"صفحات غير مكتوبة" في تقرير الوكالة الدولية عن النووي الإيراني!

الأربعاء ٠٨ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير أعدته للدول الأعضاء فيها: ان "مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يتضمن ما يقدر بنحو عشرة كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمائة". وان:" طهران لجأت من أجل هذا الغرض إلى مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي المتطورة".

العالم – كشكول

المعروف ان جميع نشاطات ايران النووية، بما فيها تخصيب اليورانيوم على مختلف المستويات، وانتاج معدن اليورانيوم، تتم في إطار الحقوق النووية لإيران وتحت معاهدة حظر الانتشار النووي، وتنفذ تماما في إطار التزامات ايران بمعاهدة الضمان، لذلك لا يحق لاي جهة ان تطالب بوقف النشاطات النووية الايرانية، كما لا يجب ان تتحول الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى وسيلة، بيد القوى الغربية ومنها امريكا، للتأثير على مفاوضات فيينا النووية، عبر هذه التقارير، والتي قد تضر كثيرا بإستقلالية وحيادية ومهنية الوكالة الدولية.

التجربة اثبتت ان فضل وسيلة للتأثير على مفاوضات فيينا النووية، وبهدف الدفع بها الى خاتمة ترضي الجميع، هي تنفيذ جميع الاطراف لإلتزاماتها بالاتفاق النووي، وفي مقدمة هذه الالتزامات، ان ترفع امريكا حظرها الاحادي والجائر ضد الشعب الايراني، وان تكف الدول الاوروبية عن مسايرة امريكا في سياسة الحظرالفاشلة.

لو افترضنا جدلا ان ما جاء في تقرير الوكالة الدولية صحيح، الا انه تبقى هناك "صفحات غير مكتوبة" في هذا التقرير!!، وهي صفحات كان يجب ان يُذكر فيها عُقم وفشل سياسة الحظر الامريكي ضد ايران، الذي كان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، وبتحريض من رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو واليمين الامريكي المتطرف، يعتبرها افضل وسيلة للضغط على ايران لدفعها لرفع الراية البيضاء، والرضوخ للشروط الامريكية "الاسرائيلية"، وهي شروط "استسلام" بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وفقا لما جاء في الشروط ال12 التي اعلنها وزير الخارجية الامريكي السباق مايك بومبيو، لرفع الحظر عن ايران، فإيران لم تستسلم فحسب، بعد تجاوزت حتى ما كان يخطر ببال شلة ترامب وبومبيو وبولتون ونتنياهو وابن سلمان.

الصفحات غير المكتوبة الاخرى في تقرير الوكالة، كان يجب تتضمن زيف عنتريات نتنياهو، الذي حاول عبر تضخيم بعض الاعمال التخريبية التي قام بها عملاؤه داخل ايران، اقناع الصهاينة، بانه قام بتدمير المنشآت النووية الايرانية، وتفجير اجهزة الطرد المركزي فيها، واعاد البرنامج النووي الى الوراء لعدة سنوات!!.

اليوم، على ادارة بايدن، ان تقرأ هذه الصفحات غير المكتوبة في تقرير الوكالة الدولية جيدا، وان تكف عن اعتبار الحظر وسيلة يمكن من خلالها الضغط على ايران، للحصول منها على تنازلات، كما على هذه الادارة ان لا تقع في فخ "اسرائيل" وتصدق تقاريرها المزيفة عما يجري في ايران، كما أوقع نتنياهو، ترامب في هذا الفخ. فليس امام بايدن من خيار في لتعامل مع ايران، الا احترام الشعب الايراني، ورفع الحظر الظالم عنه، والعودة الى الاتفاق النووي، والاعتراف بالخطأ القاتل الذي ارتكبه الارعن ترامب.