ضمان المسار النووي من قبل قائد الثورة الاسلامية

ضمان المسار النووي من قبل قائد الثورة الاسلامية
الأحد ٠٧ فبراير ٢٠٢١ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم- الخبر واعرابه

الخبر:

أکد قائد الثورة الإسلامية اليوم بصراحة أنه لا أحد في إيران يصغي لترهات وهراء الأفراد غير المؤهلين لا في أوروبا ولا في أمريکا.

الإعراب:

-بينما کانت بعض الأوساط لا تستبعد احتمال تراجع ايران عن مواقعها النووية بمجيء بايدن إلی الحکم وفيما تترامی إلی الأسماع علی الدوام کلمات تؤکد ضرورة اعادة النظر في مواقف ايران وإضافة اتفاقات صاروخية جديدة واقليمية إلی الاتفاق النووي السابق مصدرها المنصات الأوروبية السياسية والأمريکية، وأخيرا فيما رفعت بعض البلدان کفرنسا مستوی انتظاراتها وآفاقها عبر إشراك بلدان أخری کالسعودية في الموضوع النووي الايراني والمفاوضات بشأنه إلا أن قائد الثورة اعتبر اليوم هذه الأوهام هراء وترهات لا يصغي إليها أحد في ايران. وهذا معناه أن المشروع الأخير المتمثل في الخطوة الاستراتيجية لرفع الحظر سيدخل حيز التنفيذ بقوة وسرعة وضمان حاسم.

-نشرت بلومبرج يوم أمس خبرا مفاده أن بايدن يعتزم تنفيذ بعض التخفيف بشأن العقوبات ضد إيران ، وبغض النظر عن أهداف بلومبرج من نشر و تسريب هذا الخبر – ومن المحتمل أنه لم يکن مقطوع الصلة بجس نبض الجمهورية الاسلامية بشأن ازاء مثل هكذا تطور مرتبط بقضيتها النووية، يبدو أن مصیر هذا العرض والمقترح حسم أمره اليوم في کلمات القائد. فقد أکد بصراحة: إذا کانوا يريدون عودة ايران إلی تعهداتها في الاتفاق النووي يجب علی أمريکا رفع الحظر فعلا و لا لسانا أو علی الأوراق. والنقطة المهمة جدا في موقف قائد الثورة هي أن ايران هذه المرة لن تکتفي فقط بالاعلان شفويا أو على الورق فحسب بشأن رفع العقوبات، لکنها في الواقع ستضع "اختبار صدق" سياسات أمريكا بشأن رفع العقوبات على جدول الأعمال.

إن الوقت ينفد بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة بسرعة، وتخصيب اليورانيوم يتم متابعته بقوة وسرعة وفق الاتفاق النووي، ولم يتبق سوى أيام قليلة على مرحلة الوداع الإيراني للبروتوكول الإضافي. إن كلمات قائد الثورة اليوم وتأکيده علی أن الولايات المتحدة وأوروبا ليس لهما حق الاشتراط على إيران ، هي أوضح موقف يمكن أن يخرج من رجل سياسي وبالطبع الأكثر جدية. وعلی هذا الأساس فمن المسلم به أنه لن يكون هناك مساومة ولا مبادلة بشأن التكنولوجيا النووية والقدرات الصاروخية والقضايا الاقليمية، ليس هذا فحسب بل ولن يكون مقبولا إطلاق الوعود بشأن رفع العقوبات لأجل محدود أوإلغاء بعضها ووعود غير محققة من هذا القبيل.

-کما أن المندوب الدائم لايران لدی منظمة الأمم المتحدة قد کشف بصراحة من منصة رسمية تدعی الأمم المتحدة عن موقف ايران تجاه الكيان الاسرائيلي ودول المنطقة، التي علقت آمالها علی هذا الکيان وأعلن بشکل رسمي من منصة هذه المنظمة أن أي تهديد أو حماقة اسرائيلية لن تمر دون رد من قبل ايران.

کل هذا ومندوب منظمة الأمم المتحدة في الشأن العراقي حضر في ايران، واليوم حضر مندوب هذه المنظمة في شؤون اليمن في ايران. کما توجه اليوم رئيس البرلمان الايراني إلی روسيا برسالة مهمة وغدا سيستضيف العراق رئيس القضاء الايراني. وهذا معناه أن ايران في مرکز دبلوماسية المنطقة وخارج المنطقة وبالطبع فإن القضايا المتعلقة بايران ليست قليلة. وأخيرا وليس آخرا يجب القول إن سياسة تهديد ايران بهدف تراجعها عن مواقفها لم تؤت ثمارها لحد الآن کما أنها لن تؤتي ثمارا من بعد هذا.

والآن عودة العقوبات الأمريکية الفاشلة ضد ايران عمرها سنتان وثلاثة أشهر. يکفي فحسب أن نلقي نظرة علی تفاعل ايران مع العالم الأجنبي وكمثال صغير ، يجب أن تؤخذ صادرات النفط الإيرانية في الاعتبار هذه الأيام لإظهار أن ترامب كان يتيه في الظلام ويتخبط خبط عشواء فقط لمدة نصف حکومته، وأن نتيجة محاولته الفاشلة هي أنه مزق حذاءه فقط. هل ستنظر أوروبا والولايات المتحدة في هذه التجربة؟ علينا أن تنتظر لنرى.