الحشد الشعبي وأيتام صدام.. سعاد الصالحي مثالاً

الحشد الشعبي وأيتام صدام.. سعاد الصالحي مثالاً
السبت ٢٠ مارس ٢٠٢١ - ٠٣:٠٨ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي كانت طغمة البعث الفاشي تكتم على انفاس العراقيين، وتقطع ذئابه، ألسن و آذان وأنوف العراقيين، لمجرد كلمة و جملة قالوها عن صنم العراق الطاغية صدام حسين وإبنيه عدي وقصي واعضاء اسرته المشؤومة، كانت البعثية حتى النخاع المدعوة سؤدد الصالحي، والمعرفه بسعاد الصالحي، تجند قلمها لخدمة البعث المجرم والسفاح صدام، في أحلك السنوات التي مرت على العراق والعراقيين، حيث كانت تعمل محررة في قسم التحقيقات في إسبوعية "نبض الشباب" في الناصرية من عام 1999 وحتى عام 2003 ، ونالت جائزة نقابة الصحفيين العراقيين كأفضل كاتبة تحقيقات في العراق للفترة من 2001 – 2002.

العالم – يقال ان

هذه البعثية وبعد سقوط صنم بغداد عام 2003، لم يتعرض لها احد، رغم كل الخدمات التي قدمتها لعصابة البعث، وكانت هي بالذات جزء من هذه العصابة، فالعراقيون يعلمون جيدا، انه في زمن الطاغية صدام وحزبه الفاشي، ما كان بمقدور الانسان العراقي البسيط ان يعمل معلما في مدرسة ابتدائية، الا بعد ان يثبت ولاءه للحزب و"الثورة" والطاغية، وهذا الاثبات كان بوسائل مختلفة، وكانت هذه الوسائل اكثر عنفا كلما كانت الوظيفة خطيرة، كالعمل في "صحافة البعث"، فعندها يجب على "الصحفي" ان يرفع التقارير ضد عباد الله، الذين كان يموت العديد منهم بسبب هذه تقاريره الكيدية.

سؤدد او سعاد الصالحي، بعد خدمتها للبعث الصدامي حتى اخر عوامه ،عام 2003، تلقفها الاعلام السعودي، بعد ان وجد فيها حقدا لا يضاهى ضد النظم الجديد، ففسح لها المجال للالتحاق بصحيفة "الحياة" السعودية اللندنية- مكتب بغداد وعملت كمراسلة للشؤون السياسية والأمنية من العام ٢٠٠٣ وحتى العام ٢٠٠٨، ونشرت العديد من التقارير الصحفية، كانت من الفها الى يائها ، هجوما ممنهجا ضد النظام الجديد، من خلال تقمص شخصية الصحفية التي تدافع عن أمن العراق وسيادته وكرامة العراقيين، التي ذهبت مع ذهاب سيدها السفاح، وواصلت نفس النهج حتى بعد انتقالها الى موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، ولكن بحقد اكبر واندفاع اشد، بعد ظهور الحشد الشعبي من رحم الفتوى التاريخية لسماحة السيد السيستاني، عندما غزت جحافل الظلام الداعشية البعثية العراق، فوجدت سؤدد (سعاد) الصالحي، ان آمالها وآمال باقي أيتام صدام، بعودة البعث المجرم الى الحكم ، تبخرت بالكامل مع وجود الحشد الشعبي، لذلك جندت خبرتها في كتابة التقارير الامنية الكيدية والملفقة ضد العرقيين، هذه المرة في كتابة التقارير ولكل هذه المرة ضد الحشد الشعبي، القوة التي حطمت آمال التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي واذنابهم في العرق من داعشة وبعثية وجوكرية.

اليوم نقلت جميع الفضائيات والمواقع العربية الممولة بالدولار النفطي والغازي لانظمة عرب الردة، "معلومات"!! عن موقع "ميدل ايست البريطاني"، تتحدث عن ان هناك "4 من أجهزة المخابرات الإيرانية تتنافس في العراق وتعطي أوامر متناقضة، ما يؤدي إلى خلافات بين حلفاء طهران داخل العراق"!!.

ولكن بعد قراءة التقرير، يظهر لنا ان مصدر هذه "المعلومات السرية والخطيرة"، هي البعثية سؤدد (سعاد) الصالحي، مراسلة الموقع في العراق. ولا يحتاج القارىء للكثير من الفطنة ليقف على تفاهة التقرير وكاتبته، وهو تقرير يعيد لاذهان كل عراقي عاش في ظل البعث الاسود، حكاية التقارير التي كان يكتبها منتسبو البعث الصدامي، ضد كل من كانوا يعتقدون انه لا يؤيد البعث او انه محايد.

التقرير كُتب بلغة غبية، بحيث تكشف هذه اللغة من السطر الاول، انه كتب من اجل الاساءة الى الحشد الشعبي والغالبية العظمى من الشعب العراقي الرافض لوجود القوات الامريكية المحتلة للعراق، وكذلك الاساءة الى العلاقة التاريخية العميقة والمتجذرة بين العراق وايران، عبر اظهار ايران بانها هي المحرك لفصائل المقاومة العراقية للاحتلال الامريكي، وكأن العراقيين، بحاجة الى إذن من احد ن ليتحركوا ضد التواجد الامريكي غير الشرعي في بلادهم والمسؤول على كل الويلات التي يعيشها العراق منذ 18 عاما.

التقرير البعثي الغبي على موقع بريطاني، والذي كتبته بعثية مخضرمة من ايتام صدام، لا يستهين بقرار مجلس النواب العراقي الذي الزم الحكومة العراقية باخراج القوات الامريكية، بعد ان تلطخت ايديها بدماء الشهيدين القائدين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني ورفاقهما الابرار، فحسب، بل هو محاولة لاثارة الفتن بين العراقيين ، وزرع الشقاق بينهم وبين اخوتهم في الدين والعقيدة والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، في ايران.

لم يعد بمقدور ايتام صدام بعد اليوم، الاختفاء وراء يافطات عريضة وطويلة، لصحف و فضائيات او مواقع تابعة لعرب الردة او تلك التابعة للدول التي غزت العراق، من اجل بث سمومهم في الجسد العراقي، فالعين العراقية سترصدهم حيث ذهبوا، وستعمل على فضحهم ، وفضح الفضائيات والصحف والمواقع، التي تجندهم.