الأردن على موعد مع مرحلة جديدة من شيطنة الاخوان

الأردن على موعد مع مرحلة جديدة من شيطنة الاخوان
الثلاثاء ٠٤ يناير ٢٠٢٢ - ٠٨:٢٧ بتوقيت غرينتش

جريًا على عادةٍ قديمة في الوسط السياسي والاعلامي الاردني بدأت تتشكل ملامح مشروع جديد لتحميل الاخوان المسلمين او نسختهم المحلية في البرلمان مسؤولية الاعاقات التي تعرضت لها حزمة التعديلات الدستورية الاخيرة المثيرة للجدل لا بل ايضا مسئولية فضيحة المشاجرات.

العالم - الأردن

وفي سياق العودة لـ”موضة قديمة” يبدو في سياق المشهد الداخلي الأردني أن مشروعا جديدا يتدحرج لتوجيه اللوم للإخوان المسلمين وللحركة الإسلامية على أكثر من صعيد بدأه المعارض البارز ليث شبيلات والذي وجّه حملة شرسة من النقد أشبه بنقد الذات عندما جمع نفسه مع الإسلاميين في ملتقى واحدة من الأداء السلبي.

لكن الاهم هو تلك المقالات التي بدأت تتوسع في النشر وتظهر في عمان وتحاول تحميل الاسلاميين دون غيرهم بعض مظاهر العنف اللفظي واحيانا العنف الجسدي الذي ظهر في مناسبتين على الاقل بطريقة مقلقة مؤخرا.

الأولى لها علاقة بنقابة المهندسين وهي أبرز النقابات المهنية في البلاد والثانية لها علاقة بسلسلة مشاجرات حصلت في البرلمان.

على مستوى الإعلام الرسمي وبعض التقارير المسربة يتم تسليط الضوء على أصغر كتلة في البرلمان الاردني وهي كتلة التيار الإسلامي وتدعي كتلة الاصلاح البرلمانية باعتبارها المحرك لمسار الأحداث في يوم المشاجرات العنيفة تحت قبة البرلمان.

ويبدو أن بعض التعبيرات على منصات التواصل بدأت تتصاعد في هذا الاتجاه خلافا لان المستشار السابق في القصر الملكي والكاتب الصحفي المعروف احمد سلامة نشر مقالا تضمن توجيه اتهامات مباشرة لكتلة الاصلاح ورموز الحركة الاسلامية في البرلمان وعددهم 7 نواب بالمناسبة وهم اقل تجمع برلماني تحت عنوان نحت مصطلح غزوة البرلمان.

الكاتب سلامة ايضا اشار لما حصل في انتخابات نقابة المهندسين عند عندما رصدت حالات اعتراض واحتجاج اعاقت تعديلات على قانون النقابة تقدمت بها الهيئة العامة الحالية وتخللها القاء زجاجات مياه.

وفقا للتعبيرات التي استعملها سلامة فما حصل اقرب لصيغة غزوة البرلمان كما سماها بعنوان مقاله لكن المقال اثار حفيظة بعض الكتاب والمثقفين والنشطاء في التيار الاسلامي فرد عليه احمد ابو غنيمة كما رد علي شبيلات قائلا بان مقال سلامة يثبت او مقال الكاتب سلامة يثبت بان حملة شعواء في الطريق ضد الحركة الاسلامية التي وقفت مع الدولة والوطن والنظام في احداث الربيع العربي.

ويبدو ان قادة الحركة الاسلامية في حالة تقييم للمشهد ولمحاولات واحتمالات وسيناريوهات شيطنة الاخوان المسلمين مجددا لا بل تحميلهم حتى مسؤولية اخطاء ارتكبها خصوم لهم بارزون خصوصا في البرلمان مثل رئيس المجلس عبد الكريم الدغمي وغيره من النواب.

وتتشكّل عبر منصات التواصل الآن تحليلات ذات رؤية لها علاقة على الارجح بزاوية أمنية في النظر الى الاحداث الاخيرة التي قادها الاسلاميون سواء في احباط تعديلات نقابة المهندسين او المشاركة في جهد مضاد للتعديلات الدستورية عبر مجلس النواب او حتى في قيادة الحراك الشعبي الذي انطلق بعد اتفاقيه الماء والكهرباء مع إسرائيل تحت عنوان إحياء مقاومة التطبيع.

باختصار الرواية المضادة والتي تحاول شيطنة الاخوان المسلمين يمكن تلمسها من اكثر من تعليق وسلسلة تغريدات وردت عبر منصات التواصل مؤخرا لمعلقين محسوبين على السلطة.

وقوامها أن التيار الاخوان الاردني يرفض التعديلات الدستورية المتعلقة بتشكيل مجلس الامن القومي لأنه راغب كحزب اغلبية في حال التحول للتعددية الحزبية بالسيطرة على المؤسسة العسكرية والرواية الاضافية التي تحاول شيطنة الاخوان و دون تقديم ادلة وقرائن حقيقية عليها هي تلك التي تربط بينهم وبين حملة ترويج اعلامية وسياسية لصالح هروب رأس المال الاردني او الاردنيين الى تركيا وهي اتهامات بمنتهى الغرابة تربك الاحداث بمسار يحاول تبرير الفشل والاخفاق الحكومي وتبرير تراجع اداء المؤسسات الرسمية.

بكل الأحوال يقول الإسلاميون إنهم بصدد إعادة تقييم الحملة الشرسة التي تستهدف شيطنتهم مجددا لكن مع حالة كمون خصوصا وأن الكادر الشاب في الإخوان المسلمين تحرّك في اتجاهات مضادة للتطبيع مؤخرا فيما تحرّك الكادر النسائي ممثلا بالقيادية في الحركة الاسلامية الدكتورة حياة المسيمي ضد اتفاقية سيداو وضد التعديل الدستوري القاضي بإضافة كلمة الأردنيات إلى نص يتحدث عن حقوق وواجبات الأردنيين.

رأي اليوم

كلمات دليلية :