روسيا وجهة الحريري الجديدة لتمهيد الطريق الى الرياض!

روسيا وجهة الحريري الجديدة لتمهيد الطريق الى الرياض!
الأربعاء ١٠ مارس ٢٠٢١ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

تظهر الاحداث الاخيرة والمفارقات العديدة ان استقبال سعد الحريري في السعودية ليس أمرا سهل المنال.

العالم - لبنان

وكتبت صحيفة الاخبار اللبنانية اليوم الاربعاء، انه منذُ لحظة تكليفه، لم يعوف الرئيس المُكلف جهة إلا ورَاهن على وساطتها لدخول الرياض. مشكلته مع السعوديين تكمُن في غموضهم. لا وضعوه على السكّة الحكومية التي يُريدونها، ولا صدّوه عن بابهم بشكل فجّ. لكن أغلب من حاول استطلاع موقفهم، لمسَ لديهم ثباتاً على موقفهم منذ التسوية الرئاسية مع ميشال عون.
مع ذلِك، لا يتوقف المقربون من الحريري عن تعميم أجواء تشي بانفراجة قريبة على هذا الصعيد، وأن طيّ صفحة الخلافات السياسية والمالية مع السعودية يفترض أن يكون قد أنجز بفضل أصدقاء إقليميين ودوليين. مردّ هذا الكلام هو رهان الحريري على لوبي إماراتي - مصري - فرنسي يُمكن أن يضغَط في اتجاه إصدار "عفو ملكي" عنه في هذه الظروف. إلا أن أكثر من مؤشر يؤكّد استحالة بلوغ الهدف في الوقت الراهن.
وسقط الحريري عن جدول زيارات السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الذي عادَ أخيراً الى لبنان. الأخير التقى عدداً لا بأس به من السفراء والمرجعيات الروحية، غيرَ أن اللفتة الأبرز في هذا المجال هي اختياره معراب لتكون محطته لأول لقاء سياسي علني. صحيح أن المبادرة لم تأتِ من البخاري، وأن رئيس حزب «القوات» سمير جعجع وزوجته النائبة ستريدا جعجع حاولا الاستثمار في اللحظة ووجّها دعوة للبخاري إلى العشاء، لكن الدبلوماسي السعودي لم يكُن ليُلبّيها لولا موافقة قيادته، وبالتالي كانت هذه إشارة سلبية.

وفي الأيام الأخيرة أيضاً، قيلَ الكثير عن استياء سعودي عبّر عنه السفير في بيروت من بيان الحريري الذي قالَ فيه إنه لا ينتظِر إشارة السعودية ولا غيرها لتأليف الحكومة. وتحدّثت مصادر مطّلعة عن هذا الاستياء، ناسبة إياه إلى البخاري الذي التقى بعض المسؤولين اللبنانيين وأبقى على هذه اللقاءات بعيدة من الإعلام» لتؤكّد بناءً على هذه الأجواء أن العلاقة بين الرئيس المكلف والرياض ليست جيدة. ونُقِل عن البخاري تلميحه في مجالسه الخاصة إلى أن الحريري لن يواجه بهاء واحداً فقط، بل سيواجه 100 بهاء.
وكانَ الحريري في انتظار زيارة متوقعة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسعودية، تقول المعلومات إنها عُلقت بسبب الأولويات السعودية التي يتصدّرها ملفّا اليمن وسياسة الإدارة الأميركية الجديدة في المنطقة. وفوق ذلِك، تقول أوساط مطلعة إن السعودية تقطع الطريق أمام أي ضغط فرنسي في ما يتعلق بالأزمة اللبنانية، باعتبار أنها لا تحتاج إلى سمسار أو وسيط على الساحة اللبنانية، وهي متى أرادت العودة إلى المشهد فهي ستفعل ذلك مباشرة. للسعودية موالها في ما خص فرنسا والمبادرة الفرنسية في لبنان، أو الدور التي تحاول باريس أن تلعبه. لم تنسَ بعدَ أن ماكرون هو الذي نفّذ عملية تحرير الحريري من بين يديها عام 2017 من جهة، ومن جهة ثانية ترفض أن تدفَع فلساً واحداً في لبنان لإنعاش الشركات الفرنسية التي ستأتي الى لبنان للعمل والاستثمار بعدَ تأليف الحكومة.
من جهة اخرى، برزَ مؤشر يتعلّق بالموقف الروسي من الأزمة اللبنانية، عبّر عنه بيان وزارة الخارجية الروسية الذي تناول الحل من باب تشكيل حكومة تكنوقراطية مؤهلة، تدعمها القوى السياسية والطوائف الرئيسية في البلاد. البيان أتى بعدَ لقاء جمع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالرئيس الحريري. ويؤكّد ما نقله أكثر من مصدر سياسي أن الروس، ومن خلال تواصلهم مع قوى سياسية لبنانية، نصحوا بتأليف حكومة تسوية. وكانَ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الأكثر سماعاً لهذا الموقف، وقد يكون مرتبطاً بشكل أو بآخر بتصريحه عن أنه مع حكومة تسوية وليسَ متمسكاً بحكومة من 18 وزيراً. من المفترض أن يزور لافروف السعودية في إطار جولته الخليجية لبحث ملفات المنطقة، ومن بينها ملف لبنان. وقد تكون روسيا الجهة الجديدة التي يُراهن عليها الحريري بعدَ باريس والإمارات لتمهيد الطريق له الى الرياض. فهل يسلّم بصوتها الذي صبّ لصالح حكومة تسوية من دون غالب ولا مغلوب؟.