نتنياهو في عين كاتب اسرائيلي

نتنياهو في عين كاتب اسرائيلي
الثلاثاء ٢٧ أبريل ٢٠٢١ - ١٠:١٨ بتوقيت غرينتش

انتقد كاتبٌ إسرائيليٌّ بشكلٍ حادٍّ، السياسة التي يتّبعها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في تعامله مع هبة الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، مؤكّدًا أنّ هذه السياسة تنفجر الآن بوجه إسرائيل، التي يجب أنْ نغادرها.

العالم - الاحتلال

وأوضح الكاتب الإسرائيلي، روغل ألفر، في مقال بصحيفة “هآرتس” العبرية، أنّ المواجهات في مدينة القدس المحتلة وإطلاق الصواريخ من غزة، يمثلان “فرصة جيدة للتذكر، أنّ رئيس الحكومة نتنياهو في سياسة الائتلاف الإسرائيلية فضّل دائما الأصوليين على أي شريك آخر”.

وأضاف: “وفي الساحة الداخلية – اليمينية، فضل الآن الكهانيين على اليمين الرسمي والأكثر اعتدالاً، وقام دائما بحماية “شبان التلال”، وأما في الولايات المتحدة، فشراكته الأكثر ثباتا وقوة هي مع الإنجلييين”.

وأكّد ألفر، المعروف بانتمائه لما يُطلَق عليه الـ”يسار الصهيونيّ” (!)، أكّد أنّ “كل التحالفات المهمة، الثابتة وبعيدة المدى لنتنياهو، تمت مع الأصوليين المتدينين”، مضيفًا أن “الكهانيين من “لاهفا” (منظمة صهيونية متطرفة جدًا) الذين اعتدوا في القدس، هم حلفاء طبيعيون له؛ وهو الذي يمثلهم في التيار الإسرائيلي السائد، وحمل على ظهره ممثليهم إلى الكنيست”.

ولفت الكاتب إلى أنّ “قرار نتنياهو الاستراتيجيّ؛ الذي نبع من براغماتيته السياسية النفعية من أجل ربط مصيره بالأصوليين المتدينين، بما في ذلك الإنجيليين الذين دفعوا دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق) إلى إهانة وإقصاء الفلسطينيين في السلطة، ينفجر الآن في وجهنا جميعا”.

وقال: “ظلاميو نتنياهو يحرقون إسرائيل، وهذه هي صورة الدولة ثنائية القومية التي طبخها في سنوات حكمه الطويلة”، لافِتًا إلى أنّه “يجب على الجمهور الإسرائيلي النظر مباشرة لحرب الشوارع الفاشية في القدس، التي تحمي فيها شرطة الأبرتهايد الفاشيين اليهود”.

وتابع: “هذا هو مستقبلكم، المستقبل الذي قمتم باختياره مرة تلو الأخرى بتصميم وحزم، هل أردتم “قدسا موحدة”؟ ها أنتم حصلتم عليها، هل فضلتم اليهودية على الديمقراطية؟ تفضلوا، اعتقدتم أن اليسار الذي يريد دولة فلسطينية هو خائن؟ ها هي النتيجة، تعايشوا معها”.

وبيّن أنّه “ليس من باب الصدفة أنْ بدأ التوتر بالأقصى، هل هو أساس وجودكم؟ الآن سيتم دفنكم أحياء تحت، لأنّ من يقيم صداقة مع أصوليين متدينين، تكون نهايته أن يموت في حرب دينية”.

وذكر ألفر، أنه “قيل في تحليلات واسعة، بأن الائتلاف الذي حاول نتنياهو تشكيله مع بتسلئيل سموتريتش وغيمار بن غبير لم يكن نتاج هجين غير ممكن وغير مسبوق، بل هو هذا الائتلاف الذي يقوده في الساحة السياسية منذ فترة طويلة”، لافتا إلى أن “نتنياهو ربط منذ فترة بين الأصوليين والمستوطنين المسيحانيين والأفنغلستيين”.

ونوه إلى أن “برميل المتفجرات هذا القابل للاشتعال، هو إرث نتنياهو، وهو الواقع الحقيقيّ للجمهور في إسرائيل، وليس هو الواقع المحدد بصورة مصطنعة من أجل ألّا يشمل رام الله وغزة”، مشيرًا إلى أن “القدس ورام الله وغزة، مثلث أضلاعه مرتبطة مع بعضها بشكلٍ قويٍّ، ومجموع زواياه تشكل جهنم”.

وأفاد الكاتب، بأن “وتيرة زيادة الأصولية المتدينة أكبر بكثير من الوتيرة في مجموعات سكانية أخرى، وهذه حقيقة ثقافية لن تتغير، ووزن الأصوليين الفاشيين اليهود سيزداد باستمرار”، مضيفا: “قبل ست سنوات تقريبًا، بعد انتهاء حرب 2014، كتبت هنا: يجب عليّ مغادرة إسرائيل”.

وخلص إلى أنّ “هذا استنتاج منطقي ومطلوب جاء من تحليل عقلاني للوضع، وهذا الاستنتاج ما زال قائمًا، وأنا هنا وأواصل أنْ أكون هنا، لأنّ حياتنا لا تستجيب فقط لاعتبارات عقلانية، ولكن صحّة الاستنتاج بقيت على حالها؛ نعم، يجب علي مغادرة إسرائيل”.