الشارع الفلسطيني ورغبة التغيير وحسابات فتح الداخلية 

الشارع الفلسطيني ورغبة التغيير وحسابات فتح الداخلية 
الخميس ١٨ فبراير ٢٠٢١ - ٠٣:٤٣ بتوقيت غرينتش

رغبة الشارع الفلسطيني بالتغيير وانهاء الانقسام برزت من خلال اقبال الفلسطينيين الذين يحق لهم الاقتراع على التسجيل للمشاركة في معركة الصناديق المنتظرة، حيث اقتربت نسبة التسجيل الىً التسعين بالمائة وهي نسبة كبيرة اعتقد انها ستنعكس ايضا على حجم التصويت،

العالم - قضية اليوم
في السابق كان السياسييون الفلسطينييون ينظرون الى صعوبة اجراء الانتخابات قبل انجاز المصالحة والتمهيد للانتخابات من خلال حكومة وحدة وطنية تعمل على التهيئة لها، لكن هذه المحاولات كانت دائما تنتهي مع اول عائق يواجهها ، قرار الفصائل ان تبدا بالانتخابات للوصول الى انهاء الانقسام كما يبدو كان مقنعا للشارع الفلسطنيي اكثر ولذلك جاء استقبال الشارع هذه المرة للفكرة بترحاب اكبر ، واذا كنا على يقين ان حركة حماس موحدة خلف قرار قيادتها رغم اختلاف الاراء فيها الا ان الشارع غير مقتنع ان فتح موحدة خلف قيادتها في هذه الانتخابات لاسيما مع بروز شائعات تؤكد ان عضو اللجنة المركزية للحركة الاسير مروان البرغوثي قرر ان يخوض الانتخابات البرلمانية في قائمة بعيدا عن قائمة اللجنة المركزية للحركة وكذلك مع ورود انباء تؤكد ان القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان بدأ العمل لخوض تياره الذي يطلق عليه التيار الاصلاحي الانتخابات البرلمانية بقائمة منفصلة ايضا وهذا يعني اننا سنكون امام ثلاث قوائم لفتح كحد ادنى ، مما يعني ان الحركة ستكون امام ازمة كبيره قد تؤدي مرة اخرى الًى اكتساح حركة حماس الانتخابات التشريعية كما حدث في العام ٢٠٠٦ ، لكني على قناعة ان فتح مازال لديها الوقت لترتيب اوراقها قبل موعد الانتخابات التشريعية لعدة اسباب على راسها ان اللجنة المركزية للحركة تدرك ان تيار البرغوثي يملك تاثيرا كبيرا في الشارع لما يملكه الرجل من رمزية لايملكها اي من قادة فتح في اللجنة المركزية ، فالشارع الفلسطيني يرى بالبرغوثي القيادي الذي افنى حياته في السجون الاسرائيلية وبقي يحمل مشعل المقاومة في وقت يتنعم فيه قادة اخرين بالامتيازات ويعيشون رفاهية ما كانوا ليحصلوا عليها لولا وجودهم في الدائرة الاولى للحركة ، وعليه فان ارضاء البرغوثي وتياره لا فرار منه واعتقد جازما ان الحركة ستضطر ان تمنح البرغوثي ما يريد واكثر كي لا يذهب بقائمة بعيدة عن قائمة المركزية ، اما بالنسبة لمحمد دحلان فان تاثيره على الشارع اقل بكثير من البرغوثي ولذلك حاول الكثيرون في الساعات القليلة الماضية تمرير معلومات عن حوارات تدور بين تيار البرغوثي وتيار الدحلان للاندماج في قائمة واحدة وهو ما استبعده ، اذا المطلوب من حركة فتح كي تستطيع ان تواجه الخصم اللدود حركة حماس ، اولا ان لا تعود الى تبني افكارا استسلامية وان تعلي فكر المقاومة والمواجهة ثانيا ان تبعد من المواجهة مع حركة حماس الشخصيات الموسومة بالفساد والتربح من وجودهم في السلظة والاهم ان تعلن حركة فتح انفصالها عن السلطة قولا وفعلا وهذا قد يشفع لها عند قاعدتها ، ودون ذلك فإن الحركة ستكون قد اطلقت النار على ذاتها اذا خاضت الانتخابات وفق المتوقع من حالة التشرذم .

فارس الصرفندي