الهجوم على مستشفى السلمانية 2011 في البحرين

الجمعة ٠٩ أبريل ٢٠٢١ - ٠٤:٠٢ بتوقيت غرينتش

يتناول برنامج " لن ننسى"، مناقشة المرة الأخرى التي يبرهن فيها النظام البحريني عن مدى حقده على الشعب وكأنه في عمليات تصفية حساب معه مشكلة هذا النظام هي أنه لايستطيع مواجهة البحرينيين وجها لوجه إلا بالعسكري والقمع والقتل وهو يتلذذ بمأساة الناس ويزهو كثيرا عندما يرى آلامهم موجعة كثيرا، لكن قيل أن الثورة تولد من رحم الأحزان والأوجاع.

ويسلط برنامج "لن ننسى" الضوء على ما حدث في مارس / آذار من عام 2011 في تقرير يصور الضوء على وجع من أوجاع هذا الشعب حيث شنت قوات النظام البحريني في مارس آذار 2011 هجوما عنيفا على مجمع السلمانية الطبي وهو أكبر مستشفى حكومي في البحرين ونشرت قوات النظام دباباتها وعرباتها في مدخل مجمع السلمانية الطبي ومنعت سيارات الاسعاف والمرضى والطواقم الطبية من دخول او الخروج واطلقت الغاز المسيل للدموع على المواطنين وحول ملثمون من قوات الامن المشفى الى مراكز احتجاز.

كما تطرق البرنامج الى حملة الاعتقالات التي تشنها ضد العاملين في المجال الطبي، وللهجمات على المرضى المصابين على صلة بالاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة. ودعت هيومن رايتس ووتش السلطات إلى التحقيق في الانتهاكات المرتكبة في حق العاملين في المجال الطبي والمرضى الذين مارسوا حقهم في حرية التعبير والتجمع، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، والسماح للجميع بتلقي العلاج الطبي دون عوائق.

وكان للاستيلاء على المستشفى تأثير سلبي مباشر على توفير الرعاية الطبية في البلاد. وتدخلت قوات الأمن في القرارات الطبية، وأرهب تواجد قوات الآمن والجيش - يرتدي العديد منهم أقنعة ويحملون أسلحة - الطاقم الطبي والمرضى على حد سواء، وجعل المتظاهرين الصابين بجروح يخشون السعي إلى تلقي الإسعافات الطبية اللازمة في الوقت المناسب.

وكان المرضى الذين تعرضوا لإصابات في ارتباط على ما يبدو بالاحتجاج هم الأكثر عرضة للخطر. وقال شهود لـ هيومن رايتس وواش إن قوات الأمن حولت على الأقل جناحا واحد في الطابق السادس من مجمع السليمانية الطبي إلى مراكز احتجاز مؤقت، حيث عرضوا بعض المرضى للاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، وضرب منتظم، وتعذيب، وأشكال أخرى من سوء المعاملة.

كما يسلط البرنامج الضوء على النظام البحريني الذي زعم أن المعتصمين في دوار اللؤلؤة كانوا يمتلكون أسلحة حتى أطلقوا النار على قواته وسع من دائرة كذبه ليصل به الى القول الى ان الطاقم الطبي داخل المستشفى قد خزن اسلحة في المشفى ليمنح نفسه المبررات ولاقتحام المستشفى.

كان القلق البحريني لافتاً للانتباه، إلا أن هذا القلق عززته شهادات مصوَّرة لشخصيات معلومة كشفت عن أسماء محددة بأجهزة الأمن البحرينية، وهو أمر من شأنه إدانة البحرين بقمع المعارضين فيما يُعرف بأحداث "دوار اللؤلؤة" في عام 2011.

وبحث برنامج"لن ننسى"،إحدى أهم الشهادات في البرنامج كانت للمقدم ياسر الجلاهمة، المقدم في الأمن البحريني الذي أوكلت إليه الحكومة البحرينية مهمة فض اعتصام "دوار اللؤلؤة" بالعاصمة المنامة في مارس 2011. فماذا كشف؟

حيث ظهر ياسر الجلاهمة في حلقة برنامج "ما خفي أعظم" التي بثتها قناة "الجزيرة" الفضائية ، ليكشف لأول مرةٍ حقيقة ما دار في "دوار اللؤلؤة"، وكيف وُضعت أسلحة في خيام المتظاهرين، وكيف زُعم أن المتظاهرين كانوا مدجَّجين بالسلاح.

ويقول اللواء الركن ياسر الجلاهمة إنه لم تكن هناك أسلحة في "دوار اللؤلؤة" بالمنامة في أثناء فض الاعتصام، لكن لاحقاً عُرضت صور لأسلحة بعد تعمُّد جهات أمنية بحرينية وضعها.

وأضاف مفصِّلاً بشهادته: "قوات أمنية بحرينية لا نعرفها وضعت الأسلحة في مستشفى السلمانية، لشيطنة المعارضة، واتهامها بالعمل على قلب نظام الحُكم"، مشيراً إلى وقوع قتلى بعد استخدام الجيش البحريني الدبابات والأسلحة النارية لفض الاعتصام السلمي.

وقال الجلاهمة في شهادته: "كانت هناك تجمعات واحتجاجات في فبراير 2011، وفرَّقتها وزارة الداخلية، وكان هناك قتلى من الطرفين الداخلية والمتظاهرين"، مشيراً إلى أن كتيبة من الأمن الداخلي، شُكِّلت في 16 مارس 2011 وقوامها 700 جندي، هي التي فضَّت اعتصام "دوار اللؤلؤة".

وأضاف: إن "السلطات البحرينية ضللت القوات الأمنية؛ بإخبارنا بأن المتظاهرين مدججون بالسلاح، وأننا سنواجه قنابل مزروعة وكمائن في الطريق إليهم، كأننا سنواجه قوة عسكرية! لكن الواقع كشف شيئاً آخر".

وأوضح أن "المتظاهرين أول ما رأونا -وكان معنا دبابات وطائرات مروحية- اتجه بعضهم إلى بيوتهم، وانضم آخرون إلى المحتجين أمام مستشفى السلمانية".

كما ناقش البرنامج ما قاله العاملون في المجمع الذين يؤكدون: "أن قوات الأمن احتجزت جناح 62 و63 اللذيْنٍ كانا مليئيْن بالمصابين والجرحى، خصوصاً إصابات الرأس، ومنعت أي أحد يدخل إليهما إلا بإجراءات مشددة وتفتيش دقيق، وقد نقل بعض الشهود أن هذه العناصر تتسلى أثناء المناوبة الليلية بالاعتداء بالضرب على رؤوس هؤلاء الجرحى وتهديدهم بالقتل، كما هو الحال بالنسبة لبعض الأجنحة كالعناية القصوى- جناح 205، فإنك ترى عناصر الأمن تقف خارجها والتضييق على مرتاديها". (3)

واظهر البرنامج الحملة الانتقامية، التي أفصح أفراد الأمن والجيش عن أسبابها أمام المتهمين أثناء تعذيبهم، كان أهم هذه الأسباب هي نزولا عند مطالبات أغلبية الشعب بتطهير المستشفى وتخليص الرهائن ، وإن هذا الحصار الذي حوّل المستشفى إلى ثكنةٍ عسكرية خلق عزوفاً ورعباً لدى المواطنين فضلوا فيها الذهاب للمستشفيات الخاصة وتلقي العلاج أو حتى الولادة خوفاً على سلامتهم.

ويستضيف برنامج" لن ننسى" :

  • د . ابراهيم العرادي الطبيب في مشفى السلمانية سابقا من لندن
  • ابراهيم الدمستاني نائب رئيس جمعية الممرضين البحرينيين