بالفيديو..

هكذا يحافظ التونسيون على تراثهم الأمازيغي..

الإثنين ٣١ يناير ٢٠٢٢ - ٠٤:٥٤ بتوقيت غرينتش

يعمل حرفي أمازيغي بتونس في تشكيل الحلي المصنوعة من الفضة معتمدا علی قوالب من منحوتات أمازیغیة قدیمة.

العالم - خاص بالعالم

ويتميز شمال إفريقيا بصناعة الحلي والمجوهرات الأمازيغية، واحدة من الفنون والحرف التقليدية،وللحفاظ على الثرات اِلأمازيغي الذي يعود لآلاف السنين ونقله للأجيال المقبلة يمضي الصائغ التونسي علي بن طلوبة ساعات بورشته في صنع قطع حلي الفضة بدقة ومهارة، ويقوم علي بتذويب الفضة بطريقة تقليدية باستعمال الفحم الحجري معتمدا على قوالب من منحوتات أمازيغية قديمة.

ويقول علي بن طلوبة هو حرفي مجوهرات أمازيغي: "احاول ان احبب الناس بالمجوهرات الامازيغية وتشجيهم لاستخدامها ولذلك اسهل عليهم الدفع عند الشراء، واحاول ان اعرفهم بقيمة القطة التاريخية التي يشترونها".

ويصوغ علي قطع الحلي حسب الطلب بأسلوب تطغ عليه التصاميم الأكثر حداثة محاولا توعية الزبائن بقيمة هذا التراث وتشجيعهم علي الحفاظ عليه.

وكذلك هو الحال مع اسرة الحرفي علي، التي تؤكد محاولتها الحفاظ على موروثها الثقافي وتوريثه لأطفالها، معتبرة أن شراء مثل هذه المجوهرات يعد استثمارا مدى الحياة.

ورغم تراجع الصناعة في السنوات الماضية ما زالت الفضة تحظي بشعبية كبيرة وتقبل عليها النساء الأمازيغيات بتونس.

وقالت مريم طرابلسي وهي والدة الحرفي الأمازيغي علي: "نحن نعلم اولادنا ونوصيهم بان يعلموا اولادهم في الحفاظ على الحلي والمجوهرات الامازيغية حتى لا تندثر عبر الايام، هناك قطع من الحلي الامازيقي يعود تاريخها الى اكثر من مئتان سنة".

وقالت إيمان بوستة وهي زوجة الحرفي الأمازيغي علي: "نحن نحاول ان نتكلم مع اولادنا باللغة الامازيغية حتى نحافظ على هذه اللغة ولا تنسى عبر الزمان".

ويقول باحثون في التاريخ الأمازيغي إن الأمازيغ يفضلون الفضة لإيمانهم بأنها ترمز إلى الصفاء والخير والحب والسلم والأمان مشيرين الى أن الأمازيغ يفضلون الفضة محاكاة للفرعون شيشنق. و شيشنق هو ملك أمازيغي هاجر في القرن العاشر قبل الميلاد من ليبيا الى مصر حيث أسس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين وحكمت سلالته قرابة قرنين من الزمن.

وعرف هذا الفرعون بعشقه للفضة فدفنت معه كميات كبيرة منها، واكتشفت مقبرته في اربعينيات القرن الماضي وبسبب الكمية الكبيرة للفضة المكتشفة في القبر سمي بـ'الفرعون الفضي'.