زيارة 'ال ثاني' لبيروت تثير التكهنات بعد يوم من اتصال للبيت الابيض

زيارة 'ال ثاني' لبيروت تثير التكهنات بعد يوم من اتصال للبيت الابيض
الثلاثاء ٠٩ فبراير ٢٠٢١ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى لبنان التقى خلالها اقطاب السياسية في البلاد اثارت العديد من التساؤلات والتكهنات لجهة السؤال عما تريده الدوحة من لبنان في هذا الوقت.

العالم- قطر

وتأتي الزيارة في ظل تصاعد أزمة تشكيل الحكومة، القائمة بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، حيث يواصل كل طرف منهما تحميل الطرف الآخر مسؤولية تدهور الأوضاع.

لكن الوزير القطري نفى ان يكون جاء من اجل العمل على اعادة تجرية اتفاق الدوحة لحل الازمة اللبنانية، على اعتبار انه ساد اعتقاد في الاوساط اللبنانية ان الدوحة قررت التحرك للدخول على خط الازمة اللبنانية.

رغم ذلك اعتبر “ال ثاني” أن “تشكيل الحكومة شأن داخلي لبناني ولقطر علاقات جيدة مع جميع الجهات المعنية، وقطر مستعدة دائماً لتسهيل أي حوارات وللمساعدة في ولادة حكومة في لبنان، ولا نسعى لنسف المبادرة الفرنسية بل نعمل على استكمال المساعي الدولية لتشكيل حكومة، ولا مبادرة لدعوة السياسيين إلى الدوحة حاليا ونتمنى أن يخرج الحلّ من بيروت وجميع من تواصلنا معهم ينتظرون تشكيل حكومة”.

واضاف ال ثاني “لدينا مشاورات مع الدول الصديقة المهتمة بالشأن اللبناني والجميع يقول بأنه يجب تشكيل حكومة والجميع متوجه بهذا الإتجاه” لافتا الى أن “أي برنامج اقتصادي لدعم لبنان يتطلب وجود حكومة وحملنا رسالة الأمير تميم بن حمد آل ثاني للرئيس عون وهي لحثّ الفرقاء على تغليب المصلحة الوطنية من أجل تشكيل حكومة وعندما يتمّ تشكيلها قطر مستعدة لدرس الخيارات كافة للمساعدة”.

اللافت انه سبق زيارة الوزير القطري بيوم تلقيه اتصالين هاتفيَّين منفصلين، من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران روبرت مالي.

وافادت مصادر لـ”راي اليوم” ان الدوحة بدأت فعليا تحضر للعب دور في المسار الايراني الامريكي لن يكون منحصرا في اطار التفاوض حول الموضوع النووي فقط. اما على الصعيد اللبناني فهناك ما يمنع الدوحة للقيام بالدور الذي قامت به عام 2007 عندما ابرمت اتفاق الدوحة بين القوى اللبنانية، لان الظروف الان اختلفت لجهة العلاقة التي ما زالت طور الاختبار مع السعودية التي لها نفوذها في لبنان، والعلاقة السيئة مع الامارات والتي تسعى الى تثبيت نفوذ لها في لبنان عبر تيار يتم بناؤه بمساعدة بهاء الحريري واخرين من شخصيات من مختلف التيارات، فضلا عن العلاقة المقطوعة مع سورية خلافا لعلاقة التحالف والتقارب التي كانت سائدة عشية انجاز اتفاق الدوحة 2007، لذلك لا يبدو ان للقطريين قدرة على التأثير في ملف لبنان حاليا.

وكانت آخر زيارة أجراها وزير الخارجية القطري للبنان، في 24 أغسطس 2020، عقب أيام من انفجار مرفأ بيروت، الذي خلَّف عشرات القتلى والجرحى وأضراراً مادية جسيمة.

كمال خلف - راي اليوم