الضحية الحقيقية للأزمة الأوكرانية هو الشعب الأوكراني

الضحية الحقيقية للأزمة الأوكرانية هو الشعب الأوكراني
الخميس ١٧ مارس ٢٠٢٢ - ٠٩:٢٧ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم - اخبر واعرابه

الخبر : تدخل الحرب بين روسيا وأوكرانيا أسبوعها الثالث، ورغم ذلك لا يمكن التنبؤ بمستقبل مؤكد لها.

الاعراب :

--السبب في ان افاق الحرب في أوكرانيا ليست واضحة هو أن روسيا ليس لديها نية على ما يبدو للتراجع عن مطالبها في أوكرانيا، وفي المقابل فان الغرب ايضا، لايرضى بان تتراجع أوكرانيا عن موقفها. من الواضح أن الغرب، يتخذ موقف المتفرج فقط ويكتفي بتقديم الدعم المادي فقط لأوكرانيا، وبما انه لا يتعرض لاي اضرار انسانية ومادية فلذلك نراه لا يتورع عن اي محاولة لتاجيج اتون الحرب عبر الترويج لشعار المقاومة في اوكرانيا. بدون وجود مباشر في حرب أوكرانيا. الغرب وبدون ان تكون له مشاركة مباشرة في الحرب الاوكرانية، يدعو الأوكرانيين إلى الصمود والمقاومة في الحرب التي كان مصيرها واضحا قبل بدئها. اعلنت روسيا اليوم إنها أسقطت 181 مقاتلة أوكرانية و 172 طائرة مسيرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. أكثر من مليوني لاجئ، والدمار الهائل للبنية التحتية والخوف المستمر للشعب الأوكراني من المستقبل المجهول، ليست سوى بعض المآسي التي يواجهها الأوكرانيون هذه الأيام.

-- الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي كان يتحدث دائما في السابق عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وصف بوتين في هذه الايام بأنه "مجرم حرب"، ورغم ذلك لم نشهد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تواجد اي عسكري غربي بين ابناء الشعب وفي صفوف الجيش الأوكراني. هذا الامر يوضح قبل كل شيء، أن الغرب وامريكا كانا يتبعان ولا زالا تحقيق هدفين رئيسيين في الازمة الأوكرانية. أولا، استنزاف القوة الروسية في الساحة الأوكرانية في اطار استمرار الحرب، وثانيا، بذل منتهى الجهود لكي لا تتضرر منافعهما لا سيما الاقتصادية بسبب هذه الحرب.

-خوض روسيا لهذه الحرب يعني استعدادها لتحمل العقوبات والأزمات المالية والضغوط الاقتصادية ، فضلاً عن ضغوط الراي العام بسبب غزوها لبلد صغير. في ظل هذه الظروف، يستغل الغرب، وخاصة امريكا هذه الحرب، لتلميع صورته الاجرامية والعدوانية في مناطق مثل اليمن وأفغانستان وسوريا وفلسطين، إلخ.

-- هناك حقيقة في الأزمة الأوكرانية، اظهرت واثبتت نفسها ثانية بشكل لا لبس فيه، وهي أن أوروبا لا زالت تعد ذيلا لامريكا على صعيد السياسة الخارجية. بتعبير أدق، في هذه الأزمة، على الرغم من أن أوكرانيا كانت متورطة في أزمة هي في الواقع أزمة لجميع الدول الأوروبية ، إلا أن أوروبا حاولت أن تحذو حذو امريكا، لا أكثر ولا أقل.

-- في مثل هذا الوضع، فان استغلال هذه الأزمة من قبل بعض الدول العربية في المنطقة يشكل مصدر قلق كبير ايضا. بن سلمان في ظل تركيز الاهتمام العالمي على أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط يقوم باعدام 81 شخصا في وضح النهار. الإمارات وبدعم من روسيا قرارا نجحت في المصادقة على قرار مناهض لانصار الله اليمنية في مجلس الأمن .. البحرين تشارك الضباط الصهاينة في شؤونها العسكرية والأمنية، ومن خلال ذلك تشرعي وجود كيان الاحتلال في الجزء الأكثر حساسية بالعالم، وتركيا ايضا تفتح احضانها لهذا الكيان .

-على صعيد الساحة الحرجة لأوكرانيا، وفي حين ان أكبر المصائب تصيب شعب هذا البلد، ويتم استنزاف قدرات روسيا، يبدو أن امريكا وأوروبا هما أكبر المستفيدين من هذه الحرب. أليس من المستغرب أنه قبل الحرب، أعلنت روسيا مرارا وتكرارا أنها لا تنوي أن يكون لها وجود عسكري في أوكرانيا ولكن بايدن كان يشير دائما الى التواجد العسكري لبوتين في اوكرانيا؟