ما أسباب التواجد الامريكي في سوريا.. وموقف العشائر؟

ما أسباب التواجد الامريكي في سوريا.. وموقف العشائر؟
الثلاثاء ٢٣ مارس ٢٠٢١ - ٠٨:٢٨ بتوقيت غرينتش

لم تمض ساعات قليلة على تصريحات قائد قوات ما يسمى بـ "التحالف الدولي"، التي قال فيها بأن "الهدف من التواجد في سوريا هو للدفع باتجاه حل سياسي للبلاد بشكل كلي"، حتى خرج رئيس مشروع مكافحة التزييف معلنا "أن الازمة في سوريا يمكن أن تدوم عشرات السنوات ما دام الأميركي موجوداً فيها، فهي تعتبر مشروعاً تجارياً ناجحاً لأميركا".

العالميقال ان

قائد قوات ما يسمى بـ "التحالف الدولي" في سوريا والعراق، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، بزعم محاربة تنظيم "داعش" الارهابي، الجنرال "بول كالفيرت"، قال "ما دمنا نستطيع الحفاظ على الوضع الراهن في الشمال الشرقي، فإن ذلك يمنحنا الفرصة من خلال الحوار السياسي مع جميع اللاعبين لدفع حل مقبول لسورية كلها"، مشيراً إلى أن "مستوى التعقيد في سوريا هائل". بحسب تقرير نشره موقع "ديفينس ون" المتخصص بالشؤون العسكرية.

وبين الموقع أن كثيرين بما فيهم كالفيرت، يرون أن الوجود الأميركي في سوريا يعد بمنزلة "ثقل إستراتيجي موازن" للنفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، مشيرا إلى أن "بعض البنية التحتية البترولية التي تسيطر عليها قوات ما تسمى سوريا الديمقراطية "قسد" تقع في طرق الدوريات الأميركية، ولذلك فهي متداخلة في حماية أمن المنطقة الأوسع".

مزعم "كالفيرات" وربطه بقاء القوات الامريكية للمساعدة بانتهاء الازمة السورية مصورا الدور الايجابي لامريكا بعكس الحقيقة على ارض الواقع الذي اكده رئيس مشروع مكافحة التزييف في روسيا، أندريه مانويلو في إحاطة إعلامية حيث قال "إن الحرب في سوريا، التي تثري الكثيرين، يمكن أن تدوم عشر سنوات أو عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً، ما دام الأميركي موجوداً فيها، وان سوريا مشروع تجاري مربح للغاية ويكسب الكثير من الناس أموالاً جيدة للغاية من خلاله".

مانويلو الذي اضاف في احاطته "يتم تحديد هذا الصراع ليس من وجهة نظر النضال من (أجل السلام) وإنما من وجهة نظر المصالح التجارية لمجموعات معينة في الولايات المتحدة، أي أولئك الأشخاص الذين يجنون أموالاً من هذا الصراع، ويستحوذون على الأموال التي يسددها دافعو الضرائب الأميركيون، كل شيء حسبما هو مخطط له – مخطط تجاري بحت، وليس هناك أي تناقضات، لذلك إذا لم يتم وضع حد لهذه المنظومة فإن الحرب في سوريا، التي تثري الكثيرين، يمكن أن تدوم عشر سنوات أو عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً. ما دامت الولايات المتحدة موجودة هناك".

وأستدل مانيلو بالأسلحة التي عثرت مع الارهابيين والتي كانت من إنتاج أوروبي وأميركي، وصلت إليهم بفضل الأموال التي خصصها الكونغرس الأميركي لدعم من تدعي أنها "معارضة معتدلة"، كما كان من بين المسلحين الذين تم تصفيتهم أولئك الذين دربتهم الولايات المتحدة.

وفي اطار الاستثمار الامريكي المتواصل للارهاب في وريا قال "كالفيرت" أن "تنظيم "داعش" الإرهابي ما زال قادراً على إقامة معسكرات تدريب وبنى تحتية أخرى داخل صحراء البادية، حيث لا تعمل القوات الأميركية، فيما تشير كل التقارير على الارض على ان الادارة الامريكية تعمل بشكل متواصل على الاستثمار في الإرهاب، حيث كشفت مصادر تنسيقيات المسلحين إن قوات "التحالف الدولي" نقلت تسعة من سجناء داعش في سجن غويران بمدينة الحسكة الذي تشرف عليه قوات "قسد"، لافتة إلى أن قوات "التحالف" و"قسد" استنفرت قواتها بمحيط السجن وترافق ذلك مع تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي" المروحية التي غطت علمية نقل السجناء إلى كردستان العراق من الجو. وكشفت أن السجناء التسعة الذين جرى نقلهم جرى اعتقالهم في منطقة الباغوز خلال معارك السيطرة عليها وكانوا يشغلون مناصب مهمة في التنظيم وهم من جنسيات أجنبية.

كما تواصل القوات الامريكية نقل إرهابيي "داعش" من السجون التي تسيطر عليها "قسد" إلى قاعدته غير الشرعية في التنف، حيث قام بنقل 300 إرهابي من مسلحي داعش المحتجزين من سجني المالكية والثانوية الصناعية بحي غويران في الحسكة إلى قاعدته غير الشرعية في منطقة التنف عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، حيث يوفر الامريكي في التنف ملاذاً آمنا للإرهابيين، ويدعمهم بالأسلحة ويوفر لهم الحماية خلال تنقلهم من مكان إلى آخر لتنفيذ مخططاتهم العدوانية ضد سوريا.

وفي سبيل الخلاص من اعداء سوريا، يتواصل الحراك الشعبي والعشائري المناهض للوجود الأجنبي غير الشرعي على أرض البلاد، والداعم للرئيس بشار الأسد، والجيش السوري، للتأكيد على الموقف الوطني للعشائر العربية، ورفضهم لوجود الاحتلالات، والتبرء من أي مواقف مغايرة لأبناء العشائر، والخارجة عن الاجماع الوطني السوري".

وفي هذا السياق، عقدت العشائر السورية، ملتقى عشائرياً حاشداً، في مدينة ديرالزور، للتأكيد على موقف العشائر من جملة التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها منطقتهم وأصدرت بياناً، قالت فيه أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لطرد الاحتلالين الاميركي والتركي ومرتزقتهم من كامل الأراضي السورية، ودعم أبناء العشائر في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلالين الأميركي والتركي، والاستعداد لدعمهم وتمكينهم من الوقوف في وجه هذين الاحتلالين وطردهم من الأراضي السورية.

وأشار البيان إلى أن "أبناء العشائر هم الأساس المتين والرئيسي من الجسد السوري الواحد الذين سيعملون معاً للحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً"، مشدداً "على استعداد أبناء العشائر لمؤازرة الجيش السوري لتحرير كامل الأراضي السورية من رجس المحتلين.

اذا الشّعب السوري، لا يمكن أن يقبل بسرقة ثرواته، ومِثلما تصدى لمشروع التفتيت الأمريكي لترابه الوطنيّ وقدم آلاف الشهداء، لن يتردد في التصدّي لهذا النهب الأمريكيّ لثرواته، والمسألة وقت وتوقيت ليس أكثر.