في لقاء خاص مع قناة العالم:

امام جمعة النجف الأشرف يتحدث عن انجازات الثورة الاسلامية

الجمعة ١١ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

أكد إمام جمعة الانجف الاشرف صدرالدين القبانجي، أن الثورة الاسلامية الايرانية اثبتت للعالم جمعا بأن الإسلام قادرة على ان يكون نظاما سياسيا واقتصاديا والجتماعيا يقود الأمة الى الازدهار، كما الحال في ايران.

العالم - ضيف وحوار

الثورة الإسلامية في ايران نقضت فرضية الرجعية ازاء الاسلام

في لقاء خاص مع قناة العالم في ذكرى 43 ربيعًا على انتصار الثورة الاسلامية الايرانية،قال القبانجي، بعد التهنئة والتبريكات لقائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي وكافة الشعب الاسلامي في ذكرى 43 على النتصار الثورة السلامية، إن احد الانجازات الكبرى التي حققتها الثورة الاسلامية هي اثبات قدرة الاسلام على تكوين نظام سياسي قوي وحر قادر على التعايش مع العالم وباروع ادارة وباروع تقدم بعد ما كان يتهم الاسلام في العالم العربي والاسلامي بالرجعيةوأضاف، ان الثورة الاسلامية اعطت صورة جديدة للاسلام بانه قادر على الحكم، لانه يمتلك نظام سياسي واقتصادي واجتماعي.

الربيع العربي هو اقتداء واحتذاء بالثورة الاسلامية لكن باهداف اخرى

واوضح القبانجي ان الثورة الاسلامية اثبتت ان الشعوب المستضعفة وخاصة الشعوب الاسلامية قادرة على ان تنهض، بعد ان مزقت وتلاشت قدرتها، وساد اليأس على شعوب العالم والاسلا، مشيرًا الى ان الشعب الايراني استطاع ان يسقط اكبر امبراطور في المنطقة، بدون سلاح مستعملا الورود والعمامة، لهذا تحركت الشعوب بعد الثورة الاسلامية وامتد تحركها الى ان وصلت الى الربيع العربي، ملفتا ان الربيع العربي كان اقتادء واحتذاء بما صنعته ايران، لكن باهداف اخرى، وان هذا العصر ليس عصر الانقلابات العسكرية بل عصر نهضة الشعوب.

اعظم انجازات الثورة الاسلامية هو تشخيص العدو

وبين القبانجي، ان تشخيص العدو هو من اعظم انجازات الثورة الاسلامية، موضحًا ان الامام الخميني الراحل قدس سره الشريف، الشيء العظيم الذي قام به هو تشخيص العدو بشكل صحيح وهذا العدو هو الاستكبار العالمي، وتشخيص العدو كان من اجل الوقوف بوجه وتحديه.

وتابع: ان قبل الثورة الاسلامية كانت فكرة دول عدم الانحياز لا شرقية ولا غربية غير ناضجة وغير حقيقة ولا تستند الى اسس ولهذا انهارت، بينما جاء الامام الخميني الراحل قدس سره الشريف بقيادته للثورة الاسلامية في ايران ليؤكد ان العدو هو الاستكبار العالمي الذي يحاول ان يمزق الشعوب بحروب ناعمة، وبعد تشخيص العدو نجحت ثورة الثورة الاسلامية في ايران،و من ورائها بدأت الشعوب تتحرك بوعي.

الثورة الاسلامية أظهرت دور المرجعية في قيادة الأمة

وقال القبانجي إن الثورة الاسلامية في ايران اثبتت ان المرجعية والعمامة والفقية قادرون على التسدى لقيادة أمة، وعلى ديميومة وتأسيس نظام وحكم يقود الامة الى الازدهار،لأن قبل الثورة الاسلامية كانت كل الاقلام والمقولات تنكر هذا, وأضاف، ان اميركا بعد الثورة الاسلامية كانت تظن انها تستطيع ان تتلاعب في الانتخابات وتاتي ببني صدر، لكن فشلت كل ظنونها وتبين ان علماء الدين والحوزة العلمية والمرجعية انضج وعيًا من مايتصوره الاخرين.موضحًا ان الثورة الاسلامية اثبتت ان رجال الدين والعمامة قادرون على الحكم وهذا بمثابة معجزة في هذا العصر.

واشار القبانجي الى ان الامام الخميني الراحل قدس سره الشريف، كان يتمتع بالفقاهة والعرفان والشجاعة والتواضع والذوبان في الله تبارك وتعالى، ولانه من انتاج مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم ومدرسة التشيع والفقاها.

من اعظم انجازات الامام تصدير الثورة الاسلامية

وبين القبانجي ان احد النقاط التي يجب ان تسجل للامام الراحل قدس سره الشريف هي قضية تصدير الثورة الاسلامية، وان الامام الخميني الرجل العظيم في اليوم الاول من الثورة الاسلامية وهو في حصار عالمي ولا يملك شيء طرح مفهوم تصدير الثورة الاسلامية وهي لم تزل جنين برحم امه، موضحًا ان تصدير الثورة الاسلامية جاء عبر تصدير الاسلام والوعي والحرية للشعوب، وليس عبر التدخل العسكري او الاقتصادي والثقافي، وليس عبر التدخل العسكري.

واشار القبانجي الى ان بعد الثورة الاسلامية اصبح في ايران انتخابات ومجلس شورى، وفي العراق شكل المجلس الوطني ويومئذ حزب البعث الديكتاتوري الحاكم لم يكن يعرف شيء باسم الانتخابات، وفي السعودية تأسس مجلس الشورى وفي الكويت تاسس مجلس الامة، وكل هذه الامور هي تداعيات انتصار الثورة الاسلامية في ايران.

الثورة الاسلامية في ايران اعادة الحياة للاسلام

وتابع القبانجي: أن على المستوى الديني قبل الثورة الاسلامية كانت هناك اشتراكية، ولبيرالية ورأس مالية، وقومية عربية وقومية فارسية وبعد الثورة الاسلامية اصبح الدين موضة العصر، موضحًا أن في السعودية ولد مصطلح خادم الحرمين الذي لم يكن موجودًا قبل الثورة الاسلامية،مشيرًا الى ان هذها المصطلاحات الدينية اصبحت تستخدم لخداع الشعوب تاثرا بوقعات ضربات الجمهورية الاسلامية، وفي مصر خرج انور السادات ليسمي نفسه المؤمن، مبينا ان قبل الثورة الاسلامية كان الايمان بمثابة تهمة ويتنصل منها القادة العرب والغير العرب، وصدام البائد قام بحملة تسمى الحملة الايمانية وحزب البحث البائد في الاساس كان ضد الايمان وكان يحارب الخط الديني في العراق، ومن العجائب ان اصبحت حلقات حزب العث البائد تبدأ بقراءة القران والحديث الشريف، وكل هذا هو امتداد للثورة الاسلامية في ايران وبهذا الشكل تم تصدير الثورة الاسلامية.

واشار الى ان من بعد الثورة الاسلامية في ايران تحركت الشعوب، الشعب العراقي والشعوب العربية وحاول الاستكبار العالمي ان يسرق هذا الوعي الذي احل بالشعوب، مشيرًا الى قول الامام الراحل قدس سره الشريف بانه قال ان هذا العصر هو عصر الشعوب وبان الشعوب اكثر وعيًا من النخب السياسية.

وأكد القبانجي ان بمقتضى الجوار العريض بين ايران والعراق ووحدة المذهب الشيعي بين الشعبين وبان الامام الخميني قدس سره الرشيف كان استاذ ومرجع ديني في الحوزة العلمية، لذا مجموعة استحقاقات جعلت العراق المتأثر الاول بالثورة الاسلامية في ايران، مشيرًا الى ان وقع نجاح الثورة الاسلامية في ذلك الوقت كان بشكل كبير على العراق، حتى مجلة باء الرسمية لحزب البعث البائد باركت للإمام الخميني قدس سره الشريف انتصار الثورة الاسلامية ولكن بعد فترة سحبت المجلة من الاسواق، وهذا التبريك نتج عن ارادة شعب متلهف لهذا الانتصار ولابد الاستجابة لهذا الانتصار، ومن ثم ادركوا ان هذا خطر، وفي النجف الاشرف خرجت مظاهرات مؤيدة للثورة الاسلامية في ايران وكان جيلنا يؤمن بالحراك الاسلامي.

ولفت القبانجي الى حديث السيد الشهيد محمد باقر بعد انتصار الثورة الاسلامية حيث قال ان الامام الخميني قدس سرة الشريف اعاد حلم الانبياء وبان القمم خرج من الزجاجة، وذلك يعني ان الاسلام كان في قمقم وكسرت الثورة الاسلامية الزجاجة وخرج الاسلام منها.

الشعب العراقي اول شعبًا تفاعل مع الثورة الاسلامية

وقال القبانجي انه تمت حملة اعتقالات بعد المظاهرات في النجف الاشرف المؤيدة للثورة الاسلامية في ايران، واضاف، أن اول الشعوب تفاعلًا مع الثورة الاسلامية في ايران كان الشعب العراقي، ولكن الامتداد على الشعوب كان اوسع من الشعب العراقي، واليوم نرى ان من بعد 43 عاما وصل الامتداد الى الغرب والشرق.

واوضح القبانجي ان الاتحاد السوفيتي الذي كان يحكم نصف العالم سقط بعد الثورة الاسلامية ، مشيرًا الى رسالة الامام الخميني قدس سره الشريف الى ميخائيل غورباتشوف التي جاء فيها ان الان بدأ العالم يسمع صوت تكسر جمجمة الشيوعية.

اكبر التحولات بعد الثورة الاسلامية في العالم

واضاف: ان الاتحاد السوفيتي بعد الثورة الاسلامية سقط وبعد مدة اعلن غورباتشوف عن انحلال الاتحاد السوفيتي وهذا من اكبر التحولات في العالم وهذا كله بفعل الثورة الاسلامية في ايران، ثم على المستوى الديني اصبحت الباباوات يتحدثون عن عودة الدين مرة اخرى الى الشارع وكانوا يقولون ياليتنا مثل حمية ايران والامام الخميني الراحل قدس سره على المسيح وعلى الديانة المسيحية، الان بدأ مرة اخرى الدين يتحرك في الشارع الغربي الذي يومئذ كانت المادية تحكمه والكنيسة تماما عزلت لكن مرة اخرى عادة الكنيسة وعاد الدين حتى وصلنا الى مستوى ان اوباما حينما زار مصر افتتح كلامه بسم الله الرحمن الرحيم وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم، ومن ثم ترامب الاحمق في المظارهات التي جرت ضده طلع وهو حامل الانجيل.

واشار الى ان العالم الان يتحدث عن الهيمنة الغربية على العالم والعولمة، ولكنهم بدوا يلبسون ثوب الدين، ويطرحون مشروع ابراهام ويحاولون مرة اخرى ان يبنون في العالم العربي والاسلامي ديانة ابراهيمية وتحت عنوان مشروع ابراهام ليس بعنوان اشتراكية ولا رأس مالية ولا اميركا ولا ليبرالية، وتعمل اميركا على هذا المشوع الان، وهذا يعني ان الصحوة الدينية وعودة الشعوب الى الدين وعودة الشعوب الى الله بدأت تتأثر حتى في العمل السياسي.

وأكد القبانجي، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت انها تقفز قفزات هائلة وجيدة، مع الحصار ومع الحرب، ومع الحرب الناعمة، والان استطاعت ان تكون من الدول الصناعية الكبرى على مستوى الحديد الصلب والنفط والطائرات والتسليح والزراعة، وحينما تقرأ الان مع الحصار الذي اسماه ترامب هو الحصار الاقصى الذي لم يكن مثله في تاريخ العالم، ولكن رغم هذا ايران الان الاكثر تصديرًا من العالم الماضي، وفي المجال النفطي ايضا استطاعت ان تكسر الحصار وتصدر الى فنزويلا وغيرها.

وتابع: أن التقدم العلمي الايراني قضية محيرة للعالم وابرز مثال البرنامج النووي ورغم الضغوط على ايران من اجل ان لاتتقدم في المجال العلمي والتصنيع النووي، لانها لو تقدمت لن يقف امامها شيء ابدًا الا ارادة الله سبحانه وتعالى.

وحول تطبيع بعض الدول العربية وخاصة دول الخليج الفارسي مع العدو الصهيوني وجفائها مع ايران، قال إن هناك شعوب وهناك حكام شعوب هؤلاء الحكام هم عبارة عن ادوات وصنيعة غربية واميركية، ومن الطبيعي ان يقفوا بوجه الثورة الاسلامية في ايران، مشيرًا الى ان حديثنا مع الشعوب ولا طمع النا مع هؤلاء الحكام، لان الحكام صنعوا من انتاج غربي اميركي لذا ماذا نتوقع منه عندما هم صنيعة ووليدة اميركا والغرب، ملك حسين في الاردن و فلان في الخليج الفارسي هؤلاء لم يكونوا يوما من الايام يفكروا بان يصبحوا حكام لو لا ان اتى بهم الاستكبار العالمي الى سدة الحكم لهذا من الطبيعي ان يقفوا مع الاستكبار العالمي.

واوضح القبانجي، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية والاسلام بشكل عام وعلماء الدين وحتى في العراق الحركة ناتجة من الشعب، الشعوب في ايران والعراق مع القفزة الاسلامية، اذا اردنا التحدث عن العراق، نرى عندما صارت الانتخابات اتى الوعي من المرجعية وفي مواجهة تظيم داعش الارهابي ايضا اتى الوعي من المرجعية، اذن ليست مشكلة بان هؤلاء الحكام يقفون ضد الجمهورية الاسلامية وهذا عداء وليس جفاء وهذا العداء طبيعي لان هؤلاء تربية وانتاج المعامل الغربية لكن اذا اردنا ان نقيم الشعوب، الشعوب تفاعلت ايجابيًا مع الصحوة الاسلامية العلمية.

وقال القبانجي، إن اكبر خطر واجهته الثورة الاسلامية في ايران امران، الأمر الاول التمزق والفتن الداخلية، والأمر الثاني العمل على فقد الارادة من قبل الاستكبار العالمي وكان الامام الخميني الراحل قدس سره الشريف ازائهما واضحا واليوم قائد الثورة الاسلامية السيد على خامنئي من بعده، الامر الاول توحيد الشعب الايراني وتوحيد الشعوب الاسلامية ومشروع الوحدة الاسلامية، وكان الامام الراحل يصر في خطبه على الوحدة الاسلامية بينما الاعداء يحاولون اثارة التفرقة بين الشعوب الاسلامية الى سنة وشيعة وطائفية.

واكد القبانجي ان الثورة الاسلامية انتصرت في ايران وانتصر الامام الخميني وانتصر مذهب شيعة اهل البيت سلام الله عليهما بتوحيد الشعب في ايران واليوم نحن نقود رأية الوحدة في العالم الاسلامي، وطبعا هناك من يقف بصفنا وهناك من يقف ضدنا، اهل البيت وشيعة اهل البيت ينادون بوحدة العالم الاسلامي ومع حرية المذاهب موجودة لكن ضمن وحدة تجمعهم امام التحديات الكبرى.

التحديات التي تواجه الثورة الاسلامية:

وتابع: ان الامر الثاني الذي واجهته ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية ومازالت تواجهه هو العمل على فقد الارادة وعلى اعياء واتعاب الشعب الايراني من قبل الاستكبار العالمي من خلال الحصار والحرب الناعمة حتى يتعبون واذا تعبوا تبقى الجمهورية الاسلامية بلاظهر وظهر الجمهورية الاسلامية في ايران هو الشعب ليس العسكر ولا شيء اخر.

واوضح القبانجي ان اليوم كل العمل العسكري يصب في اتعاب الشعب الايراني من خلال الحصار والتجويع ربما يتعبون ويتفقوا عن دعم الثورة الاسلامية، مشيرا الى ان الاستكبار العالمي حاول عبر المظاهرات في غلب نظام الحكم في ايران عبر تجويع الشعب، لكن فشلت محاولاتهم لان الشعب الايراني كان اكثر وعيًا، وجرت اكثر من محاولة لاتعاب الشعب الايراني لكنها فشلت، ونرى بعد 43 عاما من انتصار الثورة الاسلامية، في كل عام تطلع مسيرات لاحياء يوم القدس ونجد مكانة الثورة الاسلامية أصبحت أكبر واقوى، بما لانظير لها في العالم، رغم الحصار المفروض على الشعب الايراني الى ان تطلع مسيرات مليونية من رجال ونساء واطفال و العائلة بكاملها، والعامل والكاسب وكافة شرائح المجتمع الايراني لاحياء الثورة الاسلامية.

واكد القبانجي، ان ايمان الشعب الايراني في الثورة الاسلامية وفي قيادته قضية اساسية، مشددًا على ان ايران نجحت في مواجهة التحديات وايران ماضية قدما خاصة الان بعد الرئيس الايراني الجديد السيد ابراهيم رئيسيتلاحمت داخليًا واصبحت لغة الخطاب لغة واحدة لغة القائد والغة الدبلومسيًا واحدة.

واكد الغبانجي ان مشروع العاليمة الاسلامية هو مانتتظره وليملئها قسط وعدلا بعد ما ملئيت ظلما وجورا.

المزيد من التفاصيل في الفيديو المرفق..