تراشق بين نتيناهو وأنصاره والائتلاف الحاكم

تراشق بين نتيناهو وأنصاره والائتلاف الحاكم
الثلاثاء ٢١ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٣٤ بتوقيت غرينتش

احتدم الجدل والتراشق في الكيان الاسرائيلي بعدما وجّه قادة الائتلاف الحاكم أصابع الاتهام لرئيس المعارضة بنيامين نتنياهو بأنه يشهّر بإسرائيل متساوقا مع أعدائها في العالم، وذلك بعد بثه شريط فيديو يتهم فيه الحكومة بمصادرة الحريات الأساسية للنظام الديمقراطي.

العالم - الاحتلال

وتوجّه نتنياهو في شريط فيديو باللغة الإنكليزية لليهود هاجم فيه حكومة نفتالي بينيت واتهمها بالإجهاز على الديمقراطية لدرجة أنها بخطواتها التعسفية هذه ستؤثر سلبا على أنظمة ديمقراطية في دول أخرى.
وفي شريط الفيديو الذي تم تعميمه على منتديات التواصل الاجتماعي خلال الشهر الفائت في موازاة أشرطة فيديو باللغة العبرية يقول نتنياهو: «أنا في الكنيست منارة الديمقراطية لكن هذه الديمقراطية مهددة من قبل الحكومة الحالية التي تنوي تمرير ثلاثة مشاريع قانون تمحو الحريات الأساسية في الديمقراطية، والقانون الأول يتمثل بانتخاب القيادة وهم يريدون سن قانون يحول دون ترشح ومنافسة أشخاص قادرين على إلحاق الهزيمة بهم مثلي، وبذلك يسلب ملايين الإسرائيليين حقهم في انتخاب قائد».
وتابع «أما القانون الثاني الذي يرغبون بتمريره فهو قانون«لفيسبوك» الذي يصادر حرية التعبير في منتديات التواصل الاجتماعي وذلك بسبب رغبتهم باحتكار المداولات السياسية بغية البقاء في سدة الحكم».
كما حمل نتنياهو على قانون التفتيش الذي طرحه وزير القضاء غدعون ساعر وبموجبه يمكن مداهمة المنازل وتفتيشها دون أوامر محكمة، بعكس ما كان حتى اليوم». وأضاف نتنياهو» يدفنون حقوقا أساسية في النظام الديمقراطي. في هذه الأيام يدفع نفتالي بينيت بمشاريع قوانين تلائم كوريا الشمالية وبروح الدكتاتور أردوغان».
واعتبرت أحزاب الائتلاف الحاكم في رسالة لرئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) أن نتنياهو يتصرف كآخر أعداء إسرائيل، طالبين التداول في سلوكه والتنديد به. وقال رؤساء الكتل المشاركة في الائتلاف الحاكم «يا لهول المفاجأة، نتنياهو يتوجه بشكل كيدي للعالم ويمس بمناعة إسرائيل وقيمها وقادتها ويخلخل أسسها وهو الذي شغل رئاسة حكومتها قبل شهور فقط.
واتهم أقطاب الائتلاف الحاكم نتنياهو بأنه يمنح الذخائر لأعداء إسرائيل من أجل مهاجمتها والمساس بحصانتها ومناعتها، مثلما اتهموه أنه طيلة سنوات حكمه تصرف بشراسة ضد منظمات مدنية وحقوقية إسرائيلية مثلما قاتل ضد منظمات دولية معادية لإسرائيل واليوم هو ينضم لها وبات جزءا من حملة التحريض عليها.

بعدما بثّ شريط فيديو يتهمها فيه بمصادرة حريات أساسية

وحمل النائب عن الليكود يوآف كيش على الائتلاف الحاكم. وقال إنه يبدو كيانا غريب الأطوار وفارغا يحكم فيه عمليا اليسار ويقوم بتحطيم الديمقراطية دون خجل وبهدوء. أما عضو الكنيست عن «الليكود» ميري ريغف فقالت ساخرة «فليعش النفاق ولتعش ازدواجية المعايير. عندما يتوجه النائب موسي راز من حزب «ميرتس» الصهيوني لأعضاء في الاتحاد الأوروبي كي ينددوا بـ إسرائيل فهذا يكون أمرا طبيعيا واعتياديا. عندما يدعو وزير الصحة هوروفيتس من حزب «ميرتس» للتحقيق مع جنود الجيش الإسرائيلي في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي فهل هذا يعتبر تمام التمام؟ عندما يتحدث وزير الأمن الداخلية عومر بارليف مع وزير الخارجية الأمريكي عن اعتداءات المستوطنين فهذا على ما يرام. عندما يندد رئيس الحكومة نفتالي بينيت بالأطقم الطبية الإسرائيلية في خطابه في الأمم المتحدة فهذا يعتبر أمرا اعتياديا. وعندما يقول وزير الخارجية يائير لابيد لصحف أجنبية إن حرب «حارس الأسوار» هي تعبير عن شهوة لدى بنيامين نتنياهو فهذا تمام. كيف تتجرأون على طرح مقترح فارغ وحقير كـهذا؟ هل من حضيض الى آخر تصلونه بعد بسبب هوسكم المرضي بـ نتنياهو؟
يشار الى أن الائتلاف الإسرائيلي الحاكم بقيادة نفتالي بينيت انطلق قبل ستة شهور بعد أربع جولات انتخابية منذ عام 2018 أسفرت عن حالة تعادل تم اختراقها بعد ضم القائمة العربية الموحدة للائتلاف مقابل وعود بحقوق مدنية لفلسطينيي الداخل ما زالت في جوهرها وأغلبيتها حتى اليوم حبرا على ورق ،وهذا ما ينتج أزمة داخلية تهدد بسقوط الحكومة.
ويضم ائتلاف بينيت ولابيد عددا من أحزاب اليمين واليسار الصهيونية التي تلتقي في الأساس على قاسم مشترك واحد هو الرغبة بالتخلص نهائيا من نتنياهو الذي ما زال يتمتع بشعبية كبيرة في إسرائيل ويهدد بالعودة للحكم، خاصة أن الائتلاف الحاكم غير متجانس وهشّ ويتعرض لهزات متتالية.
وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن حزب «الليكود» برئاسة نتنياهو يحرز النتائج ذاتها التي حققها في الماضي وبفارق كبير جدا عن بقية الأحزاب الصهيونية بما فيها حزب رئيس الوزراء نفتالي بينيت حزب «يمينا» الذي يكاد لا يجتاز نسبة الحسم.