الانتخابات الفلسطينية

بعد الثاني والعشرين من مايو الشعب سيد الموقف ..

بعد الثاني والعشرين من مايو الشعب سيد الموقف ..
الثلاثاء ٢٣ فبراير ٢٠٢١ - ٠٤:٠٥ بتوقيت غرينتش

المواعيد حُددت والناخبون حدثوا بياناتهم حتى بلغت نسبة التسجيل ٩٣٪؜ والقوائم تتجهز سراً ولجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية أقرت إجراءات الترشح للانتخابات التشريعية المقررة يوم 22 مايو القادم، حيث سيفتح باب الترشح للانتخابات يوم السبت في العشرين من شهر مارس القادم .. 

العالم - قضية اليوم

كل الأمور تبدو وكأنها تسير باتجاه الريح ولكن الخشية من أن تكون النتائج عكس التيار، فالانتخابات وعلى الرغم من أنها أثارت عاصفة من التفاؤل لدى جيل كامل لم يعرف شيئا عن صندوق الاقتراع ولا يعرف أبجديات الحروف الأولى من الديموقراطية بات الآن في قمة الحماسة ليدلي بصوته، بل إن الشباب لم يعروفوا سوى الآن أن لهم صوت قد يكون مهماً فقد وجدوا أنفسهم فجأة محل اهتمام القادة وأصحاب الكراسي .
الانتخابات مهمة لكنها للأسف لم تأتي نتاج كونها مطلب شعبي فالشعب ينادي بها منذ زمن لكن صوته لم يُسمع أمّا وأن النداء قد جاء من البيت الأبيض والقارة العجوز وبعض دول الاقليم فقد قال الكل سمعاً وطاعة، وحتى لا يقول لي قائل ما المانع؟ فأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي .. سأقول : هذا صحيح .. ولكن يكون ذلك في حالةٍ واحدة اذا قلبنا السحر على الساحر وسخّرنا هذا الأمر لصالحنا ولصالح قضيتنا وأن نغادر مربع مجرد تجديد الشرعيات ومربع الاقصاءات وأن لا تكون مرحلة التفاوض العبثي هي التالي ليوم الانتخابات وان لا يكون أيضا سلاح المقاومة قرار فردي يُستخدم للمزاودة على الوطنية فنحن بحاجة لبرنامج سياسي جامع فالأجواء التي دفعتنا للانتخابات هي التي خلقت لدينا خوفاً من نتائجها ، فحركة حماس وافقت عليها على الرغم من علمها أن العملية برمتها مرتبطة بالمفاوضات، لكن الحركة أيضا بحاجة لتجديد شرعيتها سياسياً بعد الانقسام... ولهذا فالانتخابات الفلسطينية على أهميتها إلا أنها لن تكون أكثر من مجرد العودة للمربع الأول الذي قد يبدو ظاهرياً أفضل من أوسلو لكنه باطناً قد يكون تكراراً لذات السيناريو بأسلوب آخر ، ولكن الفيصل في الأمر هي إرادة الشعب التي بيدها أن تقبل أو أن ترفض فالشعب الذي يقبض على جمر المقاومة بيده دون أن ترتعش في الضفة وغزة وحتى في الأرض المحتلة رغم أن أعمارهم يحترق بعضها في قبور الشهداء والبعض الآخر في سجون صغيرة أو كبيرة كغزة المحاصرة يستطيع أن يُبقي قضيته حية ومقاومته مشتعلة مهما كانت الصفقات التي ستؤول إليها الأمور بعد الانتخابات ولتكن حينها الوصفة السحرية للمواجهة هي وحدة أبناء الفصائل الذين فرقتهم خلافات قيادتهم ولهذا فالتعويل على وحدة الشعب أجدى من حكومة تجتمع على طاولة واحدة ولكن ولاءاتها شتى .
فما دامت البرامج السياسية مختلفة ومادام سقفها رضا السيد الأمريكي سيبقى سيد فلسطين هو شعبها ..

إسراء البحيصي