الحياة البحرية..

أصوات الأنشطة البشرية تعرقل قدرة الأحياء البحرية على التواصل + فيديو

الخميس ١١ فبراير ٢٠٢١ - ٠٤:١٢ بتوقيت غرينتش

عواصم (العالم) 2021.02.09 – تستخدم العديد من الأسماك والحيوانات البحرية الصوت للتواصل مع بعضها البعض لكن الضوضاء المتزايدة من حركة السفن والتنقيب عن النفط والغاز تحت الماء والأنشطة البشرية الأخرى تعرقل قدرة الأحياء البحرية على التزاوج وتناول الطعام وحتى الهرب من الافتراس.

العالم علوم وتكنولوجيا

الأنثروبوسين أو التأثير البشري الكبير على جيولوجيا الأرض ونظمها البيئية والإيكولوجية.. موضوع دراسة نشرت مؤخرا مستندة إلى أكثر من 500 بحث، والنتيجة أو الخلاصة التي خرج بها العلماء والباحثون أن الأصوات الناتجة عن الأنشطة البشرية وضجيج الآلات الصناعية يعرقل قدرة الأحياء البحرية على التزاوج وتناول الطعام بل والهرب من الافتراس.

ويقول عالم البيئة البحرية وقائد فريق الباحثين كارلوس دوارتي بهذا الشأن: "إنها مشكلة مزمنة ومتنامية وعالمية النطاق تضعف قطعا الحيوانات سواء فرادى أو جماعات.. وبالنسبة للعديد من الأنواع البحرية فإن محاولاتها للتواصل تخفيها أصوات أدخلها البشر."

وقال الباحثون إن الإنسان أحدث تحولا كبيرا في البيئة الصوتية تحت الماء بفعل هدير محركات السفن ودق مضخات التنقيب والانفجارات المصاحبة للمسوح الزلزالية، كاشفين أن هذا الصخب أصاب في بعض الأحيان الحيتان والدلافين وغيرها من الثدييات البحرية التي تعتمد على الصوت في الإبحار بالصمم أو عدم القدرة على تحديد الاتجاه.

ويقول مدير مخبر التطبيقات الصوتية الحيوية في جامعة البوليتكنيك بكتالونيا ميشيل أندريه: "عندما يفكر الناس في التهديدات التي تواجه المحيط، غالبا ما نفكر في تغير المناخ والبلاستيك والصيد الجائر.. لكن التلوث الضوضائي هو أمر حيوي آخر نحتاج إلى مراقبته."

وكشفت الدراسة أيضا أن الإنسان لم يزد الضوضاء في المحيطات فحسب بل وأخفت أصوات طبيعية بها.. فصيد الحيتان في القرن العشرين على سبيل المثال أبعد الملايين من هذه الكائنات من محيطات العالم واختفى معها الكثير من أهازيج الحيتان.

وأشارت الدراسة أيضا إلى أن تغير المناخ تسبب كذلك في تغير البيئة الصوتية كأصوات الصرير والزقزقة حول الشعاب المرجانية الذي بدأ يخفت أكثر فأكثر مع موت المزيد من المرجانيات نتيجة ارتفاع حرارة المياه وتحمضها وتلوثها.

وخلصت الدراسة إلى أن هناك حاجة لمزيد من الاهتمام من جانب العلماء وصناع القرار بهذه الأصوات وتأثيراتها، لا سيما تأثيرها على السلاحف البحرية وغيرها من الزواحف والطيور البحرية والفقمات والثدييات التي تتغذى على النباتات مثل عجول البحر.

ودعا فريق الباحثين إلى إطار عمل تنظيمي عالمي لقياس الضوضاء في المحيطات والتعامل معها.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..