أي واقع يعيشه لبنان في ظل الحصار الخارجي؟

الجمعة ٠٤ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:٢٩ بتوقيت غرينتش

اكد الاعلامي والباحث روني الفا، ان لبنان قد حاصر نفسه لانه لم يحسن على مدى عقود ادارة شؤونه المالية والاقتصادية والسياسية، ولم يعطي نموذجاً لحضارة شفافة.

وقال الفا في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان لبنان مرّ بمراحل كثيرة طلب خلالها المساعدات من المجتمع الدولي، وعُقد من اجله المؤتمرات المالية وتدفقت عليه الاموال، لكنه لم ينجز شيئاً يذكر، مشيراً الى ان المجتمع الدولي اليوم مقسما الى قسمين، قسم سيحجم عن مساعدة لبنان لانه يرى ان الداخل اللبناني لم يستجب للحكم والدولة والحكومات المتعاقبة، ولم تصرف الاموال في المكان الطبيعي التي كان يجب ان تصرف فيها، فيما هناك قسما آخر من المجتمع الدولي فرض حصاراً ذات طابع سياسي بالتحديد بسبب وجود لديه مصالح معينة داخل لبنان، منها عدم تشكيل الحكومة ووضع العراقيل امامها، حتى تتشكل على الطريقة التي يريدها.

واوضح الفا، انه رغم ذلك فان منظومة المقاومة اللبنانية، يعتبر فريقا متوازنا لديه مواجهة سياسية وعسكرية وحضارية وثقافية مع منظومة دولية، مضيفاً ان المنظومة الدولية هذه تحاول ان تحاصره بالعملة الخضرة وهي الدولار، وبالتالي اوقفت تدفق هذه العملة الى لبنان حتى تخنق البيئة الحاضنة للمقاومة وتخنق اللبنانيين فقط لانه لديهم حسابات سياسية استراتيجية في الداخل اللبناني وهي منع دخول حزب الله في الحكومة اللبنانية.

ورأى الفا، ان الحرب الحقيقية التي تشن على لبنان هي محاولة اخراج منظومة المقاومة من المعادلة الداخلية الوطنية، وعدّه بالامر المستحيل وذلك لانه يقضي على وجه توازن حقيقي في لبنان.

وشدد الفا على ان لبنان يتعرض لمحاسبة ولعملية ابادة سياسية اقتصادية واجتماعية بكامل نظامه السياسي ونموذجا من الحضارة، مشيراً الى ان هذه الحسابات السياسية تريد اقصاء حزب الله وتحذف معه شريحة وطنية وازنة من الشعب اللبناني والتي هي ليست فقط شيعية، وانما هي ايضا سنية ومارونية وكاثولوكية ودرزية، مؤكداً ان هذه الحسابات خاطئة وغير واقعية.

من جانبه، اشار القيادي في تيار المستقبل نزيه خياط الى ان هناك املاً في لبنان بتفكك الصراع قد تكون بوادره الاعلان عن وصول الى حل، معتبراً ان اساس الازمة اللبنانية هي الولايات المتحدة الامريكية والغرب الذين يضغطون على لبنان بسبب منظومة المقاومة.

وقال خياط: ان الاطراف في لبنان تملك حججاً وبراهيناً تدحض الطرف الاخر وبالتالي تتراوح العملية في مكانها، وان الاخطر ما في الامر ان اللبنانيين لم يساعدوا انفسهم للخروج من الازمة الاقتصادية.

ويعتقد خياط، ان هناك عملية انضاج ورسم مخارج للحلول السياسية للمنطقة، والتي تضم سوريا والعراق واليمن ولبنان، وحتى مصر وفلسطين بحدود التماس كما شهدنا العدوان الاسرائيلي على المقدسيين وعلى غزة، مؤكداً ان المشهد الجيوسياسي اليوم وصل الى ذروته، ومن الطبيعي ان تكون هناك عملية ضغوط وتحسين للشروط المفاوضة من كل الاطراف التي بدأت تستخدم عناصر القوة التي تملكها.

ولفت خياط الى ان الازمة اللبنانية تجاوزت مسألة اللاعبين المحليين، واصبحت لها لاعبين اقليميين ودوليين، واعتبر ان لبنان يتأثر المفاوضات النووية ما بين الغرب وامريكا وما بين ايران وروسيا والصين، والقمة المتوقعة بين بوتين وبايدن حسب قوله، اضافة الى العلاقات الامريكية روسية اوروبية وازمة اوروبا الشرقية التي تتصارع ولن تجد لها حلولا.

بدوره، يرى النائب في البرلمان عن تكتل لبنان روجيه عازار، ان اكثر ما يواجه لبنان ليست ضغوطا خارجية وانما هي ثأثيرات داخلية فقط، معرباً عن امله بتكثيف الاتصالات وممارسة الضغط اكثر على الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة.

وقال عازار: ان الكرة باتت الان في ملعب سعد الحريري ولديه فرصة لتشكيل حكومته استناداً على مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري، داعياً اياه ان يأخذها بعين الاعتبار ان كانت لديه نية بتشكيل الحكومة اللبنانية.

واعرب عازار عن اسفه بتصعيد الموقف من خلال الخطابات والبيانات من قبل تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري كلما وجد فرصة لتشكيل حكومته، وقال عازار: ان على تكتل لبنان ان يبتعد عن وجهة التفاهة التي يستخدمها تيار المستقبل مع التيار الوطني، لان من يريد حقاً ان يشكل حكومة عليه ان يلتزم بالاءات وان ينفتح على الحوار.

واوضح عازار، ان تكتل لبنان لديه نظرة ايجابية ويسلك مسار الطروحات، وليس من الصحيح القول بان تكتل لبنان يقوم بالعرقلة ولايمكن بذات الوقت ان يقدم تنازلا، حتى لا يتم ضرب الدستور او الشراكة، مشيراً الى ان المرحلة المعقدة قد مرت ويجب الالتزام بمبادرة نبيه بري.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5629908