عائلة فلسطينية تسعى لدخول موسوعة غينيس برياضة اليد الفارغة

عائلة فلسطينية تسعى لدخول موسوعة غينيس برياضة اليد الفارغة
الجمعة ٢٣ أبريل ٢٠٢١ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

أكملت عائلة فلسطينية مكونة من 32 فردا من مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية استعدادات دخولها موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية بوصفها أول عائلة كبيرة تمارس رياضة الكاراتيه.

العالم - منوعات

وتضم عائلة بشارات ستة رجال وخمس نساء و21 طفلا، معظمهم يمارسون رياضات أخرى مثل السباحة وركوب الخيل والملاكمة.

ويجتمع أفراد العائلة عادة في صالة للألعاب الرياضية تابعة لها لعدة ساعات يوميا لممارسة الكاراتيه وتبادل الخبرات في ما بينهم.

وقال عبدالله بشارات، مدرب كاراتيه، إنه “من النادر أن تجد عائلة موسعة تمارس مثل هذه الرياضة المتعارف عنها بأنها قائمة على العنف”.

وأسست عائلة بشارات فريقها لممارسة رياضة الكاراتيه في عام 1994، وأشار عبدالله إلى أنه في ذلك الوقت بدأ الأمر فقط مع شقيقين اتبعا طريق والدهما الرياضي والذي كان مصارعا في دولة الكويت لعدة سنوات.

وبدأ هذا الفريق بعد ذلك في التوسع، وانضم إليه أشقاء آخرون من بينهم عبدالله.

وكانت هذه الرياضة بالنسبة إلى عبدالله وهو أب لأربعة أبناء، مجرد هواية لكن سرعان ما تحولت إلى روتين يومي بالإضافة إلى مصدر دخل عندما أصبح مدربا للكاراتيه.

ولم ترغب العائلة في التوقف عند هذا الحد، إذ وضعت هدفا جديدا لها بنشر الكاراتيه بين الفلسطينيين وتشجيعهم على التعامل مع هذه الرياضة كعادة لا هواية.

وهذا ما دفع أمين بشارات الابن الأكبر للعائلة إلى افتتاح ناد رياضي خاص به حيث يقوم بالتدريب العام لجميع الأعمار من كلا الجنسين.

وأشار أمين (45 عاما) وهو أب لخمسة أبناء “خطرت لي الفكرة بعد أن لمست الآثار الإيجابية التي حصلت لعائلتي لفضل ممارسة هذه الرياضة”.

وأوضح “بعد ممارستنا للرياضة بمختلف أنواعها، أصبحنا أكثر قدرة على الانضباط والاستقرار العاطفي وإدارة الذات، وتمكنا من التخلص من الطاقة السلبية التي نعاني منها نتيجة الظروف المعيشية الصعبة”.

وتابع “لا أحد يستطيع أن ينكر أن الجيل الجديد مشغول بالتفكير في كيفية الهروب من واقعنا الرهيب، فقد أصبح قلقا ويضيع وقته في اللعب على الهواتف المحمولة دون إدراك للأضرار التي تلحق بصحته العقلية والجسدية”.

ويرى أمين أن “المجتمع القوي يحتاج إلى أشخاص أقوياء يتمتعون بعقول سليمة وأجسام سليمة”، لافتا إلى أنه وأشقاءه قرروا تحمل مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم من خلال نقل خبرتهم إليه.

ومع ذلك، فإن مهمة العائلة في خلق ثقافة رياضية لن تكون سهلة لأن معظم الفلسطينيين مشغولون بمعاناتهم المستمرة بحسب خبراء في الطب النفسي.

لذلك قرر بشارات وأشقاؤه الدخول في مسابقة موسوعة غينيس كي يكونوا قدوة للأسر الفلسطينية في ممارسة الهوايات المفضلة حتى في ظل أصعب الظروف.

وقالت شذى بشارات إن توحدهم في ممارسة الرياضة جعلهم أصحاب توجه في المجتمع حيث يطلب منهم الكثير من الناس تعليمهم كيف يمكنهم تبني ثقافة رياضية مماثلة.

وأعربت شذى الأم لأربعة أطفال والبالغة (38 عاما) عن سعادتها لأنهم حققوا في النهاية ما يعملون من أجله منذ أكثر من عقدين.

ولفتت إلى أنه “يجب أن نمنع أطفالنا من الغرق في الأزمات اليومية، وأن نبعدهم عن وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح لهم التعرف على كل الأخبار المحبطة، وأن نستبدل ذلك بتشجيعهم على ممارسة الرياضة بأنواعها”.

وحاليا تعمل شذى وستة من أشقائها كمدربين للكاراتيه، وتقول “نحن سعداء للغاية لأننا نجحنا في تدريب المئات من الطلبة على ممارسة الكاراتيه، وكذلك تشجيعهم على تبني الرياضة في حياتهم كعادة”.