حكاية الجولان وسرقة النفط السوري والمارد الصيني، التي غيرت السياسة الامريكية

حكاية الجولان وسرقة النفط السوري والمارد الصيني، التي غيرت السياسة الامريكية
الأربعاء ١٠ فبراير ٢٠٢١ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش

كان ترامب يجاهر بسرقته للنفط السوري طالما هي تدر المزيد من الدولارات لموازنته عبر شركة محسوبة على الحزب الجمهوري، لكن الذي صدر مؤخراً اعلان البنتاغون بانه لاعلاقة له عن النفط السوري وانما فقط علاقته بمكافحة داعش، هل نصدق هذا الكلام، وهل يطبق على ارض الواقع؟

العالم- ما رأيكم

يرى مسؤولون وخبراء استراتيجيون ان القرار الامريكي هذا يعبر عن حالة موضوعية حقيقية، ليس بمقدور الولايات المتحدة الامريكية البقاء في المنطقة تحت العناوين التي فرضها ترامب سابقاً، بمعنى ان سرقة النفط السوري لم يكن هدفاً استراتيجياً بل كان هدف تكتيكيا، ولهذا على الولايات المتحدة ان تنسحب من هذا العنوان، ولكن يبقى عنوانها تصديرياً عندما تقول بانها سوف تواجه داعش والارهاب في المنطقة، رغم انها لا تواجه الارهاب ولا داعش، انما تسعى لاعادة انتاج خرائط للمنطقة والتي اعتبرها المراقبون بالعنوان الهام جداً.

واكدوا ان الولايات المتحدة الامريكية اليوم اصبحت مجبرة امام صمود السوريين وتضحياتهم ووقوف الحلفاء الى جانبهم، ولهذا سوف تحاول ان ترسم خارطة اقليم تبحث عن الحد الادنى لمصالحها، ولذلك ستسمح للروس في سوريا والدفع بوزير الخارجية الامريكي بالتصريح بان الجولان السوري ليس ارضاً اسرائيلية، وفسروه بان هذا يعد تراجعا حقيقيا وليس تصديرياً، بل ان امريكا تريد ان تبريد المنطقة لجهة خرائط يحاول الان الروسي وضعها في سوريا، لكن عندما يرفع نتنياهو صوته معترضاً بان الجولان كانت جزءا وستبقى الى الابد من الكيان الاسرائيلي، قالوا ان الامريكي لن يسكت على هذا الكلام، لكن من تحت الطاولة سيتشعره بان الجولان لا يمكن ان تكون ارضاً اسرائيلية.

واشاروا ان هذا يدل بان هناك اختلافا عميقا جداً في التصريحات ما بين الادارة الامريكية وحكومة نتنياهو. كما اضافوا ان هناك مجموعة من الملفات لاتستطيع ان تمضي بها الادارة الامريكية بعيداً في اكثر من عنوان، ان كان على المستوى السوري او اليمني او الملف النووي الايراني، مشيرين الى انه سنشهد مجموعة من القرارات والمواقف الجديدة وهي ليست مرهونة بالادارة وانما مرهونة باللحظة الحقيقية والموضوعية التي تمر بها الولايات المتحدة الامريكية.

في المقابل، يرى محللون: ان تصريح ادارة بايدن بانها غير معنية بالنفط السوري وانما بمكافحة داعش، هو دليل واضح على اختلاف المسار الذي ينتجهه الرئيس الامريكي جو بايدن عن ادارة وطريقة ترامب بشكل كامل.

واضافوا، من الواضح ان ادارة بايدن تحاول العودة الى المصالح الامريكية الرئيسية في المنطقة ورسم نوع من الاستقرار فيها، رغم محاولة اثارة حروب صغيرة هنا وهناك للضغط من ايجاد حلول وتسويات.

كما لفتوا الى ان اول تصريح لادارة بايدن كان حول حلّ الدولتين فيما لم تتحدث ادارة ترامب ابداً عن ذلك رغم اعترافها بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال الاسرائيلي، وموضوع توسيع المستوطنات وفرض السيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، واكدوا ان المصلحة الامريكية الراهنة تقتضي باستقرار المنطقة ورسم خارطة لها وايجاد نوع من التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ورسم ادوار للدول الاقليمية كي يتوجه الامريكي باتجاه المارد الصيني.

كما شددوا على ان المعركة الاساسية عند الامريكي هي اعادة التركيز على الاقتصاد الامريكي ولجم النمو الصيني السريع، مشيرين الى ان هذه الاولويات الامريكية في الوقت الراهن ولا تنظر لمواقف ومصالح نتنياهو في المنطقة، المنقطعة اتصالاته اصلاً مع ادارة بايدن.

ما رأيكم..

  • كيف تقرأ مستجدات المواقف الامريكية في سوريا بعد تصريحات بلينكن حول الجولان؟
  • ماذا بشأن البنتاغون انه ليس مسؤولا عن حماية النفط السوري بل عن مكافحة داعش؟
  • هل مواقف الادارة الجديدة هل تغيير في اللهجة أم معارضة لاستراتيجية ترامب؟