قصيدتان بمناسبة ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام

قصيدتان بمناسبة ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام
الثلاثاء ٠٩ مارس ٢٠٢١ - ٠٤:١٠ بتوقيت غرينتش

قصيدتان في ذكرى استشهاد راهب آل البيت مولانا الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) وهما تسردان بعض نضالات هذا الامام العظيم وتضحياته الكبرى لحماية النهج الاسلامي الاصيل:

العالم - ثقافة

(١) سلامٌ على موسى بن جعفرَ شاهداً

إتيتُ الى مثواك يا بن الأطايبِ ***** وجئتُ ومأمُولي أبثُّ مطالبي
فأنت ملاذُ العاشِقينَ عقيدةً ***** مبادئُها تبني جميلَ التحابُبِ
فيا سيدي بابَ الحوائجِ والرَّجا ***** إليكَ وِدادي صادقاً غيرَ كاذبِ
ويا كاظمَ الغيظِ الكريم أَرومةً ***** أجِزْ قَولَتي شعراً رهيفَ التخاطُبِ
عشقتُ قِباباً أزهرتْ مْذْ طفولتي ***** بِيَ الخَيرَ أمضي بالهدى والتقارُبِ
بنو وطني هم أهلُ بيتٍ مُسالمٍ ***** ويجمعهُم عِرقُ الإبا والتواهُبِ
ولكنّ ذؤبانَ النذالةِ والخَنا ***** أغارتْ على بيتِي العراقِ بِلاهِبِ
أشاعتْ قبوراً في البلادِ وشعبها ***** وعاثتْ فساداً فالورى في تضارُبِ
فقد نصبَ "البعثُ" اللئيمُ مشانقاً ***** على كلِّ بابٍ بالعراقِ المُواهِبِ
عراقٌ هو القلبُ الرحيبُ لأُلفةٍ ***** وكلِّ سجيّاتٍ وفَتْ للتصاحُبِ
فمزَّقه "بعثُ"ُ الدماءِ وداعِشٌ ***** وثاراتُ حُسّادٍ وجمُّ مصاعبِ
فكانَ مقامَ الكاظِمَينِ مثابةً ***** يطافُ بها عندَ اضطرامِ النوائبِِ
فهم بيتُ أبناءِ الرسالةِ والتقى ***** ومُلهِمُ أبطالِ العراقِ المُحارَبِ
إمامُ التقى عَينٌ تراقبُ ضَعفَنا ***** قِباباً تصلّي حِطّةً للأطائبِ
يُنافِحُ عنّا من يُريدُ هوانَنا ***** يُباركَ حَشداً طافحاً بالعجائبِ
وينصُرُ جيشاً فالفيالقٌ هَبّةٌ ***** جنودٌ وحشدٌ ذاهبٌ غيرُ آيِبِ
وموعدهُم عند اللقاءِ تكاتفٌ ***** يطهّرُ أرضاً من بيوتِ العقاربِ
فثمةُ إصرارٌ ورايةُ عزةٍ ***** سيرفعُها رغم الأذى والمصاعبِ
جنودُ عليٍّ والحسينِ وفاطمٍ ***** وأنصارُ حُبِّ الكاظِمِينَ الكواكِبِ
هنالك لن يبقى الدواعشُ فتنةً ***** وايتامُ بعثٍ أولغَوا بالمَضارِبِ
فانّ عِراقي للفضائلِ شعلةٌ ***** ومنْ شذّْ فليسْلُكْ جُحورَ الغَياهِبِ
سلامٌ على مُوسى بنِ جعفرَ شاهداً ***** على باذلٍ للمكرُماتِ وواهبِ
على اُمّةٍ جاءتْ إليه فخورةً ***** لتكريمِ مِعطاءٍ عظيمِ المكاسِبِ
تخلِّدُهُ ذكرىً وتطلُبُهُ هدىً ***** وتتْبعُهُ نهجاً عديمَ الشوائبِ

(٢) موسى بنَ جعفرَ يا نبراسَ تضحيةٍ

سعى إلى جُودِكَ المُنسابِ مَحزونُ ***** يا مَنْ لديهِ حصيلُ السَّعيِ مَضمونُ
موسى بنَ جعفرَ يا نبراسَ تضحيةٍ ***** دوَّتْ مدى الدَّهرِ تتلُوها الدَّواوينُ
هذا مقامُكَ في بغدادَ ملحمةٌ ***** يستحضرُ الصّبرَ لمَّا جارَ "هارونُ"
ذا كاظمُ الغيظِ بسمِ اللهِ حازَ عُلاً ***** على خُطى بَذْلِهِ تمضي القرابينُ
تَجلْبَبَ السِّجنَ منهاجاً لنهضتِهِ ***** مصابراً تختشي منهُ السلاطينُ
فأعبَدَ الحَبْسَ والأصفادُ في يدِهِ ***** يَسجُدْنَ للهِ فالسجّادُ مَسجُونُ
واستعذْبَتْ ذِكْرَهُ للهِ في وَلَهٍ ***** وأدمُعَاً اُذهِلَتْ منها الزنازينُ
مُوسى سليلُ التقى والطُّهرِ منزلةً ***** نزيلُ سِجنِ طُغاةٍ بالعَمَى غِينُوا
قد ناوأُوا الكاظمَ الصبّارَ وهو هُدىً ***** يفيضُ بالحُبِّ .. سِيماهُ الرَّياحِينُ
واُسقِي السُمَّ والأغلالُ تُثقِلُهُ ***** واحَرَّ قلبي أيُسقَى الحِقدَ مأمُونُ؟
آهٍ على نعشِهِ مُلقىً بقارعةٍ ***** مِنْ جسرِ بغدادَ فالأمْوَاهُ تأبينُ
والصُّبحُ في حسرةٍ والشمسُ تندُبُهُ ***** والنهرُ مستوحِشٌ والدِّينُ مَوهُونُ
والناسُ في حيرةٍ مِن أمرِهِمْ رَهَباً ***** فالكاظمُ المُرتجى للموتِ مَرهُونُ
مُمَدَّدٌ في طريق الجسرِ مُضطهَدٌ ***** ينالُ من قَدْرهِ قاسٍ وملعونُ
خابَ الطواغيتُ ذا موسى الفِدا شَمَمٌ ***** فوق الخُلُودِ وتهواهُ الملايينُ
زالَ المُعادُونَ تذكاراً وتكرمةً ***** لكنَّ موسى بماءِ العينِ مَكنونُ
فالكاظمُ الغيظَ للآمالِ مُنقلَبٌ ***** مُطهَّرٌ تستقي منهُ الأساطينُ
مِنْ عِلْمِ حيدرةَ الكرّارِ منبعُهُ ***** وصيُّ طه إليهِ الحقُّ مَذعُونُ
يا أيها الكاظمُ المبذالُ دُمْ ظَفَرَاً ***** على طواغيتَ أغواهُم شياطينُ
فداءُ نَعشِكَ مَنْ عاداكَ مُجترِئاً ***** على الإله ومَنْ بالمُلْكِ مَفتونُ

بقلم الکاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي
٢٥ رجب ١٤٤٢ / ٩ اذار ٢٠٢١

تصنيف :