برعاية تركية وتعاون امريكي..

فورين بوليسي: إدلب السورية أصبحت ’عاصمة للإرهاب العالمي’

فورين بوليسي: إدلب السورية أصبحت ’عاصمة للإرهاب العالمي’
الأربعاء ١٦ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٦:٥١ بتوقيت غرينتش

قالت مجلة "فورين بوليسي" إن محافظة إدلب في شمال غرب سوريا أصبحت "العاصمة الجديدة للإرهاب العالمي"، مع اختباء قادة تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الارهابيتين فيها رغم إعلان ما يسمى بـ هيئة "تحرير الشام" التي تسيطر على المنطقة محاربتها التنظيمين بينما تسعى لاعتراف المجتمع الدولي بها.

العالم - سوريا

ويقول التقرير إن إدلب أصبحت "المخبأ المفضل لبقايا الجماعات الارهابية بجميع أنواعها"، ويبدو أنها حلت محل باكستان، التي لجأ إليها في السابق زعيم "القاعدة" السابق، أسامة بن لادن، بينما عاش وقتل في إدلب زعيما تنظيم "داعش" أبو أبراهيم القرشي، وقبله أبو بكر البغدادي،

وبحسب المجلة فان هذا الأمر وضع ما يسمى "هيئة تحرير الشام" محل شكوك البعض، ففي حين يرى محللون أن "الهيئة" يمكن أن تكون حليفا للولايات المتحدة ضد "داعش"، يشكك آخرون في مزاعمها بشأن محاربة التنظيم الارهابي، واستبعدوا عدم علمها بموقع القرشي الذي اختبأ بالقرب من نقطة تفتيش للجماعة وموقع عسكري تركي، وما يضعف موقفها أيضا الاتهامات ضدها باستهداف المؤيدين للديمقراطية واختطاف وتعذيب النشطاء والمحامين والصحفيين.

ويشير التقرير إلى أنه يبدو أن أحلام الجماعة الارهابية التي تريد أن تكون بديلا للدولة السورية في المنطقة وتشرف عل توفير الخدمات لنحو ثلاثة ملايين سوري وتسعى إلى قبول المجتمع الدولي، قد تبددت بعد الأحداث الأخيرة.

وكان جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص لسوريا في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، يرى في ما يسمى "هيئة تحرير الشام" أداة للضغط على الحكومة السورية، مع إمكانية فتح قنوات خلفية معها.

ويشير التقرير كذلك إلى التعاون التركي مع الجماعة الارهابية التي هي في وضع يسمح لها بالسيطرة على الأراضي التي تعتبرها تركيا موطئ قدم أساسي لمراقبة القوات الكردية، لكن تركيا لا تطارد "القاعدة" ولا "داعش".

ويرى التحليل أنه يجب على واشنطن تطوير استراتيجية لترتيب إقليمي جديد، جنبا إلى جنب مع روسيا، يضع إدلب مرة أخرى تحت سيطرة الحكومة السورية.

لكن سياسة بايدن بشأن "هيئة تحرير الشام" ليست واضحة بعد، ويبقى السؤال هو هل ستسعى واشنطن إلى التعاون مع الجماعة ضد الارهابيين العالميين؟ أم سترى المجموعة جزءا من المشكلة؟ ".

آرون شتاين، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية قال: "لا أعتقد أن هناك دعما واسع النطاق في الولايات المتحدة للتعامل مع هيئة تحرير الشام"، معتبرا أن الاعتقاد العام هو أن أياديهم "ملطخة بالدماء الأميركية".

دانيال ميلتون، مديرة الأبحاث في مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأميركية، قالت إن حقيقة أن اثنين من قادة "داعش" كانا في إدلب "يجب أن يدفعنا إلى إعادة تقييم كيف نفكر في العلاقات بين هذه الجماعات (هيئة تحرير الشام والقاعدة وداعش)".

جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، قال إن إدارة ترامب اعتقدت أن "هيئة تحرير الشام" زادت النفوذ الأميركي على الرئيس الأسد وحرمته من تحقيق مكاسب على الأرض، لكن هذا التصور قد يتغير الآن بعد محاصرة ما يسمى الخليفة الثاني لـ"داعش" وقتله في إدلب.

لكن، رغم ذلك، "ليس لدى إدارة بايدن رؤية حتى الآن حول كيفية إقناع الرئيس الأسد بالموافقة على تشكيل هيكل لسلطة لامركزية في الشمال الغربي والسعي لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود".

بينما قال مسلح سوري في ما يسمى "الجيش السوري الحر" إنه لا حل لإدلب سوى القضاء على كل الارهابيين، وقال: "قريبا سنقاتل كل هؤلاء لأنه لا حل في سوريا بوجودهم. إنها مجرد مسألة وقت".

وسيكون هذا سيناريو مثاليا للولايات المتحدة، وفقا للتقرير، لكن من المستبعد أن يتمكن ما سمتهم بـ "المتمردين المعتدلين" من هزيمة عناصر الجماعة "المنضبطة".

وينقل التقرير عن صالح مسلم، من الفصيل الكردي المسيطر في شرق سوريا، حزب الاتحاد الديمقراطي، القول إن معظم مقاتلي "داعش" الذين هاجموا مؤخرا سجنا في الحسكة عبروا من الشمال الغربي الخاضع لسيطرة "هيئة تحرير الشام". وقال: "هيئة تحرير الشام هي بقايا داعش. يجب تفكيكها يجب على الولايات المتحدة أن تستهدفها أيضا".