تأجيل الانتخابات الفلسطينية من وجهة نظر اسرائيلية

تأجيل الانتخابات الفلسطينية من وجهة نظر اسرائيلية
الإثنين ٠٣ مايو ٢٠٢١ - ١٠:١٨ بتوقيت غرينتش

تناولت مُحلِّلةٌ إسرائيليّةٌ قرار رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس تأجيل انتخابات المجلس التشريعيّ الفلسطينيّ، مؤكّدةً أنّ هذا القرار حقق المصلحة الإسرائيليّة على حساب مصالح الشعب الفلسطينيّ الذي يتوق للعملية الديمقراطيّة.

العالم - فلسطين

وأوضحت الكاتبة المختصة بالشؤون الفلسطينيّة عميرة هاس، في تحليلٍ بصحيفة “هآرتس” العبريّة، أنّ “تأجيل الانتخابات، أثبت أنّ عباس والمقربين القلائل في فتح ممّن يستمع إلى نصائحهم، مخلصون للمصلحة الإسرائيليّة بالحفاظ على الوضع القائم ومنع أي هزات وتغييرات”.

وأضافت: “هم أظهروا، أن معارضة "إسرائيل" للانتخابات الفلسطينية تتفوق بالنسبة لهم على موقف شعبهم المتلهف للعملية الديمقراطية”، مؤكّدةً أنً “الوضع القائم، مُتغيِّر بشكلٍ مستمرٍ في غير صالح الفلسطينيين وفي صالح سيطرة "إسرائيل" على بيوتهم وأراضيهم”.

ولفتت هاس، إلى أنّ “الوضع القائم المزيف، يُمكِّن فتح من السيطرة على مواقع قوة اقتصادية، إدارية وسياسية في جيوب الضفة الغربية، كما أنّه يمكن الشخصيات الكبيرة غير المنتخبة من مواصلة تطوير وتعزيز طبقة واسعة من الموظفين الكبار ورجال أجهزة الأمن، وأيضًا يسمح لحركة عباس بالسيطرة بدرجةٍ كبيرةٍ على نشاطات ومشاريع القطاع من خلال تفضيل المقربين”.

ومضت الكاتبة، التي تربطها علاقاتٍ وطيدةٍ جدًا بقادة سلطة أوسلو، مضت قائلةً إنّ “تمسّك قيادة فتح والسلطة باتفاقات أوسلو، وعلى نحوٍ خاصٍّ التنسيق الأمنيّ مع "إسرائيل"، يُحافِظ على استقرار معين في المنطقة، وهذا يترجم إلى منح مهمة من المجتمع الدولي لعمل السلطة”، مُوضِحةً في الوقت عينه أنّ “هذا الاستقرار، الذي يعني بشكل أثر دقة أمن "إسرائيل" على حساب أمن الفلسطينيين وحقوقهم، مهم لدول كثيرة تقدم المساعدات للسلطة الفلسطينية، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة”.

وبينّت هاس، أنّه “في السنوات الأخيرة زادت الدعوات لاستئناف نشاط المجلس الوطنيّ الفلسطينيّ الذي يضم جميع الفلسطينيين، كمحاولةٍ لإعادة المكانة لمنظمة التحرير؛ كجسم يحدد السياسة الفلسطينية، وفي سنوات أوسلو انقلبت الأمور، والسلطة الفلسطينية، التي هي على الورق خاضعة للمنظمة، تحولت إلى المؤسسة السياسية الحاسمة، والمنظمة تحولت إلى قشرة ثوم”، بحسب تعبيرها.

وفي تعليقها على تصريحات قادة “فتح” ومن بينهم رئيس قائمة “فتح” عباس، محمود العالول، بأن انتخابات لا تشمل القدس ستكون “خيانة وجريمة”، قالت إن “العالول وغيره تجاهلوا تمامًا الإمكانية الثانية لإجراء الانتخابات التي طرحها مرّةً تلو الأخرى متحدثون وممثلون لقوائم أخرى؛ بالبحث عن طرق لإجراء الانتخابات في القدس حتى بدون موافقة "إسرائيل"؛ بوضع الصناديق مثلا في المساجد والكنائس، بما فيها المسجد الأقصى”.

وأوضحت أنّ “عباس في خطابه والعالول، استخفّا بمن قدم هذه الاقتراحات، وكأنّ الانتخابات في القدس بالنسبة لهم موضوع تقني، وتجاهلا بشكلٍ كاملٍ البعد التآمري في هذه الاقتراحات، وهو ضعضعة وهم التطبيع في القدس وإدارة معركة من المقاومة الشعبية، وتصويت الفلسطينيين في القدس بأي طريقة”، مضيفة أنّ “عباس والعالول، لم يشرحا لماذا يجب انتظار الإذن من "إسرائيل" لإجراء الانتخابات في القدس، وبهذا فقد خضعا للفيتو الإسرائيلي على تنظيم الانتخابات”.

ورأت هاس في ختام تحليلها، أنّ “صمتهم يكشف نفاقًا نموذجيًا، لكبار فتح في السلطة والذين دائمًا يُمجِّدون النضال الشعبيّ كنقيضٍ للنضال المسلح، والانتخابات في القدس كانت من الممكن أنْ تكون فصلاً من النضال الشعبي، وعدم استغلال هذه الفرصة بخوض هذا النضال يثبت ما هو معروف، أنّ قيادة فتح لا تؤمن بالنضال وهي غير معنية به، وبالتأكيد فهي غير معنية بإتباعه”، كما قالت.