مستشار الوفد الايراني: لن نمنح الغرب تنازلاتٍ لخرق الاتفاق النووي مرة جديدة

مستشار الوفد الايراني: لن نمنح الغرب تنازلاتٍ لخرق الاتفاق النووي مرة جديدة
الأربعاء ١٦ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:٠٤ بتوقيت غرينتش

صرح مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا، محمد مرندي، بانَّه لا تزال هناك مشاكل مهمة، وما لم تحل فلا يمكن للإيرانيين الموافقة على صفقة.

العالم - ايران

واستغرب مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا، محمد مرندي، تسريباتِ الجانب الغربي، والتي اتهمت إيران بـ"وضع شروط ومطالب جديدة في كل مرة نكاد نصل فيها إلى اتفاق".

وقال مرندي إنَّ "تقييم الأوساط الغربية ليس دقيقاً، والقضايا التي نطرحها موجودةٌ منذ اليوم الأول من المفاوضات"، واستغرب الحديث الغربي عن التوصل إلى 98% من التفاهمات، والقول إنَّ "حل الباقي يقع على عاتق الإيرانيين".

وذكر مرندي، أنَّه "ما لم يقبل الأوروبيون متطلبات إيران، والوفاء بالاتفاق النووي الذي يتضمن رفع اجراءات الحظر والتحقق من رفعها، وتقديم الضمانات أيضاً، فلا يمكننا عقد صفقة".

وأضاف أنَّه "بدلاً من محاولة أداء حربٍ نفسيةٍ، وإعطاء معلومات خاطئةٍ لوسائل الإعلام، يمكن للغربيين معالجة القضية الحقيقية، ثم يمكننا عقد صفقة، عاجلاً أو آجلاً".

وأوضح مرندي، ردا على سؤالٍ بشأن العُقَد التي لا تزال مستعصيةً على الحل، أنَّ "هذه العُقَد ليست جديدةً، وظهرت الخلافات والمشاكل منذ اليوم الأول"، متابعاً أنه "تمَّ حل بعض القضايا، لكن البعض الآخر لا يزال قائماً، ويتعين على الأوروبيين والأميركيين قبول فكرة مفادها أنَّ إيران لن تمنحهم تنازلاتٍ لإعادة خرق الاتفاق النووي مرةً جديدةً".

وأشار مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا إلى أنَّ وفد بلاده "يأمل أيضاً التوصل إلى اتفاقٍ قريباً، وأن يتمَّ حلُّ عدد من القضايا"، لكنه استدرك بالقول إنَّه "لا تزال هناك مشاكلُ مهمَّةٌ، وما لم تُحَلَّ تلك المشاكل فلا يمكن للإيرانيين الموافقة على صفقةٍ، لأن تلك المشاكل ستصبح، فيما بعدُ، قضايا كبيرةً ستمنع تنفيذ الصفقة".

وأوضح أنَّ "الأوروبيين والأميركيين لا يستطيعون أن يُغمضوا أعينهم عن الواقع، وعليهم قبول التنفيذ الكامل، وكي يكون التطبيق مقبولاً ومعقولاً من جميع الأطراف، يجب عليهم حل القضايا المتبقية، وليس محاولة الضغط على إيران من أجل قبول شيءٍ ليس في مصلحتها".

وعن المهلة الزمنية التي حدَّدها الجانب الأميركي من أجل التوصل الى اتفاق قبل نهاية الشهر الجاري، علّق مرندي بالقول إن "الأميركيين والأوروبيين تحدّثوا فعلاً عن عدد من المواعيد النهائية، وتجاهلهم الإيرانيون، فالمواعيد النهائية ليست مهمةً بالنسبة إلينا".

وأشار إلى "أننا نريد صفقةً في أسرع وقتٍ ممكنٍ، لأنَّ الأوروبيين والأميركيين يحاولون معاقبة النساء والأطفال، ونريد تحرير النساء والأطفال من العقوبات الغربية".

وأضاف "نحن في عجلةٍ من أمرنا، لكننا لن نندفع نحو صفقةٍ سيئةٍ. لذا، إذا كان الأمر يستغرق يومين أو أسبوعين أو شهرين أو عامين، فهذا لا يُحدث فارقاً، لأن الصفقة السيئة هي صفقةٌ سيئةٌ".

وبيّن مرندي أنَّه "إذا أظهر الأميركيون والأوروبيون مرونةً وعقلانيةً، فيمكن حل القضايا المتبقية بسرعةٍ كبيرةٍ، لكن إذا كانوا يريدون الاستمرار في التباطؤ، فسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً".
وشدَّد على أنَّ "الأمر يتوقّف عليهم، لأن إيران لم تترك الصفقة ولم تنتهكها. هم من فعل ذلك، وعليهم الآن الاتفاق على صفقة يمكن أن تُطمئن الإيرانيين إلى أن التاريخ لن يتكرر".

وكانت أوساط غربية مشارِكة في المفاوضات قالت للميادين إنَّ الحوار مع الجانب الإيراني وصل إلى مراحلَ حاسمةٍ ومفصليةٍ، وإن الأمور قد تترجم بسرعة الى اتفاقٍ نهائيٍّ "في حال قرر الجانب الإيراني وقف شروطه وطلباته التي لا نستطيع تلبيتها أحياناً".

وأضافت أنَّ "الإيرانيين، في كل مرة تصل الأمور إلى خواتيمها، ونعتقد أننا قد ننجز الاتفاق، يُخرجون شروطاً ومطالبَ إضافيةً، وأحياناً مستحيلة التطبيق".

وقالت هذه الأوساط إنَّ "98% من الخلافات قد توصلنا إلى مخارجَ وحلولٍ لها، وما تبقّى هو فقط ما يُصر الجانب الإيراني على تحقيقه".

ورفضت هذه الأوساط تحديد مهلةٍ زمنيةٍ لنهاية العملية التفاوضية، لكنَّها أكَّدت أنَّ "هدفنا هو اختتام المفاوضات قبل نهاية الشهر الجاري. وإذا استطعنا الاتفاق قبل هذا الوقت فلن نتأخر، والمسألة متعلقةٌ بالجانب الإيراني".