساحل الغربي والموانىء، مضيفا: هذا ما كان يدغدغ به محمد بن زايد مشاعر الجنوبيين أنه سوف نعطيكم الجنوب اليمني وتصبح دولة مستقلة، وكانت أهدافه استراتيجية واقتصادية خصوصا مع شركة موانىء دبي التي تعمل في كل المنطقة، الإمارات كانت تريد ميناء عدن تحديدا حتى يكون بوابة استثمارية للخارج يؤدي إلى الموانىء في دبي وبقية الإمارات.

وفي جانب آخر أشار إلى أن: السعودي يبدو أنه أصبح في ضائقة ويريد أن يخرج من الأزمات المتلاحقة التي لحقت به أكثر مما لحق بالمشروع الإماراتي، فهناك تضارب مصالح بين الطرفين.

وشدد حسان عليان على أن التوجه الأميركي ليس له علاقة باليمنيين كيمنيين ولا بحقوق الإنسان، مبينا: هم يتحركون في المنطقة من مصالح عليا تختص بالإدارة الأميركية والمشروع الأميركي للمنطقة، فإذا ما كانت تستفيد من استمرار الحرب فسوف تستمر أميركا، ولكن يبدو أن ردة الفعل جائت تحديدا بارتفاع أصوات داخل الحزب الديموقراطي تقول لا يمكن الاستمرار بهكذا عدوان وتدمير حضارة إنسانية بالكامل، فهناك فشل عمليا.

وحذر من أن سقطرى تتحول إلى موقع استراتيجي للكيان الغاصب بخطوات عملية تم تقديمها من جانب الإمارت، وأشار إلى معدات اتصالات متقدمة في سقطرى تشبكها دبي بداخل الإمارات وتغير الهوية في الجزيرة، وقال: إن الأطماع الإسرائيلية التي يقدمها الإماراتي بالمجان ووفقا لما حدث في الأيام الماضية وردا على كلام الزبيدي وبن بريك سوف تدفعهما الثمن داخل الشارع الجنوبي.

وأضاف أن: ما يحدث في أبين من خلافات بين الأطراف المتنازعة أي تحالف العدوان تبين أنه لم ولن يتفقوا، وبالتالي هناك شرخ عميق بين كل الأطراف المتنازعة التي تسمى تحالفا.

وقال عليان: السعودية اليوم في حالة إرباك، تريد أن تحقق شيئا ولكن الخسائر والهدر المالي الذي استنزفت فيه العربية السعودية بهذا العدوان كبير جدا في الوقت الذي لم تتعرض الإمارات إلى هكذا انتكاسات.

وخلص إلى القول: أعتقد أن الإمارات تدفع ببن بريك في الواجهة، ولكنها تعلم تماما أن هذا الأمر ليس له ترجمة عملانية على الأرض بل هو شعارات رنانة.. ولا يمكن للشعب الجنوبي واليمني ككل وبعد كل التضحيات أن يصلوا إلى الهدنة والخيانة مع الكيان الغاضب.

من جانبه وصف مدير المركز اليمني الخليجي للدراسات د.علي سيف كلام رئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي حول التطبيع بأنه رسالة للإمارات بأنه سيكون معها وإسرائيل إذا مكنوه من الانفصال، مؤكدا أن السعودية والإمارات هم تحالف غدر حيث يتابعون أجندتهم في اليمن إذ تنوي الإمارات السيطرة على البحر الأحمر فيما أجندة السعودية التأكد من بقاء اليمن ضعيفا مشتتا.

وأشار علي سيف إلى أن الشعب اليمني قد خرج يريد التغيير والعيش بحرية وكرامة والتحسن في المعيشة الاقتصادية فكانت ثورة فبراير، مؤكدا بالقول: استغلها الإماراتيون والسعوديون وتآمروا على الشعب اليمني، وادعوا أنهم جاؤوا لإعادة الشرعية.. ولكن في الحقيية ما كان مبطنا في سياستهم أنهم مشاركين بسياسة الفوضى الخلاقة التي تمكن الکیان الإسرائيلی.

وفيما نوه إلى أن الإمارات المتحدة تحاول السيطرة على الموانىء والممرات في اليمن وعلى البحر الأحمر وخاصة جنوبه قال إن كلام رئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي حول التطبيع: هو إعطاء رسالة للإمارات العربية المتحدة أنه سيكون معها ومع إسرائيل إذا مكنتهم من الانفصال.. لكن الشعب اليمني لن يمكن الانفصاليين من أداء غرضهم وتسليم اليمن إلى الإمارات وإسرائيل.

وفي جانب آخر أوضح أن حكومة هادي وزراءه ووجهت بانفجار المطار وبأن الطرف الآخر لا يريد أن ينفذ الاتفاق العسكري، وفيما أشار إلى أن هؤلاء محاصرين في قصر المعاشيق ولا يستطيعوا حتى أن يخرجوا إلى عدن، قال إن الحديث عن "شراكة": مردود عليه، لأن السيطرة العسكرية هي التي تلعب الدور، حيث أن الانتقالي هو المسيطر على معظم المناطق في جنوب الوطن.. وحتى لو كان هناك جيش لهادي تم إخراجه من المنطق تدريجيا.. فهذه عملية استهبال وليست شراكة.

وأكد علي سيف أن: "السعودية والإمارات ليسوا بتحالف دعم بل هم تحالف غدر.. لهم أجندة، هدف الإمارات السيطرة على البحر الأحمر، وأجندة السعودية هي إضعاف اليمن والتأكد من بقاءه ضعيفا مشتتا."

كما وأشار إلى أنه "وهم أن يسيطر الزبيدي على عدن، لأنها منطقة شاسعة وهناك توجهات وقبائل مختلفة.. هم يحاولون ومن خلال السيطرة الجوية وبدعم ميليشياتهم في الداخل أن يظهروا أنهم مسيطرين."

وأوضح أنه لقد: تم تقليص دور هادي كرئيس جمهورية بشكل فضيع، فهو حقيقة لا يستطيع عمل شيء.. هناك صراع دولي على البحر الأحمر فأميركا وإسرائيل ورطت السعودية والإمارات والدول التي يحاولون الآن جرها كالسودان من خلال عملية تجويع ممنهجة ثم الضغط على الشعوب لأنها سوف تخضع.

وشدد مدير المركز اليمني الخليجي للدراسات أن كل الشعب اليمني بكافة أطيافه: يرفض التطبيع مع العدو الصهويني المغتصب، وهذه النقطة التي ستوحد الشعب اليمني، فهو أصبح يعي ما الذي يجري حوله.. وعيدروس يتحدث باسم نفسه ومشروعه الانفصالي، ولا يمثل الشعب الجنوبي.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5423093