قرقاش.. صح النوم!

قرقاش.. صح النوم!
الإثنين ١٧ مايو ٢٠٢١ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

كتب وزير الدولة الإماراتي السابق للشؤون الخارجية المستشار الحالي لرئيس الدولة، أنور قرقاش، في حسابه عبر تويتر، قائلاً: إن "التعاطف والتآزر مع القضية الفلسطينية العادلة متأصل لدى قيادة وشعب الإمارات، ولا نحتاج من يزايد عليه.. أولويتنا وحدة الصف العربي، ووقف العنف ضد المدنيين، والعمل السياسي لإنهاء الاحتلال، ونعلم علم اليقين أن المعاناة الفلسطينية، وعبر السنوات، تم استغلالها على حساب هذا الشعب المناضل".

العالم كشكول

من الواضح ان قرقاش ليس بغافل عما يجري في المنطقة، بل يتغافل فقط، فليس هناك من مواطن عربي، حتى داخل الامارات، لا يعلم سلبية الدور الاماراتي من مجمل قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تبنت القيادة الاماراتية، وبشكل اثار استغراب حتى الامريكيين والغربيين، الرؤية الاسرائيلية ازاءها وبأدق تفاصيلها، حتى بات الخطاب السياسي الاماراتي صدى للخطاب الاسرائيلي ازاء القضية الفلسطينية.

تجاوز الامارات حدود التطبيع مع "اسرائيل" الى التحالف الاستراتيجي والعسكري والامني معها. فتح الاسواق الاماراتية لبضائع المستوطنات االاسرائيلية في الضفة الغربية والتي يتقاطعها حتى الدول الغربية المؤيدة لـ"اسرائيل". بناء معابد لليهود في الامارات والسماح للاسرائيليين بزيارة الامارات دون الحاجة الى تأشيرة دخول. تبرير العدوان الاسرائيلي ضد غزة بطريقة تجاوزت حتى تبريرات "اسرائيل" نفسها، عبر ابواقها سيئة الصيت من امثال ضاحي خلفان ووسيم يوسف، والذباب الالكتروني الاماراتي، والامبراطوريات الاعلامية الاماراتية، الذين طالبوا بالقضاء على حماس، وحملوها مسؤولية العدوان الاسرائيلي. شراء منازل الفلسطينيين بأموال اماراتية ومنحها للمستوطنين في القدس المحتلة عبر عصابة يديرها مستشار ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد، الفلسطيني المقرب من دوائر الصهيونية محمد دحلان. تُرى هل هذه من دلائل "التعاطف والتآزر مع القضية الفلسطينية "!!، كما يقول قرقاش، وهل هذه الممارسات تؤكد على ان القضية الفلسطينية "متأصلة لدى قيادة الإمارات" التي لا تحتاج الى "من يزايد عليها"!!.

تُرى لماذا لم يجرؤ قرقاش على ادانة العدوان الاسرائيلي على غزة، اذا كان يرفض من يزايد على الامارات في تعاطفها مع الفلسطينيين؟!، لماذا اكتفى بتكرار كلام وزير خارجيته الذي دعا فيه الى "وقف العنف ضد المدنيين"؟!، تُرى من هم المدنيون الذين يقصدهم قرقاش؟!، من المؤكد انه يقصد المستوطنين الاسرائيليين، لانه وببساطة "حماس" والمقاومة في غزة، هي على لائحة الارهاب الاماراتية، كما هي على لائحة الارهاب الاسرائيلية!!!.

اخيرا نتوقف قليلا امام جملة قالها قرقاش، تتناقض وبشكل صارخ مع السياسة الاماراتية ودور الامارات في المحيط العربي بالتحديد، وهي جملة "أولويتنا وحدة الصف العربي"!. والتي يمكن ادراجها في مقولة شر البلية ما يضحك، فـ"وحدة الصف العربي، ليس لا أثر لها في السياسة الاماراتية فحسب، بل ان الامارات اكثر عداء من اسرائيل وامريكا لـ"وحدة الصف العربي"، ويكفي دور الامارات في تمزيق اليمن وليبيا ، ودورها في تعطيش مصر عبر الاستثمار في سد النهضة الاثيوبي، ودورها في ركوب موجة التحركات الشعبية في البلدان العربية وحرفها نحو غاية اصبحت في صالح مريكا و"اسرائيل" ، كما حدث في السودان، واما عن دوره في تصفية القضية الفلسطينية عبر تبنى "صفقة القرن" الفاشلة، وعدائها الغريزي لفصائل المقاومة ضد "اسرائيل" في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وسوريا وفي كل مكان في المنطقة، دليلا على هذا العداء المتأصل لدى القيادة الاماراتية لـ"وحدة الصف العربي"، لذلك لدينا ما نقوله لقرقاش هذا الاوهو .. "صح النوم"!!.