منع عرض فيلم بطلته مُجنّدة "إسرائيلية".. الكويت تتصدى للحرب الناعمة

منع عرض فيلم بطلته مُجنّدة
الإثنين ٠٧ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٣:١٢ بتوقيت غرينتش

قررت وزارة الإعلام الكويتية، منع عرض فيلم "ديث أون ذا نايل" (جريمة في وادي النيل) المستوحاة من رواية للكاتبة البريطانية أغاثا كريستي، بسبب مشاركة المجندة السابقة في جيش الاحتلال الاسرائيلي غال غادوت في بطولته.

العالم كشكول

صحيفة القبس الكويتية، ذكرت إن المنع جاء بعد مطالبة بحظر عرض الفيلم لأن بطلته غال غادوت دافعت ايضا عن العدوان الاسرائيلي على غزة في صيف 2014، والذي أسفر عن إستشهاد 2251 فلسطينيا بينهم 551 طفلا، ووجهت غال غادوت على صفحتها على فيسبوك تحية إلى قوات الاحتلال التي هاجمت غزة.

هذه ليست المرة الاولى التي تمنع فيها وزارة الاعلام الكويتية عرض فيلم من بطولة المجندة "الاسرائيلية" غال غادوت، التي دعت للإمعان في قتل أطفال غزة، فقد سبق وان منعت الوزارة عرض فيلم "المرأة الخارقة" من بطولة نفس الممثلة.

البعض قد يستغرب موقف الكويت من قضية الممثلة "الاسرائيلية"، لاسيما في الاجواء والظروف التي إصطنعتها دول التطبيع مثل الامارات والبحرين، وتلك التي تتولى مهمة الترويج له كالسعودية،، حيث تحاول هذه الدول تجنيد كل ما لديها من امكانيات اعلامية وصحفية وجيوش الكترونية، لتسويق الكيان الاسرائيلي ككيان ليس طبيعيا ومسالما فحسب، بل انه يتعرض للتهديد من قبل التنظيمات "الارهابية" مثل حماس والجهاد وحزب الله والحشد الشعبي وانصارالله!!.

صحيح ان الكويت، الى جانب السعودية والامارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان، تشكل دول مجلس تعاون الخليج الفارسي، الا ان ما يُحسب للكويت، هو موقفها المبدئي والثابت، أميرا وحكومة وشعبا، من القضية الفلسطينية، وهو موقف لم يتأثر رغم كل التطورات والاحداث التي شهدتها المنطقة، ورغم سيل التطبيع الجارف، وهو تطبيع وصل الى حد الابتذال بنسختيه الاماراتية والبحرينية، فمازالت الكويت تترصد كل ما من شأنه يسمح بتسلل الكيان الاسرائيلي الى المجتمع الكويتي، عبر وسائل الحرب الناعمة، كالفن والرياضة و.. ، فهي لن تسمح لاي جهة كانت التسويق للكيان الاسرائيلي الغاصب والعنصري بين الكويتيين، وكلنا يتذكر كيف استدعت وزارة الخارجية الكويتية في ايار/مايو 2021، سفير تشيكيا بعد قيامه بنشر ملصق على الانترنت يعبّر فيه عن دعمه للكيان الاسرائيلي خلال التصعيد الاخير في غزة، ما دفع السفير للاعتذار.

الكويت ادركت مدى خطورة الحرب الناعمة على المجتمع الكويتي وخاصة الناشئة، لذلك أصدرت وزارة التربية الكويتية كتبا دراسية تحمل أغلفة تدعم القضية الفلسطينية بكل قوة وتزرعها في عقول وقلوب أبنائها الناشئين على عكس ما تفعل المناهج الدراسية في الإمارات والبحرين والسعودية.

هذ الامر يفسر الرفض الشعبي الكويتي للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وكذلك يفسر الرفض القاطع للرياضيين والفنانين والنخب العلمية والادبية الكويتية، من المشاركة في اي فعالية يتواجد فيها ممثلون عن الكيان الاسرائيلي، وهو ما أثار إعجاب الشعوب العربية والاسلامية، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، الذي يرى في موقف الكويت، وكذلك مواقف الجزائر وسوريا والعراق ولبنان وتونس و..، من قضيتهم العادلة، بلسما يدواي الجرح العميق الذي اوجدته الانظمة العربية التطبيعية في الجسد الفلسطيني.