'نتنياهو' يصعّد الأزمة ويرفض طلب الأردن تزويده بالمياه

'نتنياهو' يصعّد الأزمة ويرفض طلب الأردن تزويده بالمياه
الجمعة ٢٦ مارس ٢٠٢١ - ١١:١٤ بتوقيت غرينتش

صعّد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الأزمة في العلاقات مع الأردن، ورفض طلبا الأردن بتزويده بالمياه، رغم أن المسؤولين عن المورد المائي وفي جهاز الأمن "الإسرائيلي" أوصوا بالاستجابة للطلب الأردني.

العالم - الاحتلال

وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم، الجمعة، إلى أن موقف نتنياهو يعكس عُمق الأزمة بين كيان الاحتلال والاردن، "الذي يبدو كمواجهة شخصية بين رئيس الحكومة والملك عبد الله".

وتصاعدت الأزمة بين الجانبين في أعقاب إلغاء نتنياهو سفره إلى الإمارات، الأسبوع الماضي. وكان نتنياهو يخطط لاستغلال الزيارة إلى أبو ظبي في الأيام الأخيرة لحملته الانتخابية. ورغم تحفظ المسؤولين الإماراتيين من زيارة نتنياهو، كونها تأتي عشية انتخابات الكنيست، التي جرت الثلاثاء الماضي، والتحسب من اعتبارها تدخلا في الانتخابات "الإسرائيلية"، إلا أن الإمارات أرسلت طائرة خاصة لإحضاره إلى أبو ظبي، وتوقفت في الأردن لساعتين قبل توجهها إلى فلسطين المحتلة، لكن نتنياهو قرر إلغاء الزيارة بسبب تأخر وصول الزيارة. وكانت هذه المرة الرابعة في الأشهر الأخيرة التي يلغي نتنياهو زيارته للإمارات.

وقبل ذلك بيوم واحد، ألغى ولي العهد الأردني، الحسين بن عبد الله الثاني، زيارته إلى المسجد الأقصى، بمناسبة الإسراء والمعراج، بعد أن حاولت "إسرائيل" إجراء تغييرات في الترتيبات الأمنية في الحرم القدسي. وحسب الصحيفة، طالب الجانب الأردني حينها بأن يحمل رجال الأمن المرافقين لولي العهد بنادق خلال زيارة الحرم القدسي، "وليس مسدسات". وبعد التوصل إلى اتفاق بين الجانب الأردني وجهاز الأمن العام "الإسرائيلي" (الشاباك)، نشأ خلاف آخر على خلفية طلب بأن يزور ولي العهد كنائس في القدس، ورفض الشاباك هذا الطلاب.

ويشار إلى أن نتنياهو قرر إلغاء زيارته إلى أبو ظبي حينها إثر إدخال زوجته إلى المستشفى من أجل إجراء عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية. وكشفت صحيفة "معاريف" حينها عن أن نتنياهو أوعز بإغلاق المجال الجوي لفلسطين المحتلة أمام الطائرات القادمة إلى الأردن والمغادرة، خلافا لاتفاقية التسوية بين الجانبين. وسعى مسؤولو سلطة الطيران "الإسرائيلية" إلى منع إغلاق المجال الجو، إلى حين تراجع نتنياهو عن قراره.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية "إسرائيلية" وأردنية تلميحها إلى أن نتنياهو واصل خرق اتفاقية التسوية بين الجانبين. وتنص الاتفاقية على أن تزود "إسرائيل" الأردن بصورة دائمة بالمياه التي تضخها من نهر الأردن. ويطلب الأردن أحيانا زيادة كمية المياه بسبب شحتها في بعض المواسم. وغالبا كان "إسرائيل" تستجيب لطلبات كهذه.

وأجرت لجنة المياه المشتركة للجانبين مداولات بشأن الطلب الأردني، الأسبوع الماضي، ورغم توصية المسؤولين المهنيين بالاستجابة للطلب الأردني، إلا أن نتنياهو ومجلس الأمن "الاسرائيلي" أخروا الرد على الطلب "بشكل يدل على رفضه" وفقا للصحيفة.

وقالت الصحيفة إن مصادر "إسرائيلية" على علاقة وثيقة مع الجانب الأردني عبروا عن قلقهم من خطوات نتنياهو والتوتر المتصاعد بين الجانبين. واتهمت المصادر نفسها نتنياهو بأنه "يتعمد تشكيل خطر على اتفاقيات التسوية على خلفية العداء الشخصي بينه وبين العائلة المالكة، ويتجاهل القيمة الإستراتيجية البالغة لإسرائيل من العلاقات مع عَمان".

وأضافت الصحيفة أنه يوجد غضب في الأردن على "إسرائيل" على خلفية انتشار فيروس كورونا، وطلب الأردن من "إسرائيل" بتزويده ببضع عشرات آلاف اللقاحات من أجل تطعيم الطواقم الطبية. إلا أن "نتنياهو يحاول ممارسة ’دبلوماسية لقاحات’ ومكافأة دول صديقة بشحنات من اللقاحات، من سان مارينو وحتى غواتيمالا، فيما يغيب الأردنيون عن هذه القائمة، بموجب قرار نتنياهو".

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات بين نتنياهو والملك عبد الله تقوضت منذ سنوات، على الرغم من المحادثات الهاتفية التي تجري بين الحين والآخر بين الجانبين. وسادت أزمة شديدة بين الجانبين، في العام 2017، في أعقاب نصب "إسرائيل" بوابات إلكترونية حول المسجد الأقصى، وفي موازاة ذلك أقدم حارس في السفارة "الإسرائيلية" في عمان على قتل مواطنين أردنيين. ووافق الملك عبد الله حينها على الإفراج عن الحارس "الإسرائيلي"، لكنه غضب في أعقاب احتفال نتنياهو بهذا الإفراج.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو قال مؤخرا إن "الأردنيين بحاجة إلينا أكثر مما نحتاج نحن إليهم". ونقلت عن صحافيين مقربين من نتنياهو وصفهم للملك عبد الله بأنه "ليس ذا صلة بالواقع، ويكتبون عن الأردن باستخفاف، ويصورونه كدولة ضعيفة، وأن أهميتها تراجعت على خلفية اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات. وفي جهاز الأمن الإسرائيلي يرفضون هذا الوصف جملة وتفصيلا ويرون بالأردن حليفا بالغ الأهمية لأمن إسرائيل".