الى سفير دولة "فرق تسد" في بغداد

"روح العب غيره.. العراقيين مفتحين باللبن"!

الأربعاء ١٦ يونيو ٢٠٢١ - ٠٩:٤١ بتوقيت غرينتش

يبدو ان عقلية المستعمر والنظرة الى شعوب العالم بنظرة دونية، لم تبرح بعد السياسي البريطاني، رغم إنحسار الشمس عن الامبرطورية البريطانية التي لم تغب عنها في وقت ما، وهي امبراطورية قامت على مبدأ في غاية الخبث وهو مبدأ "فرق تسد"، ومن خلال هذا المبدأ فرقت الامم والشعوب، وزرعت الفتن بين اتباع الدين الواحد، واشعلت الحروب بين الاشقاء والجيران، ونهبت ثرواتهم، وابقتهم في الجهل والتخلف.

العالم كشكول

من السياسيين البريطانيين الذين مازالوا يعتقدون انهم يمثلون الامبراطورية البريطانية، وان الشعوب مازالت على جهلها وتخلفها، وان بامكانه، من خلال تصرف ما او تصريح ما، ان يزرع الشقاق والنفاق بين ابناء الدين الواحد والجيران والشعوب، هو سفير بريطانيا في العراق ستيف هيكي، المعروف بتجاوزه الاعراف االدبلوماسية ونطاق عمل السفراء، من خلال تدخله في الشان العراقي، وعلاقة الشعب العراقي مع جيرانه واشقائه، وعادة ما يستفز بها العراقيين قبل غيرهم.

وآخر تصرفات السفير البريطاني الصبيانية والاستفزازية، كانت محاولته اليائسة والبائسة والخبيثة والفاضحة، من اجل الاساءة الى العلاقة الحميمة التي تربط الشعب العراقي بالشعب الايراني، بعد ان قام بارتداء قميص المنتخب العراقي لكرة القدم الذي خاض امس مباراة مع نظيره الايراني، وهي حركة إنتقدها العراقيون بشدة، لمعرفتهم بخفايا السياسة البريطانية، واهداف الحركة التي قام بها السفير، وهي حركة لم يقصد منها تشجيع المنتخب العراقي، بقدر بيان حقده على العلاقة التي تربط الشعبين العراقي والايراني، وهي علاقة مازالت تستفز امريكا وبريطانيا و"اسرائيل" والرجعية العربية وعلى راسها السعودية، الذين لا يتركون فرصة الا واستغلوها من اجل اعادة هذه العلاقات الى ما قبل عام 2003.

تصرف السفير البريطاني ، اشعل غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تساءلوا: اين كان دعم وتشجيع السفير البريطاني للمنتخب العراقي، عندما لعب مبارات متعددة امام البحرين و فيتنام و السعودية وفرق؟!، الا يؤكد هذا التصرف، ان السفير يدرك جيدا حجم التلاحم الاخوي بين الشعبين الايراني والعراقي، والذي تجلى بأبهى صوره بعد سقوط الطاغية صدام، فاراد من خلال هذا التصرف الاساءة الى هذه العلاقة؟!.

من المؤكد لوكانت العلاقة بين الشعبين العراقي والايراني غير ويثقة وحميمة وقوية، لما ارتدى السفير البريطاني قميص المنتخب العراقي، الا ان هذه العلاقة هي التي تستفزه كما تستفز القنوات الاعلامية الرجعية العربية وعلى راسها السعودية، ويكفي نظرة سريعة الى تغطية هذه القنوات للمباراة، وهي تغطية تختلف كثيرا عن تغطية باقي مباراة المنتخب العراقي مع المنتخبات الاخرى، لذا نقول لسفير الامبراطورية الاستعمارية البريطانية، ان "لعبة الانكليز" لن تنطلي على الشعوب بعد الان، ويكفي المشاهد الجميلة التي نقلتها الكاميرات، لعناق اعضاء المنتخبين العراقي والايراني بعد انتهاء المباراة بينهما في البحرين، والتي اكدت عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين والجارين العراقي والايراني، ولسان حال الجميع يخاطب السفير البريطاني المنافق"روح اللعب غيرها.. العراقيين مفتحين باللبن"!.