لقاح كورونا في السعودية: ما حقيقة التحكم بجسم الإنسان بشريحة بعد تلقيحه؟!

السبت ٢٩ مايو ٢٠٢١ - ٠١:١١ بتوقيت غرينتش

تذهب العربية السعودية إلى الإلزامية فيما يتعلق بتلقي اللقاح المُضاد لفيروس كورونا القاتل، حيث سيُصبح تلقيه إلزامياً اعتبارًا من أول آب المُقبل، وذلك كي يتمكن المُواطن والمُقيم من الدخول إلى الأماكن العامة، والخاصة، وحتى استخدام وسائل النقل العام.

العالم-السعودية

وكانت المملكة أيضاً قد اشترطت على العاملين في القطاع الخاص، والعام، تلقي اللقاح، كشرط للحُضور إلى العمل، وهي خطوة تأتي لتعزيز التطعيم، ووصول البلاد إلى مرحلة المناعة المُجتمعية.

وإضافةً إلى اشتراط التلقيح لكُل الأنشطة العامة والخاصة، أعلنت هيئة الترفيه استئناف الفعاليات الترفيهية الخميس، بعد توقفها، ورفعت اشتراط تلقي اللقاح شرطًا لحُضور أي من تلك الفعاليات.

وقال بيان للهيئة العامة للترفيه، نشرته عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “بعد التنسيق المستمر بين هيئة الترفيه واللجنة المعنية بمتابعة مستجدات فيروس كورونا المستجد نُعلن عن عودة الفعاليات الترفيهية وفقاً للبروتوكولات التي وضعتها الهيئة بما يضمن سلامة الجميع”.

وأضافت الهيئة “يُشتَرط التحصين لدخول الفعاليات الترفيهية عبر تطبيق توكلنا”، مضيفة أن “40% هي نسبة الحضور في الفعاليات بالأماكن المفتوحة مع اقتصار بيع التذاكر إلكترونيا لجميع الفعاليات”.

ويبدو أن اشتراط التلقيح، سيدفع بالمزيد إلى الإقبال على اللقاح، حيث غير المُطعم، سيكون ممنوعاً عن دخول جميع مناحي الحياة، وأي نشاط اقتصادي، تجاري، شعبي، اجتماعي، وترفيهي، لكن بعض النشطاء عبر “تويتر” رفضوا مسألة التطعيم الإجباري، وربطه بالذهاب إلى جميع الأنشطة الحياتية، ودللوا على ذلك بوجود نصوص قانونية في المملكة، تمنع إجبار الإنسان على تلقي الأدوية واللقاحات بغير إرادته.

ونجحت المملكة في تقديم حوالي 13 مليون لقاح من حوالي 34 مليون نسمة، وهي تسير وفق تصريحات محلية في الطريق الصحيح، لإكمال استمرار عودة البلد النفطي إلى مسيرة حياته الطبيعية.

وفي السعودية وغيرها من دول، يتداول النشطاء مقاطع فيديو، لما قالوا إنها تأثيرات جانبية، منها التصاق المعادن بجسم مُتلقي اللقاح، وغيرها من شائعات الوفاة، والجلطة، والذبحة، التي شغلت المنصات، وأثارت قلقاً عند البعض، الذي كان ينوي الإعراض عن أخذ اللقاح، وهو ما لا يُمكن بعد الاشتراطات لدخول جميع المرافق العامة، والخاصة، دون استثناء.

وينفي أطباء، وخبراء صحة من جهتهم أي علاقة بين انجذاب المغناطيس لجسم المعادن، وأعراض الالتصاق للمعادن التي رافقت مُتلقي لقاح “فايزر-بيونتيك”، ويُؤكدون على عدم احتواء اللقاح لمادة الحديد.

وربط مُغردون جدل التصاق المعادن، بوجود مادة الحديد وبالتالي صحة وجود شريحة إلكترونية تتحكم بالإنسان بعد تلقيه اللقاح، لكن هذه الادعاءات ليست إلا خرافات، والمقاطع المُتداولة، يعود فيها التصاق المعادن بجسم الإنسان، بسبب سوائل العرق، والرطوبة بجسمه.

وكان مقطع فيديو مُتداول قد فند حقيقة التصاق المعادن بجسم الإنسان، حيث قام أحدهم بتجربة التصاق المعادن والنقود، وهو لم يتلق اللقاح، وقد التصقت بفِعل سوائل الجسم البشري.

وثار جدلٌ آخر على هامش انشغال المجتمع السعودي بعملية التلقيح، شأنه شأن العالم، حول إلغاء الجرعة الثانية من اللقاح لأسبابٍ صحية، لكن الصحة السعودية نفت إلغاء الجرعة الثانية، وإنما تأجيلها بهدف الوصول لأعدادٍ أكبر من مُتلقي الجُرعة الأولى.

ويبدو أن السلطات السعودية لا تُجيز بعض اللقاحات، مثل اللقاح الصيني “سينوفارم”، وهو ما خلق مشاكل للمُقيمين العائدين إليها، ومنها الأردن التي منع عودتهم إلى المملكة، واعتمدت الصحة السعودية مطاعيم “فايزر”، “أسترازينكيا”، “جونسون”، “مودرنا”، وأي شخص لم يتلق تلك اللقاحات، يُعامل مُعاملة غير المُلقح.

وسُجل في السعودية، بعض الحالات التي تلقت جُرعتين من اللقاح، وسَجلت إصابتها بالفيروس، آخِرهم الموسيقار والمُلحن السعودي طلال باغر، الذي جرى نقله إلى المستشفى، ووثق تلقيه جلسة أكسجين عبر حسابه على منصة “تويتر”، وهذه الحالة وغيرها حول العالم، لا تزال تطرح تساؤلات حول فعالية اللقاحات التامة في حماية المُلقحين جُرعتين من الإصابة بالفيروس، وفرضه لقاحه بالإجبار، هذا الفيروس الذي شغل الدنيا على مدار أكثر من عام ونصف، واستطاع أن يحصد أرواح الكثير حول العالم، فارضاً على البشرية حجرًا، وحظرًا، ومنعاً للتجول والسفر، وتباعدًا، لتتصدر الأحزان عناوينه، ويكتب نهاية لقاء الأحبة.

*خالد الجيوسي/ رأي اليوم