ما دلالات تكرار استهداف المواقع الامريكية بالعراق منذ مجيء ادارة بايدن؟

الجمعة ٠٥ مارس ٢٠٢١ - ١٢:٥٧ بتوقيت غرينتش

اعتبر الباحث السياسي هادي قبيسي، ان استهداف القوات الامريكية في العراق بدأ منذ عام ونصف العام اي منذ اغتيال القائدين الكبيرين قاسم سليماني وابومهدي المهندس، وعزا السبب الى ان الوجود الامريكي غير مقبول في العراق.

وقال قبيسي في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث" ان الوجود الامريكي قائم على اساس استمرار الصراعات والنزاعات، مشيراً الى ان الوجود الامريكي قائم ايضاً بذريعة وجود داعش واستمرار الازمات الامنية والمشاكل الداخلية في العراق.

واوضح قبيسي، ان الغلاف الاعلامي لتبرير التواجد الامريكي في العراق بسبب تنظيم داعش الوهابي، قد انهار بعد عملية اغتيال قادة النصر، ولهذا بدأت الهجمات تستهدف القوات الامريكية ومازالت مستمرة لحد الآن، مشيراً الى ان الجيش الامريكي دخل الى العراق من خلال الضغط على بعض الاطراف ومارس نفوذا اعلاميا وامنيا كبيراً وهيأ البيئة ليكون له المقبولية والمشروعية للدخول الى العراق، على الرغم من عدم قانونية تواجد القوات الامريكية بعد قرار البرلمان العراقي الذي طالب باخراج القوات الامريكية من العراق.

واشار قبيسي الى ان استهداف القوات الامريكية سيستمر طالما الامريكي موجود كقوة محتلة عسكرية في العراق، مؤكداً ان الامريكان يعملون على بقائهم باختراق الاجهزة الامنية واللعب على التناقضات العراقية في كل الميادين من خلال وسائل الاعلام ومن خلال منظمات المجتمع المدني الذي اوجده لاثارة النزاعات في كل الاتجاهات.

من جانبه، اشار عضو مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية من بغداد عباس العرادي الى ان الوجود الامريكي في العراق يتكئ على الانقسام السياسي العراقي والذي يتمثل بالمجتمع السياسي.

وقال العرادي: ان هذا المجتمع السياسي العراقي يعتمد بشكل اساسي على الجانب الامريكي في حضوره وتواجده، وهم الاكراد والسنة تحديداً الذين غادروا قاعة التصويت على القرار المتعلق باخراج القوات الامريكية من العراق بعد استهداف الامريكان قوات الحشد الشعبي في منطقة القائم واستهداف قادة النصر قرب مطار بغداد.

واعتبر العرادي ان هذا الانقسام والتموضع الامريكي ينعكس بالتأكيد على الشارع العراقي، الا ان هناك اغلبية خرجت بالتظاهرات ضد الوجود الامريكي وايدتها المرجعية الدينية والعقلاء من العراقيين الذين يتحدثون بوجوب مقاومة المحتل الامريكي الذي لايعترف اطلاقاً بالقوانين والمعاهدات الدولية ولا يحترم سيادة العراق، ويحتاج الى عصا تأديب دائماً.

واوضح العرادي، ان المجتمع العراقي يشعر بالعزة والاباء بعد استهداف القوات الامريكية وبات يدرك حقيقة واحدة وهي ان الجانب الامريكي لا يمكن له ان يقصف ويقتل ويروع المدنيين ويترك دون ان يكون هناك رداً عليه، مشيراً الى ان هذا الرد كان واضحاً بضربة مباشرة الى قاعدة عين الاسد الامريكية، بعد ثلاثة ايام من ارتكاب الامريكان مجزرة بحق قوات الحشد الشعبي.

واضاف العرادي، ان قاعدة عين الاسد الامريكية تعد من اهم القواعد الموجودة في غرب العراق التي زارها ترامب ويتواجد فيها مدرج ومطار وقاعدة حماية ودفاع وقواعد تدريبية، مشيراً الى ان الحكومة العراقية حينما طالبت بمغادرة القوات الامريكية، تحدث حينها ترامب بان القاعدة كلفته 2 مليار دولار.

ووصف العرادي دقة استهداف قاعدة عين الاسد بالصواريخ، بأنها قد مثّلت سياسة ضربة بضربة التي باتت تعتمدها المقاومة في المنطقة ضد القاعدة الامريكية التي تتمتع بمناطيد وابراج مراقبة، ولم تستطع المضادات والرادارات كشف صواريخ غراد القديمة واسقاطها، اضافة الى عناصر داعش الذين يجلبهم الامريكان من الجانب السوري من اجل تحصين هذه القاعدة.

بدوره، اكد الصحفي المختص بالشأن الامريكي من واشنطن محمد العالم، ان الجانب الامريكي لم يستطع لحد الآن تحديد الجماعة المسؤولة عن استهداف قاعدتها عين الاسد في العراق.

واعتبر العالم، ان هذه الهجمات تمثل احراجاً كبيراً لادارة بايدن، وتضغط بشكل كبير جداً عليها لتجبرها على اتخاذ سياسة ترامب، مشيراً الى ان الحزب الجمهوري الذي له اغلبية في مجلس الشيوخ يضغط للرد على هذه الهجمات، الا ان ادارة بايدن تفضل التريث حتى يتم تحديد المسؤولي الفعلي عن هذه الهجمات.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5471493