السياسة الأميركية تجاه إيران فشلت خلال 4 عقود

الخميس ١١ مارس ٢٠٢١ - ١١:٠٩ بتوقيت غرينتش

أكد الأستاذ في العلوم السياسية د.علي فضل الله أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن يستمر بايدن بحملة الضغوط القصوى على إيران التي أسسها سلفه دونالد ترامب، مشددا على أن السياسة الأميركية تجاه إيران فشلت خلال 4 عقود من الزمن، والأحرى بالأميركي أن يراجع هذه السياسة.

وفي حوار مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" لفت إلى أنه ومنذ حوالي شهرين من وصول جو بايدن إلى كرسي البيت الأبيض ولم يحدث أي شيء حتى الآن بشأن الاتفاق النووي.
وأوضح أنه كان هناك موقف حاد ولهجة شديدة من الفريق الديموقراطي بالنسبة لخروج ترامب من الاتفاق النووي، وأضاف: بل حتى رأينا إشارات معاكسة لهذا الموضوع، منها عقوبات جديدة ضد شخصيتين عسكرتين إيرانيتين فرضت في عهد بايدن، وهذا لا يدل هذا على إرادة حقيقية بعد الوصول إلى الحكم.. أم أن هناك حسابات داخلية معينة أو ضغوط خارجيية تمنع جو بايدن فعلا من الخطو بهذا الاتجاه.
وقال علي فضل الله إن السؤال هذه المرة "يوجه إلى الطرف الأميركي بالتحديد.. لماذا هذه المراوحة؟"
وفي جانب آخر نوه إلى أن الأمر الشديد الأهمية هي الانتخابات الإيرانية التي سوف تقام بعد 3 أشهر، موضحا: أي أن الوقت في إيران ليس متاحا، فهناك رئيس قادم في إيران يأتي لأربع سنوات مقبلة، أي ما يستوعب ولاية بايدن كلها، فالخيار هو عند الأميركي.. هل سيأخذ الأميركي قرارا حقيقيا ما بتخفيف الضغط على إيران بشكل معين؟
وفيما لفت إلى أنه وعلى ما يبدو أن هناك تصعيد في مكان آخر قال: لهذا اليوم يستمر جو بايدن بحملة الضغوط القصوى على إيران التي أسسها دونالد ترامب.
وقال على فضل الله: المشكلة الرئيسية هو ما يدعيه الحزب الديموقراطي، فإذا كانت لغتك لغة القانون الدولي إرجع إلى الاتفاق!
وبشأن عدم الالتزام الأميركي رأى أن: هناك وزن كبير على "الواقعية" - بحسب الفهم الأميركي لها - بأن هناك موازين قوى، فدونالد ترامب رفع السقف بشكل كبير، وهم يقولون فلنستفد من هذا السقف العالي للضغوط القصوى للحصول على تنازلات من إيران.
وخلص إلى أن: "الأمر انتقل من مبادىء وقوانين إلى كباش بالقوة، وكل طرف يملك فعلا أوراقا في المنطقة."
وقال الأستاذ في العلوم السياسية: أظن أن الأميركي سيتراجع في النهاية، والسبب هو ثبات إيران، فالسياسة الأميركية تجاه إيران فشلت خلال 4 عقود من الزمن، والأحرى بالأميركي أن يراجع هذه السياسة حتى لصالحه الخاص.
هذا ورأى مدير التحالف الأميركي-الشرق أوسطي للديموقراطية توم حرب أن من الصعب على إدارة بايدن إعادة إقناع الرأي العام الأميركي بأن هناك مصلحة في العودة إلى الاتفاق النووي، مؤكدا أن بايدن يتعرض لضغوطات داخلية يخشي أن يسقط من عين الرأي العام الداخلي فيما هو مقبل على انتخابات نصفية.
وأوضح أنه حين تم الاتفاق في 2015 كان الشعب الأميركي ضده في تلك الفترة، "لأنهم لم يروا فيه شيئا إيجابيا للأميركان سوى أن قد تذهب شركات أميركية للعمل في إيران."
وأضاف: فأتى الرئيس ترامب ووضع العقوبات القاسية وانسحب من الاتفاق لسبب رئيسي هو أن الاتفاق يجمد تخصيب اليورانيوم على فترة معينة بينما الرأي الثاني في الولايات المتحدة والذي يرافقه رأي الدول العربية وإسرائيل هو لا لسلاح نووي ولا لتخصيب اليورانيوم للحصول على السلاح النووي.. وهذا فرق شاسع.
ولفت إلى أن: من الصعب على إدارة بايدن إعادة إقناع الرأي العام الأميركي أن هناك مصلحة في العودة إلى اتفاق كان فيه تجميد للتخصيب لـ10 أو 15 سنة، بل سنعطيهم كل شيء مثل ما كان قبلا، كما نعطيهم أموالا.. وعليه ضغوط هائلة.
وأشار إلى أن الماكنة التي نصبها بايدن في وزارة الخارجية والأمن القومي هم بالضبط من اشتغلوا على الاتفاق النووي ولم نجح فسوف تتم العودة إلى الاتفاق كما كان عليه في 2015، وقال: لكن هناك الضغوطات الداخلية وضغوطات الدول العربية، لأنه إذا عاد سيسقط من المجتمع العربي والرأي العام الداخلي، فيما هو مقبل على انتخابات نصفية إذا خسرها خسر كل الأوراق التي سوف تكون بيده خلال 4 سنين.
ورأي توم حرب أن: الغلطة الأساسية كانت غلطة الرئيس باراك أوباما فهو في 2014 و2015 حين كانت المحادثات النووية جارية رأى الصعوبة في داخل المجتمع الأميركي والمشرعيين في الكونغرس، وهو كان عارفا أن هناك 3 شروط أساسية هي السلاح النووي والصواريخ البالستية وأجندة إيران في المنطقة، وهي شروط اتفق عليها الحزبان الديموقراطي والجمهوري، ولكن حين رأى سوف لن يكون قادرا من تمرير هذه الثلاث لا في مجلس النوب ولا مجلس الشيوخ لتصبح معاهدة رسمية تسرع لإبرام الاتفاق النووي فقط، وقفز على الدستور الأميركي وذهب بالاتفاق إلى الأمم المتحدة للأخذ بموافقتها عليه.
من جانبه انتقد الباحث الاستراتيجي د.هادي محمدي لجوء واشنطن إلى الألاعيب في العلاقات الدولية من خلال تخريب الاتفاقات الدولية وعلى رأسها الاتفاق النووي، محذرا من أن الرئیس الاميركي الجديد جو بايدن قد يكون مضطرا لدفع تكاليف أكثر للحكومة الإيرانية القادمة في الملف النووي.
وقلل هادي محمدي من أهمية التحالف العربي الإسرائيلي ضد إيران واصفا الدول والأنظمة العربية إلى جانب الكيان المحتل بأنها دول كرتونية، وقال إنها إلى جانب إسرائيل ليست إلا صفرا.
وقال إنه لا يمكن اللجوء إلى الألاعيب في العلاقات الدولية وتخريب الاتفاقات الدولية والتذرع بذرائع حيث لا يمكن تبرير ذلك، وأضاف أن الرئيس الأميركي بايدن لديه استراتيجية إبادة الملف النووي الإيراني.
وقال: من ناحية الأميركان هم يقولون إن الاتفاق النووي تكتيكي ليتمكنوا من فرض مطالبات غيرشرعية على إيران.
وأضاف: لكن أميركا تحولت إلى موجود غيرمسؤول في الأوساط الدولية، فهي خرجت من الاتفاق النووي الدولي واتفاقات دولية أخرى، وهي منذ أول يوم تطبيق هذا الاتفاق من قبل الديموقراطيين من انتهكت هذا الاتفاق وخرجت منه.
وشدد على أن: بايدن كسلفه ترامب يمشي على الطريق نفسه، لكنهما فشلا، على أميركا أن تنفذ وتطبق الاتفاقيات الدولية وتلتزم بتعهداتها.
ونوه أن إيران لديها أوراقها يمكن أن تضعها على المنضدة واحدة تلو الأخرى، وقال إذا أرادت أميركا أن تتطرق إلى القضايا الإقليمية فالقضية اليمنية تبقى لليمنيين والعراقية للعراقيين إلى جانب قضايا متعددة أخرى.
وفيما انتقد الألاعيب القانونية والسياسية التي تتذرع بها أميركا قال محمدي: لماذا تريد أميركا من إيران أن تعود إلى الاتفاق النووي؟ وأي اتفاق تقصد؟ فحين لم يكن هناك اتفاقات إلى أي منها نعود؟ هذه سفسطة مضحكة.
واضاف أنه إذا لم يكن الاتفاق النووي قانونيا إذا لماذا خطوا تلك الخطوة؟ وقال إن: عزة ومكانة الولايات المتحدة باتت تحت المجهر، فهي وحسب توصيف وزير الخارجية الصينيي لاعب مشاغب في الأوساط الدولية.. حين لم يلتزم ولم يكن له سلوك مسؤول.
وشدد على أن نظام الجمهورية الإسلامية بأسره اليوم لا يثق ذرة بأميركا، وحذر من أنه بعد مجيء الحكومة الإيرانية الجديدة بعد 3 أشهر قد لا تكون الظروف مثل سابقتها وأن تكون صعبة للطرف الآخر، وقال إن بايدن قد يكون مضطرا آنذاك بأن تدفع تكاليف أكثر.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5482518