"إسرائيل" تنقل الغاز الفلسطيني المسروق الى أوروبا عبر تركيا!

السبت ٠٥ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٩:٢٧ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي مازالت وسائل الاعلام العربية، المرتبطة عقائديا  بحزب العدالة والتنمية التركي، تصر على وجود عداء بين تركيا و"إسرائيل"، والذي بلغ مبلغا عظيما!، بعد "مقولة الرئيس التركي "إعادة آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، خطوة نحو تحرير المسجد الأقصى في القدس"!!، خرج علينا اردوغان بالامس ليعلن جهارا نهارا، ان تركيا تسعى للعمل سوية مع "اسرائيل" لنقل "الغاز الاسرائيلي"! الى اوروبا عبر تركيا.

العالم كشكول

أردوغان قال للصحفيين في رحلة عودته من أوكرانيا يوم الخميس الماضي "إن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ سيزور تركيا في منتصف مارس/ آذار، ويمكننا استخدام الغاز الطبيعي الإسرائيلي في بلادنا، وإلى جانب هذا، يمكننا أيضا الانخراط في جهد مشترك لنقله إلى أوروبا".

اللافت ان كل الذي روجت له وسائل الاعلام العربية التي تطبل ليل نهار للمواقف "الاسلامية والمبدئية" لتركيا من القضية الفلسطينية، وخاصة ما كانت تروج له من احتمال وقوع صدام عسكري بين تركيا والكيان الاسرائيلي، بسبب النفط والغاز المكتشف في شرق البحر المتوسط، فاذا بهذا النفط والغاز المكتشف يتحول الى محرك رئيسي لتعزيز العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا.

اللافت ان اردوغان يعلم جيدا ان الغاز الذي يريد نقله من "اسرائيل" الى اوروبا عبر بلاده هو غاز مسروق من الشعب الفلسطيني، وتُستخدم عائداته لقتل هذا الشعب. لذلك كان على اردوغان ان يراعي الحد الادنى من الالتزم العملي بما يقوله من كلام في دعم قطاع غزة، ويرفض الانخراط بهذا الشكل الصارخ في عملية سرقة الغاز الفلسطيني الذي تقوم بها "اسرائيل" بمساعدة الشركات الامريكية. فالكيان الاسرائيلي يرفض استخراج الغاز المكتشف بالقرب من قطاع غزة ، الذي يحاول اردوغان الظهور بمظهر المدافع الشرس عنه بمناسبة او بدونها، والذي يكفي لمد القطاع والضفة الغربية بالكهرباء لمدة 15 عاما.

ان من الصعب الجمع بين دعم الشعب الفلسطيني وبين المشاركة في سرقة نفطه، ونهب ثرواته ومحاصرته والتضييق عليه، بمجرد رفع شعارات براقة، تستهوي السذج من الناس، بيما حذر منها العقلاء، الذين ضاع صوتهم، وسط ضجيج الابواق الاعلامية الممولة بدولار الغاز والنفط.