الضغوط النفسية لن تدفع إيران لقبول صفقة سيئة .. نقطة على السطر

الضغوط النفسية لن تدفع إيران لقبول صفقة سيئة .. نقطة على السطر
الخميس ١٧ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:١١ بتوقيت غرينتش

التجربة التي مرت بها ايران مع البلطجة الامريكية وإستهتار الادارات الامريكية في تعاملها مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والتي تجلت باكثر صورها بلطجة، في إدارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، التي لم تكتف بالانسحاب من الاتفاق النووي، بل اعادت فرض الحظر الامريكي الاحادي الجانب على الشعب الايراني، وتجاوز عدد العقوبات اكثر من 1500 عقوبة، في سياق سياسة "الضغوط القصوى".

العالمكشكول

هذه التجربة المُرة، كانت كافية لايران لتتجنب المرور بها مرة اخرى، كما تحاول وفود فرنسا وبريطانيا والمانيا، بشكل مباشر، والوفد الامريكي بشكل غير مباشر، عبر الضغط على ايران، وممارسة حرب نفسية، من خلال الادلاء بتصريحات غير واقعية وبعيدة كل البعد عما يجري حول طاولة المفاوضات، بهدف دفع ايران للقبول باتفاق ملغوم، يمكن تفجيره متى شاء الغرب.

المتتبع للتصريحات الغربية، والتي توصف على انها تسريبات، يلحظ تكرار متعمدا في اتهام ايران، على انها تضع شروطا ومطالب جديدة كلما اقترب المتفاوضون من الوصول الى اتفاق. او ان المتفاوضين وصلوا الى 98% من التفاهمات، وان حل الباقي يقع على عاتق الإيرانيين.

وفي ذات سياق ممارسة الضغوط النفسية على ايران، يتم الاعلان بين فترة واخرى، عن مهل زمنية، كالتي حددها الجانب الأميركي، مؤخرا، من أجل التوصل الى اتفاق، قبل نهاية الشهر الجاري، دون الاخذ بنظر الاعتبار الخطوط الحمراء لايران، والتي لا يمكن تجاوزها تحت ضغط اي مهل زمنية.

اللافت ايضا، ان كل هذا الضغط الغربي يمارس على ايران وكأنها هي التي انسحبت من الاتفاق النووي وهي التي فرضت حظرا على امريكا تسبب بكل المشكل الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الامريكي!. فليس هناك من طرف في مفاوضات فيينا على عجلة في التوصل الى اتفاق، كما هو الطرف الايراني، الذي يعاني شعبه من تدعيات الحظر الظالم، لكن ايران في المقابل، ورغم كل ذلك ليست في وارد ان تسمح للاخرين بدفعها نحو صفقة سيئة، تحت اي ضغط، فإيران لن تمنح الغريين وعلى راسهم امريكا اي تنازلات لإعادة خرق الاتفاق النووي مرة اخرى.

انطلاقا من هذه الرؤية جاءت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في لقاء اجرته معه صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، یوم امس الاربعاء، والتي اكد فيها على ان امريكا فشلت في الاستجابة لطلب إيران بمنح ضمانة حول عدم انسحاب أي من الاطراف من الاتفاق النووي، فالرأي العام الايراني لا يمكن ان يقبل بتصريح رئيس دولة كضمانة، ناهيك عن مريكا التي انسحبت من الاتفاق النووي، لذلك من الضروري اصدار الكونغرس الأميركي "بيانا سياسيا" بشأن التزامات واشنطن تجاه الاتفاق النووي وعودتها إليه.

واوضح عبداللهيان، ان التزامات إيران واضحة كمعادلة رياضية، و الواضح تماما ما ستقوم به وكيف سيتم التحقق منه من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لذلك لا داعي للقلق عند الطرف الاخر، لكنها ما زلت قلقة تجاه الضمانات بشأن عدم انسحاب أمريكا من الاتفاق.

الذي نستشفه من كلام عبداللهيان، هو ان الكرة الان في الملعب الغربي وخاصة امريكا، وان الاتفاق النهائي يخضع للسلوك المسؤول من قبل الجانب الغربي، وليس من قبل ايران، كما يزعم الغربيون، لذلك لا خيار امام امريكا الا رفع الحظر عن ايران وبشكل كامل يمكن التحقق منه، الى جانب اعطاء ضمانات بعدم تكرار ما جرى، ولا فائدة من وضع مهل زمنية، ولا ممارسة ضغوط نفسية، فانها لا تجدي مع ايران، التي اختبرت هذه السياسة الغربية من قبل.. ونقطة على السطر.