هل بإمكان "إسرائيل" تدمير المنشآت النووية الإيرانية؟!

هل بإمكان
السبت ٢٧ مارس ٢٠٢١ - ١١:٥٣ بتوقيت غرينتش

في حديث لصحيفة "اسرائيل اليوم"، قال رئيس الشعبة الاستراتيجية والدائرة الثالثة في قوات الاحتلال الإسرائيلي طال كالمان، ان كيانه لديه "القدرة على تدمير برنامج إيران النووي بالكامل". وان كيانه "نجح حتى الآن في منع إيران من امتلاك سلاح نووي" ، وان كيانه "كان يأمل بانهيار النظام الإيراني، تحت وقع العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

العالم يقال ان

في حديث هذا المدعو كالمان، هناك اعتراف صريح وكذبتان فاضحتان، اما الاعتراف هو ان كيانه "كان يأمل بانهيار النظام الإيراني، تحت وقع العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب"، وهو أمل كان قائما على حسابات خاطئة، شأنها شأن جميع حسابات الثلاثي الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، ازاء ايران، فهي مبنية على "معلومات"!!، لا وجود لها، يحصل عليها من مرتزقة، من امثال زمرة المنافقين الارهابية، في مقابل مبالغ طائلة من المال السعودي، طبعا.

اليوم رحل ترامب، وهناك احتمال قوي ان يرحل نتنياهو، بينما ثالثهم ابن سلمان، يحسب كل صيحة عليه، بسبب تهوره ونزقه، بينما بقيت الجمهورية الاسلامية في ايران، ليست فقط صامدة، بل توقع على اتفاقيات بمئات المليارات، مع اقوى اقتصاديات العالم، المتمثل بالاقتصاد الصيني، الامر الذي يؤكد وبشكل قاطع، موت سياسة "الضغوط القصوى" التي مارستها امريكا، بتحريض من نتنياهو وتشجيع ودعم السعودية.

اما الكذبتان الصارختان، الاولى ان "اسرائيل منعت ايران من امتلاك القنبلة النووية"، فالقنبلة التي يتحدث عنها هذا "الاسرائيلي"، لم ولن تفكر فيها ايران يوما، لاسباب دينية واخلاقية وانسانية، وليس هناك من سبب آخر حال دون ايران والقنبلة النووية، فايران تمتلك القدرات العلمية التي تمكنها من صناعة هذه القنبلة، وان ما يفصلها عن انتاج هذه القنبلة، ليس امريكا او "اسرئيل"، بل الفاصلة الدينية، التي لم تتجاوزها ايران لا اليوم ولاغدا، وهو ما يعرفه الغرب وعلى راسه امريكا، الا ان هذ الغرب، يتخذ من كذبة "السلاح النووي" ذريعة من اجل ممارسة الضغوط على الشعب الايراني، لوقف نهضته العلمية، واسقاط النموذج الناجح الذي قدمته الجمهورية الاسلامية في ايران، للشعوب العربية والاسلامية والحرة في العالم، في الاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية.

اما الكذبة الثانية، وهي الاكبر، ان لدى الكيان الاسرائيلي "القدرة على تدمير برنامج إيران النووي بالكامل"!!، وهي كذبة لا اعتقد ان اغلب من في الكيان الاسرائيلي وعلى راسهم كبار زعمائه العسكريين والامنيين ، ومنهم كالمان هذا، يصدقها، لانهم يعلمون ان "اسرائيل" فوق القانون، ومدعومة من اكبر قوة عسكرية متوحشة في العالم وهي امريكا، ومن جميع القوى الغربية، فلو كان بمقدور هذا الكيان ان يتعرض للمنشآت النووية الايرانية، لما تردد لحظة واحدة، فخوفه من تنفيذ تهديداته، ليس من القانون الدولي والامم المتحدة ومجلس الامن والرفض العالمي، كل هذه القضايا لا معنى لها في "القاموس الاسرائيلي"، بل الخوف كل الخوف، من ردة الفعل الايرانية، التي ستضع حدا لعمر هذا الكيان المشؤوم.

العالم اجمع بات على يقين، ان لا امريكا ولا "اسرائيل" بإمكانهما تدمير البرنامج النووي السلمي الايراني، فلو كان بمقدور هذا الثنائي الارهابي تدمير المنشآت النووية الايرانية، لفعلها ايام الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، الذي احاط نفسه باكثر المتطرفين المتصهينين الحاقدين على ايران، كما اعطى شيكا على بياض، للارهابي نتنياهو، ليفعل ما يشاء، ولكن اكتفى الجميع بإطلاق التهديدات، دون ان يجرأوا على تنفيذها.