الحضور الجماهيري الكبير في ايران هو المَعْلَمُ الاساسي للثورة الاسلامية

الخميس ١١ فبراير ٢٠٢١ - ٠٧:٠٧ بتوقيت غرينتش

اعتبر الاكاديمي والمحلل السياسي صادق النابلسي ان الثورة الاسلامية في ايران تنفرد بين الثورات الاخرى بأنها في حالة من الحيوية والتدفق المستمرين، مشير الى ان كل انواع الحروب فشلت في اسقاطها او تغيير وجهتها.

العالم - خاص بالعالم

وقال النابلسي في حوار مع قناة العالم ضمن برنامج "مع الحدث": لا شك ان واحدة من المعالم الاساسية في الثورة الاسلامية هو الحضور الجماهيري الكبير، منذ البداية وحتى هذه اللحظة لم تتوقف الجماهير من التدفق الكبير في الشوارع وفي المناسبات المختلفة للتعبير عن قيم الثورة ولمواجهة التحديات المختلفة التي واجهتها الثورة والدولة على حد سواء.

واضاف: ربما عندما نقارن الثورة الايرانية مع بعض الثورات، دائما كانت هذه الثورات مع مرور الوقت تخبو وتنطفئ، لكن الثورة الإسلامية من فرادتها وميزتها انها دائما في حالة من الدينامية والحيوية والحركة والتدفق بشكل مستمر لأن طبيعة الاهداف هي طبيعة متحولة، طبيعة تقتضي الحضور الجماهيري والزخم الجماهيري بشكل مستمر جدا، لذلك لا نجد مناسبة من المناسبات إلا ويحصل هناك استفتاء او نزول الجماهير الى الشارع لمواجهة التحديات الداخلية او الخارجية.

وتابع النابلسي: ما انفرد به الشعب الايراني انه لم يعش لحظة الانتصار ويهدأ بل واكب دائما وبشكل مستمر كل التقلبات والتحديات التي واجهتها الثورة وبعد ذلك الدولة الإسلامية، وهذا يبرهن على عمق العلاقة الجماهيرية مع الدولة القيادة والشعب، لانه لا يمكن الفصل بين استحقاقات ومكاسب وانجازات الشعب وبين ما تطرحه القيادة، هناك التصاق والتحام كامل.

واشار الى ان الجمهورية الاسلامية منذ انطلاقتها تعرضت الى سيل هائل من العقوبات والحصار والحروب، واليوم نحن نشهد نوعا من الحروب الجديدة والهجينة، القوى الناعمة والاستراتيجية المتشددة المتصلبة والاستراتيجية اللينة، كل انواع الحروب خيضت في وجه الجمهورية الإسلامية في محاولة لاسقاط النظام او لدفعه للتراجع لتغيير سلوكه ولاحتوائه لكننا اليوم نلاحظ ان كل هذه السياسات فشلت.

واردف النابلسي قائلا: بل حتى في الآونة الاخيرة خصوصا مع مجيء الرئيس الاميركي جو بايدن، هناك محاولة ليس لتغيير سلوك النظام وانما لجذبه مجددا الى سكة المفاوضات، لاحظ كم تراجعت الاهداف، اليوم لا يريدون الحرب ضد ايران وانما العودة الى طاولة المفاوضات لاعادة تبريد الازمات في المنطقة ومحاولة لما يعرف بالعروض السخية.

واوضح: فجو بايدن يحاول من هذا الطرح الجديد لاستدراج ايران مرة اخرى الى طاولة المفاوضات تحت عنوان العروض السخية، اولا ان تعود ايران الى الاتفاق النووي وتعمل اميركا على ادخاله ضمن معاهدة يقرها الكونغرس، وكذلك دعوة الدول الاوروبية والشركات الامريكية الى انفتاح اقتصادي وتجاري مع ايران لعل ذلك يمكن ان يقلب مزاجها.