هل ينجح 'نتنياهو' في حرق اوراق ائتلاف 'بينيت - لابيد' الهش؟

هل ينجح 'نتنياهو' في حرق اوراق ائتلاف 'بينيت - لابيد' الهش؟
الخميس ٠٣ يونيو ٢٠٢١ - ١٠:٣٤ بتوقيت غرينتش

يراهن رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي المنتهية صلاحيته "بنيامين نتنياهو" حاليا وحتى هذه اللحظات على تقويض ائتلاف زعيم اليمين المتطرف نفتالي بينيت وزعيم حزب "يش عتيد" المعارض يائير لابيد الذي ينتمي لتيار الوسط للضمان خروجه من الحياة السياسية بظروف مريحة ضمن صفقة تضمن له عدم الذهاب إلى السجن وإغلاق ملف الفساد ضده.

العالم - كشكول

أن حجم العداء لنتنياهو والسعي للخلاص من حقبته جمع كل الأحزاب على تناقضاتها ضده، وذلك ما يعيه جيدا نتنياهو الذي يواصل مساعيه وفريقه في محاولاتهم الاخيرة في الطرق على تلاحم الائتلاف المصلحي الهش بين بينيت ولابيد الذي يشكل نجاحه ضربة قاصمة لمستقبل نتنياهو السياسي وانهاء حقبته المرصعة بالفساد والدموية والارهاب.

الى هذا المعنى قال الكاتب والباحث السياسي حمزة البشتاوي أن عدة سيناريوهات ذات بعد أمني يعمل عليها فريق نتنياهو حتى تنال التشكيلة الجديدة ثقة الكنيست، مؤكدا أن الفريق الجديد لا توجد لديه برامج سياسية أو اقتصادية، وإنما كل المعركة التي يديرها كانت لإسقاط نتنياهو فقط الذي لم يحصل على أغلبية حاسمة في الانتخابات العامة التي جرت في مارس/ آذار الماضي. وكان هذا التصويت غير الحاسم هو الرابع في البلاد خلال عامين - ومرة أخرى فشل في تأمين حلفاء للائتلاف معهم.

فيما قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية عصمت منصور أشار إلى أن نتيناهو قد وصل إلى أخطر مرحلة في حكمه، حيث يواجه تهديدا جديا، وباب خروجه من الحياة السياسية قد فتح.. وحالة اليأس التي يعيشها جعلته يظهر على حقيقته، حيث ان الامور في كيان الاحتلال وصلت إلى حالة من التأزم وانسداد الأفق وعدم القدرة على التقدم في أي اتجاه، إلى درجة دفعت الأطراف إلى التراخي، حيث أن خطر نتنياهو بات أكثر على الكيان الإسرائيلي.

نتنياهو الذي تلاحقه ملفات فساد وتوجيه لوائح اتهام ضده في قضايا فساد، ساهم أكثر من أي سياسي آخر بضرب مفاصل هذا الكيان اللقيط السياسية من خلال اصراره وتشبثه برئاسة الوزراء وحاكمية "اسرائيل" الامر الذي دفع لاجراء أربع جولات انتخابية في غضون عامين، لازال حتى اللحظة يطمح الوصول للرئاسة من خلال اطلاق التحذيرات من الائتلاف الجديد الذي يسعى لانهاء حقبة "نتنياهو" الذي قضى أطول مدة في منصب رئيس وزراء هذا الكيان اللاشرعي.

جاء في اخر تصريح له، انه يحذر من أن الحكومة الائتلافية المقترحة ستكون "خطرا على أمن" (الكيان الاسرائيلي)، حاثا اليمينيين على عدم دعم هذه الخطط، وذلك اثر تصريح زعيم اليمين المتطرف نفتالي بينيت إنه سينضم إلى محادثات مع زعيم حزب "يش عتيد" المعارض يائير لابيد الذي ينتمي لتيار الوسط والذي يشكل نجاحه ضربة قاصمة لمستقبل نتنياو السياسي وانهاء حقبته المرصعة بالفساد والدموية والارهاب.

وكان هذا الاخير قد أبلغ رئيس الکیان الصهيوني رؤوفين ريفلين بنجاحه في تشكيل الائتلاف الجديد الذي سيحل محل حكومة بنيامين نتنياهو، فيما تفيد التقارير الإعلامية بأن لابيد تمكن من التوصل إلى التوافق مع الأحزاب الأخرى بشأن تشكيل الائتلاف، وذلك قبل ساعة تقريبا من انتهاء المهلة المحددة له بعد فشل زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو في هذه المهمة يوم 23 مايو الماضي.

عُرف نتنياهو بالمكر السياسي والخديعة واستخدام كافة الطرق المتاحة للوصول الى أهدافه السياسية ومن ذلك توليه زعامة "الليكود" 1992 خلفاً لإسحاق شامير بعد هزيمة الليكود وصعود حزب "العمل" برئاسة إسحق رابين، ليصبح نتنياهو زعيماً للمعارضة، واشتهر بلعب دور كبير في التحريض على رابين في الانتخابات التي أجريت صيف 1996.

وبعد أشهر من اغتيال رابين، فاجأ نتنياهو الذي اشتهر بحيازته على لوائح اتهام ضده في ثلاث قضايا فساد خطيرة، شملت: خيانة الأمانة، تلقي الرشوة، والاحتيال، فاجأ الجميع عندما حقق فوزا غير متوقع على زعيم حزب "العمل" شمعون بيريز.

وتمكن نتنياهو من اقناع وزير الحرب الاسرائيلي الحالي بني غانتس بعد الانتخابات الثالثة بتشكيل حكومة يتناوبان على رئاستها، بدأت مهامها في مايو/ أيار 2020، ولكن مع اقتراب مهلة تسلّم غانتس رئاسة الحكومة، وجد نتنياهو فرصة لإفشال ذلك بعدم إقرار ميزانية الدولة، ما جعل الحكومة تنهار، ليتجه الكيان الاسرائيلي إلى انتخابات رابعة، فشل نتنياهو بعدها في الحصول على أغلبية لتشكيل حكومة جديدة.

رغم حمل لابيد تفويض تشكيل حكومة بموجب اتفاق بين الطرفين المعارضين، غير أن نفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا" سيتولى رئاسة الوزراء في أول عامين من أربع سنوات، على أن يشغل لابيد منصب وزير الخارجية، إلى أن يتبادل الرجلان الأدوار في منتصف المدة.

يقينا ان لافرق يذكر بين اي حكومة اسرائيلية تصل رئاسة الوزراء فجميع السياسيين والاحزاب الاسرائيلية يتصفون بالارهاب والدموية والفساد ولو بدرجات متفاوتة وان هذا الكيان المصطنع تم بناؤه على اسس واهية هشه بفرضه دوليا بعد 1948 عام النكبة واغتصاب ارض بحجم دولة فلسطين فهو كيان غير شرعي واكثر هشاشة من الائتلاف الذي قد يصوت عليه الكنيست الاسرائيلي وان جميع حكوماته اتصفت بفقدانها للشرعية كونها تمارس عملها على اراض محتلة.

ومع ذلك يبقى السؤال هنا، هل ستثمر مساعي نتنياهو الماكر وفريقه في ارجاع معارضيه الى مربعهم الاول بتقويضه ائتلافهم الهش وحرق تلاحمهم الذي لا زال امامه عتبة استحقاق نيل ثقة البرلمان "الكنيست" الاسبوع المقبل في موعد لا زال مجهولا؟، علما ان حصول هذا الائتلاف الهش على ثقة البرلمان سينهي ازمة التشكيل السياسي للحكومة والتي دامت لاكثر من سنتين شملت أربعة انتخابات واصرار رئيس حكومة فاسد على البقاء تلاحقه لعنات ملفاته الفاسدة التي تزيد من نتانة هذا الكيان اللقيط.

السيد ابو ايمان