دعوى قضائية تكشف مصير محمد بن نايف وتجعل بن سلمان المتهم الاول

دعوى قضائية تكشف مصير محمد بن نايف وتجعل بن سلمان المتهم الاول
الخميس ١٠ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:١٢ بتوقيت غرينتش

اختفى ولي العهد السعودي السابق الذي أطاح به ابن الملك الحالي محمد بن سلمان من ولاية العهد، اختفى منذ عزله عام 2017، ورغم التأكيد السعودي ان الرجل بخير، إلا انه محتجز لايظهر للعلن بل وأمواله مصادرة من قبل ولي العهد بن سلمان، ومازاد الطين بلة دعوة قضائية في أمريكا كشفت المستور.

العالم كشكول

الدعوى قدمها رجل الأعمال السعودي، نادر تركي الدوسري، الممنوع من مغادرة المملكة مع أفراد أسرته، ضد الامير محمد بن نايف وأطراف سعودية أخرى لعدم وفائهم بالتزاماتهم كشركاء في مشروع مصفاة نفط في البحر الكاريبي.

وبدأت القصة في يونيو/حزيران العام الماضي، عندما رفع الدوسري دعوى قضائية في ولاية بنسلفانيا الأمريكية نيابة عن ابنه راكان، وهو مواطن أمريكي، على الأمير محمد بن نايف وأطراف سعودية أخرى.

وادعى محامي الدوسري أن الأطراف فشلت في الوفاء بعقد مضى على توقيعه عشرات السنين، بشأن مشروع مصفاة في جزيرة، سانت لوسيا الكاريبية، بيد أن القضية طرحت معضلة تمثلت في كيفية توجيه استدعاء لأمير لا يعلم مكان وجوده (محمد بن نايف).

وأشارت الدعوى إلى جهود الحكومة السعودية بشأن عدم الكشف عن مكان وجود محمد بن نايف، مع وثائق تظهر أن ولي العهد السابق المحتجز كانت تمثله شركة محاماة أمريكية تعمل لصالح منافسه، الأمير محمد بن سلمان.

وعليه عدل محامي الدوسري الدعوى القضائية لتشمل الأمير محمد بن سلمان، وأشارت إلى أنه وضع محمد بن نايف قيد الإقامة الجبرية، وصادر أصوله، وهو الأمر الذي منعه من الوفاء بالتزاماته التعاقدية.

وعندما قال الدوسري إنه لا يمكن توجيه أمر استدعاء لمحمد بن نايف، أمرت المحكمة محامي الأمير محمد بن سلمان بالمساعدة في تأكيد مكانه.

وفي مارس/ آذار الماضي عرض محامي محمد بن سلمان، الإفصاح عن مكان وجود محمد بن نايف، ولكن "بصفة سرية"، وزعم في مذكرة للمحكمة إن بن نايف يواجه تهديدات تتعلق بالإرهاب بسبب دوره السابق كوزير للداخلية في المملكة، ولم يرد أي ذكر عن احتجازه.

وأكد محامي الدوسري على أن الأمير محمد بن سلمان يحتجز ولي العهد السابق رهن الإقامة الجبرية، وقال: نايف هو بالفعل سجين … السعودية، لكن القاضي رفض الشهر الماضي قضية عدم الوفاء بالعقد التي رفعها الدوسري ضد بن نايف، تاركا مسألة وضع محمد بن نايف ومكان وجوده دون حل، في حين قرر محامي الدوسري الاستئناف.

وهنا تدخل بن سلمان وأرسل محامين من شركة “سكوير باتوم بوغز”، وهي شركة محاماة في واشنطن، لتسجيل أنفسهم لتمثيل محمد بن نايف في القضية، بينما كانوا يعملون بالفعل لصالح منافسه محمد بن سلمان.

وتكتمت بالطبع هذه الشركة على من طلب منها تمثيل محمد بن نايف، وإذا كان بإمكانها الوصول إليه في مكان وجوده، وكيف يمكنها تمثيله وتمثيل الحكومة في نفس الوقت خاصة وان الشركة لم تمثل محمد بن نايف من قبل، خاصة وان بن نايف ممنوع من التواصل مع محاميه منذ فترة طويلة، أو من متابعة الإجراءات القانونية، أو من أي نوع من التواصل مع العالم الخارجي.

وفي حين يحاول بن سلمان اخفاء ما فعله بخصومه الذين غيبهم عن الساحة واحتجزهم وصادر اموالهم ونكل بهم، كي لاتقوم لهم قائمة من بعد، فإنه يزعم ان محمد بن نايف، ملاحق بتهم تتعلق بالفساد وعدم الولاء، وهي التهمة التي أعدم بها النظام السعودي آلاف المعارضين منذ مجيء آل سعود الى الحكم واليوم اصبح بن سلمان يطبق هذه التهمة على منافسيه من أولاد عمومته.

وعُزل محمد بن نايف فجأة من خط الخلافة الملكية في عام 2017 بعد أن عين الملك سلمان نجله، الأمير محمد، وليا للعهد، وكان بن نايف يحظى بدعم أكبر بكثير داخل العائلة المالكة، كما انه كان مقربا من امريكا.

وقالت لجنة تقصي حقائق برلمانية بريطانية، في تقرير صدر في ديسمبر/كانون الأول، إن محمد بن نايف لم يتمكن من الطعن على احتجازه أمام قاض مستقل ومحايد، ولا يمكنه الاتصال بمحام لمناقشة وضعه.