هل وصلت محادثات فيينا النووية الى طريق مسدود؟

هل وصلت محادثات فيينا النووية الى طريق مسدود؟
الإثنين ١٩ أبريل ٢٠٢١ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

الدخان الابيض الذي يتصاعد بين حين واخر من مدخنة اجتماعات فيينا ليس ابيض كما يظهر للانظار، لان حطبه لا يحترق بشكل جيد.

العالم - يقال ان

قبل عقد اجتماعات فيينا كان من المقرر ان يتم مناقشة موضوع الغاء الحظر المفروض على ايران بشكل كامل في مقابل عودتها الى الالتزام بالاتفاق النووي كما كان هناك اجماع وطني في ايران على رفض اي صيغة اخرى مقابل الغاء الحظر بشكل كامل مثل صيغة "خطوة مقابل خطوة" .

البعض وفي بداية عقد اجتماعات فيينا وتاسيسا على المواقف الايرانية الشفافة كان لا يرى اي ضرورة للتفاوض وكان يعتقد بان الاجواء شفافة الى درجة ان الموضوع بسيط لدرجة انه رهن بطرح اطراف الاتفاق النووي لصيغة وايجاب من قبل امريكا لتحل المشكلة بشكل كامل . طبعا ليس لم يتحقق هذا الامر فحسب بل ان استهداف السفينة الايرانية عشية الاجتماع والهجوم على منشأة نطنز وبالتالي ادراج اسماء عدد من القادة العسكريين الايرانيين في قائمة العقوبات الاوروبية المزعومة، ادت الى تعقيد الامور اكثر من ذي قبل.

الدخان الابيض وان فقد بريقه ولكنه لم يفقد لونه وانتعش ثانية فورا، وخلافا للتوقعات اصبح كثيفا اكثر من السابق وكأنه "لا خبر جاء ولا وحي نزل" .

يقال ان هناك حوالى 1600 الى 1800 حظر امريكي، كل واحد منها جرى صياغته في اطار خاص وعناوين بسيطة ومعقدة، وبالتالي تم تصنيفها بالعقوبات الترامبية ، العقوبات البسيطة التي وبسبب عدم اهميتها تقدم على انها بسيطة، يمكن رفعها والغائها بسهولة ، اما العقوبات الترامبية المعقدة كان يراد منها ان تكون مشمولة بمرور الزمان .

بناء على هذا فان كان يستنبط من اجتماعات فيينا مثل هذا الامر فان اجماع الامس يمكن وصفه اليوم بانه اجتماع هشّ، وحينذاك كان يمكن التوقع بان تكون المفاوضات ، مفاوضات استنزافية وفي نفس الوقت فان السياسات المعلنة والامتيازات المتوقعة كانت ستكون اقل من التوقعات .

وفي هذا البين هناك سؤال يطرح نفسه وهو، لماذا يتم طرح صيغة جديدة للتفاوض بالتزامن مع بدء جني ثمار "المبادرة الاستراتيجية لالغاء الحظر وصيانة المصالح الوطنية" التي اقرّها مجلس الشورى الاسلامي؟

طبعا مازال الطريق طويلا لاصدار الحكم بشان نتائج اجتماعات فيينا. الدخان الابيض المتصاعد من اجتماعات فيينا يجب ان يقرّ أعين النواب والشعب والنظام الايراني في محطته الاولى، وان يقنع الجميع بان هذا الدخان يتصاعد من حطب ممتاز من الدرجة الاولى، وان تكون النتائج في اطار السياسات التي حددتها الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنبثقة منها. في الواقع ان الزمان يمر بسرعة وبضرر امريكا، ولم يبق الكثير لموعد الثلاثة اشهر التي حددتها ايران فيما يخص البرتوكول الاضافي .

نشاطات منشأة نطنز وخلافا للتوقعات ليس لم تتوقف فحسب بل ارتفعت من 20 بالمائة الى 60 بالمائة . قطار اجتماعات فيينا ان انطلق باي نحو كان من فيينا متجاهلا سياسة " العمل في مقابل العمل" فليس من المعلوم الا يرغم على التوقف في المحطات الاخرى . هذا ما تعرفه امريكا واوروبا اكثر من اي جهة اخرى .