تكرار الهجمات على قاعدة عين الاسد.. هي عصا تأديب، أم ماذا؟

تكرار الهجمات على قاعدة عين الاسد.. هي عصا تأديب، أم ماذا؟
الجمعة ٠٥ مارس ٢٠٢١ - ٠٧:٢٤ بتوقيت غرينتش

من المعلوم ان تكرار الهجمات الصاروخية الذي تستهدف القوات الامريكية وابرزها قاعدة عين الاسد في العراق قد ألقت بثقلها على الامريكان، والتي تعد من اهم القواعد الموجودة في غرب العراق وزارها ترامب متفاخراً بها وكلفت الخزينة الامريكية 2 مليار دولار، وسط حيرة واشنطن من ان الرادارات وابراج المراقبة المحصنة لم تشفع لها من اسقاط ولو بعضا من هذه الصواريخ.

العالم- ما رأيكم

ويرى مراقبون، ان استهداف القوات الامريكية في العراق بدأ منذ عام ونصف العام اي منذ اغتيال القائدين الكبيرين قاسم سليماني وابومهدي المهندس، وعزوا السبب الى ان الوجود الامريكي يعتبر غير مقبولا في العراق.

ولفتوا الى ان الوجود الامريكي قائم على اساس استمرار الصراعات والنزاعات، كما ان الوجود الامريكي قائم ايضاً بذريعة تواجد داعش واستمرار الازمات الامنية والمشاكل الداخلية في العراق.

واوضحوا، ان الغلاف الاعلامي لتبرير التواجد الامريكي في العراق بسبب تنظيم داعش الوهابي، قد انهار بعد عملية اغتيال قادة النصر، ولهذا بدأت الهجمات تستهدف القوات الامريكية ومازالت مستمرة لحد الآن، مشيرين الى ان الجيش الامريكي دخل العراق من خلال الضغط على بعض الاطراف ومارس نفوذا اعلاميا وامنيا كبيرا وهيأ البيئة ليكون له المقبولية والمشروعية في هذا البلد، على الرغم من عدم قانونية تواجد القوات الامريكية بعد قرار البرلمان العراقي الذي طالب باخراج القوات الامريكية من العراق.

واكدوا ان استهداف القوات الامريكية سيستمر طالما الامريكي موجود كقوة محتلة عسكرية في العراق، وحذروا من ان الامريكان يعملون على بقائهم عن طريق اختراق الاجهزة الامنية واللعب على التناقضات العراقية في كل الميادين من خلال وسائل الاعلام ومن خلال منظمات المجتمع المدني الذي اوجدوه لاثارة النزاعات في كل الاتجاهات.

في المقابل، لفت خبراء استراتيجيون عراقيون الى ان الوجود الامريكي في العراق يتكئ على الانقسام السياسي العراقي والذي يتمثل بالمجتمع السياسي.

وقالوا ان هذا المجتمع السياسي العراقي يعتمد بشكل اساسي على الجانب الامريكي في حضوره وتواجده، وهم الاكراد والسنة تحديداً الذين غادروا قاعة التصويت على القرار المتعلق باخراج القوات الامريكية من العراق بعد استهداف الامريكان قوات الحشد الشعبي في منطقة القائم واستهداف قادة النصر قرب مطار بغداد.

واعتبروا ان هذا الانقسام والتموضع الامريكي ينعكس بالتأكيد على الشارع العراقي، الا ان هناك اغلبية خرجت بالتظاهرات ضد الوجود الامريكي وايدتها المرجعية الدينية والعقلاء من العراقيين الذين يتحدثون بوجوب مقاومة المحتل الامريكي الذي لايعترف اطلاقاً بالقوانين والمعاهدات الدولية ولا يحترم سيادة العراق، ويحتاج الى عصا تأديب دائماً.

واوضحوا، ان المجتمع العراقي يشعر بالعزة والاباء بعد استهداف القوات الامريكية وبات يدرك حقيقة واحدة وهي ان الجانب الامريكي لا يمكن له ان يقصف ويقتل ويروع المدنيين ويترك دون ان يكون هناك رداً عليه، وان هذا الرد كان واضحاً بضربة مباشرة الى قاعدة عين الاسد الامريكية، بعد ثلاثة ايام من ارتكاب الامريكان مجزرة بحق قوات الحشد الشعبي.

واضافوا، ان قاعدة عين الاسد الامريكية تعد من اهم القواعد الموجودة في غرب العراق التي زارها ترامب ويتواجد فيها مدرج ومطار وقاعدة حماية ودفاع وقواعد تدريبية، مشيرين الى ان الحكومة العراقية حينما طالبت بمغادرة القوات الامريكية، تحدث حينها ترامب بان القاعدة كلفته 2 مليار دولار ويجب ان تدفع كي يغادروا.

ووصفوا دقة استهداف قاعدة عين الاسد بالصواريخ، بأنها قد مثّلت سياسة ضربة بضربة التي باتت تعتمدها المقاومة في المنطقة ضد القاعدة الامريكية التي تتمتع بمناطيد وابراج مراقبة، ولم تستطع المضادات والرادارات كشف صواريخ غراد القديمة واسقاطها، اضافة الى عناصر داعش الذين يجلبهم الامريكان من الجانب السوري من اجل تحصين هذه القاعدة.

على خط آخر، اكد صحفيون مختصون بالشأن الامريكي، ان الجانب الامريكي لم يستطع لحد الآن تحديد الجماعة المسؤولة عن استهداف قاعدتها عين الاسد في العراق، معتبرين الهجمات بانها تمثل احراجاً كبيراً لادارة بايدن، ويضغط الحزب الجمهوري عليها باتخاذ سياسة ترامب المتسرعة للرد على هذه الهجمات، الا انهم شددوا على ان ادارة بايدن تفضل التريث حتى يتم تحديد المسؤولي الفعلي عن هذه الهجمات.

ما رأيكم..

  • أي تداعيات للهجوم الصاروخي على قاعدة عين الاسد الامريكية في العراق؟
  • لماذا تريثت واشنطن في تحديد الجهة المسؤولة على عكس نهجها المعتاد؟
  • ما خيارات واشنطن من الخروج من مأزقها في العراق؟