خاص بقناة العالم..

شاهد بالفيديو.. ايران، قوة اقتصادية مستقبلية

الثلاثاء ٠٨ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

اعتبر مستشار المجلس السياسي اليمني محمد مفتاح ان الـ43 عام التي مضت من عمر الثورة الاسلامية غيرت وجه ايران ووجه المنطقة. 

العالم - خاص بالعالم

وقال محمد مفتاح في حديث لبرنامج "ضيف وحوار" في هذه العقود الاربعة والثلاث سنوات، انهار الاتحاد السوفيتي وخرجت احدی القوتين المحوريتين من المعادلة وتفککت هذه الامبراطورية ونشأت دول في اواسط أسيا وتغير الوضع بشکل کامل.
وأضاف مفتاح:"في ايران حصلت طفرة من البناء والتنمية والتصنيع والتحديث والتموضع الجديد لايران کقوة فاعلة علی مستوی المنطقة والعالم. کانت ايران، جزء من المشروع الاميرکي والصهيوني في المنطقة؛ ولکنها أصبحت بعد ذلک مشروعاً اسلامياً عالمياً متميزاً تقف في وجه قوی التسلط الدولية التي تترأسها الولايات المتحدة الاميرکية وحلفاءها".
وعن موقع ايران في العالم بعد 43 ربيع من انتصار الثورة الاسلامية قال رئيس حزب الامة اليمني:"موقع ايران، يُدرَک من خلال المحادثات المطولة سواءاً المحادثات القائمة الان في فيينا أو التي سبقتها في المراحل السابقة. العالم کله يحاور ايران، کل القوی الدولية الکبری تحاور ايران، هذه ايران. ايران في کفة والعالم في کفة، ايران أصبحت الان دولة محورية في التغييرات الدولية وفي التوضع في القوی الناشئة في غرب اسيا وفي العالم. لايوجد حوار في العالم علی هذا المستوی الا مع ايران".

کل قوی الشر تکالبت علی الثورة الاسلامية

وأکد ان کل قوی الشر الدولية توجه أکبر هجماتها علی ايران، فالتصريحات الاميرکية واضحة حيث تعتبر ايران الداعم الاول للارهاب، بمعنی انها المواجه الاول لمشروع الهيمنة الاميرکية وبالتالي هنالک جهد استخباري وعسکري وسیاسي واقتصادي مکثف لمحاولة اضعاف ايران، تحجيم ايران والقضاء علی الثورة الاسلامية واسقاط النظام الاسلامي ويتحدثون عن هذا الموضوع کثيراً في مختلف وسائل الاعلام في اللقاءات والمؤتمرات وغيرها.
واستبعد نجاح هذه المحاولات مبيناً انها لوکانت ستنجح لنجحت من بداية الثورة وکان الوضع لايزال هشاً وکانت الثورة الاسلامية لم تتمکن آنذاک في احکام قبضتها علی الامور؛ لکن فشلت في البداية مع انهم أشعلوا حرباً ضروساً وکبيرة وفائقة وغيرمسبوقة علی ايران ووقف العالم المعادي لايران کله وراء هذه الحرب؛ فالنظام السعودي کما اعترف الملک فهد حينها مول الحرب بمئة ملياردولار، النظام الکويتي مول الحرب بأکثر من مئة مليار دولار ومصانع العالم واستخبارات العالم شارکت في اسقاط الثورة الاسلامية واسقاط النظام في ايران وفشلت کل هذه المحاولات. اما اليوم وقد اصبحت ايران بهذا المستوی من القوة والتمکن فبالتأکيد محاولاتهم ستستمر ولکنها ستفشل کما فشلت المحاولات الاکبر وفي الوضع الذي کانت فيه ايران، أضعف ما يکون.

واعتبر ان التحديات دائماً تخلق لدی الانسان الحافز والرغبة والارادة للمواجهة والشعب الايراني وضع امام تحد کبير حيث کان هناک انفاق هائل لتمزيق الشعب الايراني وتمويل المخربين والمجرمين والقتلة والجواسيس لاضعاف ايران، هذه التحديات اوجدت لدی الايرانيين مناعة وقوة وصلابة وأصبحوا قادرين علی مواجهة کل هذه الصعوبات والتحديات والحرب النفسية الاکبر علی مستوی العالم والتهديد والتهويل والاساطيل فتحولت التحديات الی فرص لتطوير قوة ايران واقتصاد ايران وموقع ايران السياسي علی المستوی الدولي.

الامام الخميني (قدس سره) قائد استثائي في ظروف استثنائية

ووصف الامام الخميني بأنه شخصية استثنائية وقائد استثنائي في ظروف استثنائية استطاع ان يغير المعادلات، فايران التي کانت وکر المؤامرات علی المنطقة لصالح المشروع الصهيوني تحولت الی ايران القوة الاولی المناهضة للمشروع الصهيوني، هذه القيادة التي تصنع هذا التحول الکبير وتحرک الشعب وراء هذا المشروع؛ مشروع التحرر من الهيمنة والتبعية للمشروع الاميرکي والصهيوني هي قيادة غيرعادية، هي قيادة عبقرية، قيادة فذة استطاع في تعقيدات وتحديات وملابسات صعبة وقاسية وکبيرة ان ينتقل ينقل ايران والمنطقة نقلة نوعية.
وعن نقاط النجاح التي ثبتها قائد الثورة الاسلامية قال مفتاح:"اولاً تثبيت موقع ايران السياسي علی المستوی الدولي کقوة غيرتابعة لأي قوة في الارض وکإحدی القوی المؤثرة في القرار السياسي للکرة الارضية بل أکثر القوی صموداً في وجه الضغوط، قد يمکن ان تتعرض الصين لضغوط اميرکية واوروبية وتبدأ في المناورة مع انها قوة کبری، لکن ايران تعرضت لأکبر ضغوط وأکثر ضغوط ولم يتغير شئ بل ازدادت قوة وصلابة. أيضاً بناء النهضة العلمية في ايران في کل المجالات النهضة التنموية في ايران، وتماسک الاقتصاد رغم المؤامرات والدسائس والحصار وکل الاشکالات حول الاقتصاد تماسک الاقتصاد. ایضاً الجانب الاخر بناء قوة دفاعية وقوة عسکرية ممتازة وهائلة جداً في کل المستويات سواءاً في القوة البحرية أو القوة البرية أو القوة الجوية، فايران اصبحت من القوی العسکرية الدولية التي تواجه اميرکا وتتحدی اميرکا وحتی من وراء اميرکا وتقول للحلف الاطلسي بأکمله نحن لنا مصالحنا ولنا حريتنا ولنا قرارنا ولنا توجهنا ولن نقبل ان تفرضوا علينا شيئاً، ودخلت في اشتباک مع بريطانيا واسرت بريطانيين وبريطانيا اختطفت سفن ايرانية وحررتها ايران بالقوة ودخلت في اشتباک مع امريکا واسقت طائرات اميرکية وأسرت اميرکيين وقصفت احدی اهم القواعد الاميرکية التي لم تقصف منذ الحرب العالمية الثانية أي قاعدة اميرکية في العالم فايران اصبحت بهذا المستوی، قوة اقتصادية، قوة سياسية قوة علمية ويوجد علمية ونهضة تقنية فائقة في ايران.

سر في قيادة آية الله خامنئي يفقده قادة العالم

وعن دور آية الله السيد علي خامنئي في قيادة الجمهورية الاسلامية بعد الامام الخميني (قدس سره) قال مستشار المجلس السياسي الاعلی اليمني:"اول نقطة بارزة في شخصيته هو تمسکه بالله سبحانه وتعالی، وهو دائماً يتحدث بثقة واطمئنان ويتحدث في المواقف الصعبة ويحدث شعبه في المواقف الصعبة بثقة واطمئنان وفي التحديات الکبری يعلن بأنه يثق بالله ويعتمد علی الله ويتوکل علی الله وان الله ناصرنا، هذه الثقة بالله والاطمئنان مفقودة في أي قادة في العالم من القيادات البارزة، فعالم يثقون بما في يدهم من ماديات، فأول أمر ثقته بالله سبحانه وتعالی وعکس هذه الثقة علی مستوی جهاز الدولة في ايران والمجتمع. الجانب الثاني ان الرجل يعمل ليلاً ونهاراً رغم تقدمه في السن، الا انه يعمل ومتواجد في الميدان في کل مجال ولديه من المعاونين والخبراء من يعينه ويقدم له الاستشارات والمعلومات أول بأول فهو متابع علی مستوی الساعة لکل الاوضاع سواء الاوضاع داخل ايران أو الاوضاع في العالم فالرجل موجود وفاعل ومتحرک ومتابع کأنه شاب، الجانب الثالث، يمتلک شجاعة فائقة في التحديات الکبری سواءاً قبل ان يکون في رئاسة الجمهورية عندما کان أحد قيادات الثورة ثم عندما أصبح رئيساً للجمهورية ثم عندما صار القائد للثورة في کل الاحوال کان يمتلک الشجاعة الفائقة ويتخذ القرارات الشجاعة والکبيرة ولايبالي بالصعوبات والتحديات والتهويل والتهديد فهذه الشجاعة مع الثقة بالله تعالی مع العمل الدئوب، هذه هي مقومات القيادة المتميزة.

ايران وفلسطين

وقال مفتاح: إن اهم مبدأ رفعه الإمام الخميني (رض) هو نصرة المستضعفين في العالم في وجه الطغاة في العالم، ولازالت هذه الثورة تحمل هذا المبدأ، فالشعب الفلسطيني احد الشعوب المستضعفة في العالم، فقد شرّد من ارضه وطرد الناس من بيوتهم وممتلكاتهم وشردوا في الارض وجثم الاحتلال على من بقي فلسطين ويضطهدهم على مستوى الساعة والدقيقة وهو اضطهاد عنصري غير مسبوق في العالم.
واضاف: ايران الثورة وقفت مع كل مستضعف في العالم بحسب امكاناتها وقدراتها، وقفت سياسيا وثقافيا وماديا واعلاميا، وابرز من وقفت معهم هو الشعب الفلسطيني وبقية شعوب المنطقة، فعندما كان الكيان الاسرائيلي يحتل لبنان كانت ايران هي الداعم الوحيد للبنانيين ليتحرروا من الاحتلال الصهيوني ويحرروا آلاف اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين اختطفتهم عصابات العملاء وقوات الكيان الصهيوني، فإيران ثبتت على موقفها ولا زالت ثابتة ودفعت ثمنا كبيرا وباهضا جراء الثبات على مبدئها، فنصرة المستضعفين والوقوف معهم هذا هو اهم وابرز المبادئ التي رفعتها الثورة الإسلامية في ايران.
وتابع مفتاح: الفضل لله تعالى ثم للثورة الإسلامية في ايران في بقاء الفلسطيني يطالب بحقوقه، لان المؤامرة كبيرة وجاءت عدة مشاريع كبيرة وعالمية ودولية واقليمية لتصفية القضية الفلسطينية وهضم الفلسطينيين وانهاء حقهم في المطالبة بحقوقهم، فكان مشروع الشرق الاوسط الجديد احد هذه المشاريع واسقطته ايران وقوى المقاومة في المنطقة، ثم مشروع صفقة القرن.
واردف: كانت كل هذه المشاريع ستؤدي الى منع الفلسطينيين في الشتات من المطالبة بحق العودة وطرد اعداد كبيرة من الفلسطينيين في الداخل الى الخارج، وانهاء موضوع القضية الفلسطينية تماما ووعد الفلسطينيين بتعويضات وبمجرد ان يقبلوا بالتعويضات لن تتم هذه التعويضات، وبمجرد ان يوقعوا على التعويضات هذا يعني انهم تنازلوا عن حقهم في المطالبة بالعودة وحقهم في اقامة دولتهم المستقلة وبعد ذلك ينتهي الامر تماما وسيضطهد الفلسطينيون في كل بلد لو حصل هذا.
واشار مفتاح الى ان من ثبت موقف الفلسطينيين هو موقف ايران، والا المؤامرة كانت ماضية ومنتهية، وايران ثبتتها بعدة تضحيات، فكانت محاولة اسقاط النظام في سوريا هي لفرض صفقة القرن، وفشلت هذه الصفقة لان ايران الثورة وقفت مع سوريا وقوف كبير وتضحيات كبيرة، وكانت هناك ايضا محاولة تصفية المقاومة اللبنانية واخذ سلاح حزب الله وتماما تحويل لبنان الى دويلة امتداد للكيان الصهيوني، لكن وقوف ايران مع قوى المقاومة في لبنان ثبت لبنان على الاقل كقوة مواجهة للكيان الاسرائيلي، اذن وجود ايران في القضية الفلسطينية هو محور ثبات هذه القضية في الثلاث عقود الماضية وقد يستمر بإذن الله حتى تحرير فلسطين.

ايران تكسر الحصار وتتعامل مع دول العالم بندية

واوضح ان الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها من الفرنسيين والانكليز وغيرهم حاولوا ان يحاصروا ايران، لكن ايران الثورة العبقرية والحكمة والقدرة والارادة كسرت هذا الحصار، ايران تتعامل مع كل دول العالم وبندية، تتعامل مع الصين ودول اسيا واوروبا وتتعامل ايضا مع من يتآمر عليها سواء مع البريطانيين ومع الفرنسيين.
وقال: ايران الى جانب قوتها تمتلك المرونة والقدرة والعالم يحترم قدرتها ويشعر بأن هذه القدرة والتمكن لم يأت من فراغ، ايران نسجت علاقات قوية في اواسط اسيا مع كل الدول المحيطة بها، سواء تركيا والعراق وتركمنستان وطاجيكستان وافغانستان وباكستان، وامتد لايران نشاط ثقافي وسياسي واقتصادي في كل هذه المنطقة، فايران هذا هو ثقلها الحقيقي الذي يواجه ثقل المشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة.
واضاف مفتاح: بحمد الله اجتازت ايران اكبر التحديات، والتهديدات الكبيرة بضربها وحصارها كلها تبخرت والآن اعداءها يبحثون عن فرصة منها للحديث المباشر، وظل الرئيس الاميركي المتغطرس السابق دونالد ترامب ينتظر المكالمة من ايران الى ان انتهت مدة ولايته! فإيران اجتازت التحديات وان شاء الله تجتاز التحديات المتبقية وتفرض واقعا جديدا في المنطقة والعالم يحترم ارادة الشعوب وحريتها وحقوقها وان يكون للشعوب الحرية في تقرير مصيرها بعيدا عن الهيمنة الاستعمارية الاميركية والبريطانية والفرنسية.

ايران، قوة اقتصادية مستقبلية

وتابع: اتوقع بأن يكون مستقبل ايران مستقبل كبير ومهم جدا وستنفتح الامور في الجانب الاقتصادي واذا حصل استقرار في المنطقة ولم يصل الناس الى مرحلة الاشتباك لأي سبب ما فإيران قوة اقتصادية قادمة لان كل البنية الاقتصادية موجودة، فقط الحصار هو الذي اخر ايران من الانفتاح على العالم بالمستوى الكبير بحيث تصبح قوة اقتصادية وازنة، يكفي ايران انها دولة ليس عليها ديون، وانها دولة تدعم الاقتصادات الضعيفة في المنطقة وانها دولة تبني قدراتها ولديها ارصدة كبيرة موجودة في الخارج اذا ما تم الافراج عن هذه الارصدة فستنطلق بسرعة فائقة لتصبح احدى الاقتصادات المهمة على مستوى العالم بجانب القوة العسكرية والقوة السياسية والفكرية والثقافية.

واوضح مفتاح أن القوة النووية لايران هي قوة سلمية، وانها تعلن دائما بأن برنامجها النووي هو للاغراض السلمية والتطوير والطب والطاقة وباقي الاستخدامات السلمية، لكن ايران تمتلك قوة عسكرية جبارة بحرية وصاروخية وطيران وجيش مرعب للأعداء ولذلك كان هناك تهديدات متواصلة من اعدائها لكن لم يجرؤ احد منهم ان ينفذ اي تهديد، لان كل المعلومات الاستخبارية لديهم بأن رد ايران سيكون ردا صاعقا.

واردف: عندما قام الرئيس الاميركي الاحمق دونالد ترامب بإغتيال القائد سليماني رحمة الله عليه والقائد ابو مهدي المهندس ارتعبت اميركا وظل الرئيس الاميركي في حالة توتر رهيب وكان ينتظر الرد وجاء الرد على المدى المباشر قصف القاعدة الاميركية ولكن على المدى الطويل خروج اميركا من المنطقة، وبالفعل بدأ خروجها المنطقة فخرجت من افغانستان وستخرج من العراق وستخرج من سوريا وستخرج من الخليج الفارسي وستخرج من اليمن.
وتابع مفتاح: قرار خروج اميركا من المنطقة قرار استراتيجي من القائد واعلن عن هذا بأن ردنا سيكون استراتيجي الجزء الاول منه رد مباشر والجزء الاخر القرار الاستراتيجي الطويل المدى وهو خروج اميركا من المنطقة وايران تعمل ليل ونهار لتنفيذ هذا القرار.

ايران واليمن


واعتبر ان الموقف السياسي والثقافي والاعلامي لايران مع اليمن موقف عظيم، قائلا إن ايران استضافت اعدادا كبيرة من اليمنيين الذين تم تفجيرهم في المساجد في صنعاء والذين فجروا في المناسبات والمسيرات، استضافتهم وعالجتهم على حسابها، ايران وقفت مع الشعب اليمني وكل وسائل اعلامها ليلا ونهارا بل وكل المواقف السياسية لايران مع الشعب اليمني، لم تقصر مع اليمن في هذه الجوانب، وحاولت ان تكون منبرا اعلاميا للشعب اليمني لكسر التعتيم عليه، لكن الابرز هو ان الاعداء ايضا يحسبون ان ايران في مرحلة من المراحل قد تتدخل عسكريا.