هل فوز نتنياهو بالإنتخابات يمر من مكة المكرمة؟

هل فوز نتنياهو بالإنتخابات يمر من مكة المكرمة؟
الإثنين ٢٢ مارس ٢٠٢١ - ١٠:٠٩ بتوقيت غرينتش

في تصريح مازال يثير ردود فعل واسعة في الشارعين العربي والاسلامي، لما يترتب عليه من مخاطر على اقدس مقدسات المسلمين، وسط صمت مريب من قبل الانظمة العربية الرجعية ووعاظ السلاطين، حيث تعهد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع القناة الاسرائيلية 13، ونقلتها صحيفة "جورازليم بوست"، بتسيير رحلات جوية مباشرة من تل ابيب الى مكة، في حال فوزه في انتخابات الكنيست المقررة غدا الثلاثاء.

العالم كشكول

اللافت ان اللغة التي تحدث بها نتنياهو كانت لغة الشخص الواثق من نفسه ومن ما يقول، فقد خاطب نتنياهو الصهاينة قائلا :" سأحضر لكم رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى مكة.. وان العلاقات مع السعودية علاقات طبيعية.. وان هناك 4 دول أخرى على وشك توقيع اتفاقيات معنا". ما قاله نتنياهو، جاء في اعقاب، تصريحات ادلى بها في وقت سابق، وزير الاستخبارات في الكيان الإسرائيلي، إيلي كوهين، والتي كشف فيها ان "قطر والسعودية وسلطنة عمان والنيجر" قد تكون من الدول التي ستطبع مع كيانه.

من الواضح ان تصريحات نتنياهو حول تسييره رحلات مباشرة من تل ابيب الى مكة المكرمة، لم يتم نفيها من الجانب السعودي، الامر الذي يؤكد ان نتنياهو قد احرج ولي العهد السعودي ابن سلمان مرة اخرى، كما احرجه عندما كشف عن الاجتماع السري الذي جمعه بابن سلمان ووزير الخارجية الامريكي السابق مايك بومبيو في السعودية!!.

كلام نتنياهو لم يأت من فراغ، فهو ينطلق من مسلمات تلمسها في شخصية ابن سلمان وسلوكياته وفي الوضع الداخلي السعودي، فالاخير لا يفكر الا بالوصول الى عرش السعودية ومستعد لدفع اثمان باهظة من اجل تحقيق هذا الهدف. وزاد من امكانية ان يدفع اكثر، رحيل عرابيه ترامب وكوشنير، ووجود منافسين اقوياء له داخل اسرة ال سعود، وتورطه بجريمة قتل خاشقجي، وهزيمته التي لم يعلن عنها رسميا في الحرب على اليمن.

ابن سلمان يعتقد ، او ان نتنياهو اقنعه، ان الغرب وعلى راسه امريكا، لن يغض الطرف عن افعاله في مقابل نحو ترليون دولار منحها لهم فقط، فالغرب سيتغاضى عن كل موبقاته، وسيفرش له السجاد الاحمر للوصول الى العرش، في حالة واحدة ، وهي التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وفتح ابواب جزيرة العرب امام الصهاينة.

عندما يقول نتنياهو انه سيضمن مكة للصهاينة في حال فوزه بالانتخابات ، فانه يعي ما يقول، فاختياره مكة بالذات وليس غيرها، مقصود ، فهو يعزف على الوتر الصهيوني القائل بحق اليهود بمكة وخيبر ، لانها "ارض اجدادهم". واللافت ان ال سعود والوهابية دمروا اكثر من 90 بالمائة من اثار ومعالم الاسلام والسيرة االنبوية ، وكأنها لم تكن، وأبقوا على اثار خيبر وباقي اثار بقايا اليهود في جزيرة العرب!!، وكأنهم كانوا على موعد معهم بعد 7 عقود!!.

ان تاكيد نتنياهو على ان فوزه يمر من مكة، و إختراع إبن زايد لدين جديد اطلق عليه "دين ابراهام"، كلها تهدف الى هز قدسية ارض الحرمين الشريفين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، لدى نحو ملياري مسلم. انطلاقا من اعتقاد خاطىء، وهو ان الشعوب العربية والاسلامية، ما هي الا الذباب الالكتروني السعودي والاماراتي والاسرائيلي. وان علماء الامة ، ليسوا سوى وعاظ السلاطين والمطبلين لـ"ولاة الامر". بينما الحقيقة ليست ما يتصورها البغاة والمطبعون، فالشعوب العربية والاسلامية، لم ولن تغض الطرف عن مقدساتها وعلى راسها مكة والمدينة، فهذه الشعوب التي لم تتنازل عن كرامتها وقدمت مئات الالاف من الشهداء على هذا الطريق ، كما شاهدنا في اليمن وسوريا، فان هذه الشعوب ستكون اكثر استعدادا لتقديم الشهداء عندما تكون اقدس مقدساتها في خطر، لذلك يرتكب نتنياهو خطأ فادحا، اذا اعتقد ان فوزه في الانتخابات يمر من مكة المكرمة، فهو وكل من حرضه على قول ما قال ، سيكونون من الخاسرين، كما خسر اصحاب الفيل.