الاحتلال يلعب على ورقة انقسام لبنان الداخلي حول ترسيم الحدود

الاحتلال يلعب على ورقة انقسام لبنان الداخلي حول ترسيم الحدود
الإثنين ٠٦ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٩:٥٢ بتوقيت غرينتش

كتبت صحيفة  الديار اللبناني اليوم الاثنين عن الإنقسام الداخلي حول ملف ترسيم الحدود البحرية، من أعلى مرجعية في الدولة اللبنانية أي رئاسة الجمهورية (الذي يؤيّد خط الترسيم 23) إلى الوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة (الذي يؤيّد خط الترسيم 29) مرورًا بالرئاسات الأخرى والوزراء والمستشارين.

العالم - لبنان

اضافت، ان هذا الإنقسام هو ما يلعب عليه العدو الصهيوني لقضم حقوق لبنان في هذه المنطقة، مضيفة ان أكثر ما هو مُلفت في هذا الملف، أن الموفد الأميركي عندما يزور العدو الإسرائيلي، يعمد إلى زيارة مسؤول واحد سواء كان رئيس حكومة العدو أن وزير دفاعه... أما عندما يزور لبنان، فهو يقوم بزيارة الرؤساء الثلاث ووزير الطاقة ووزير الدفاع وقائد الجيش والمستشارين ووو... وبالتالي يستطيع الموفد الأميركي الحصول على تراجعات من هنا وهناك مُعتمدًا بالدرجة الأولى على الإنقسامات الداخلية.

وصول الباخرة اينرجيان باور الى كاريش (شمال الخط 29) تأتي بعد مضي أكثر من شهر على شبّك "إسرائيل" لمنصة الإستخراج العائمة بالبنية التحتية الموصولة بحقول الغاز، وبالتالي فإن وصول هذه الباخرة يعني أننا على بعد أشهر وربما أسابيع من بدء إستخراج الغاز من حقّلٍ مُشترك بين لبنان وبين العدو الإسرائيلي.

من هذا المُنطلق، فإن عدم تعديل المرسوم ٦٤٣٣ يسحب من لبنان أي حجّة لوقف العلمية نظرًا إلى أن الإعتراض يكون على منطقة مُتنازع عليها! فإذا لم يكن هناك من تعديل مرسوم وإرساله إلى الأمم المُتحدة في أسرع وقت، فإن لبنان لم يعد يمتلك أي خيار إلا خيار الرد الميداني على هذا التعدّي.

لا نعلم إذا ما كان هذا الحدث سيُسرّع إقرار مرسوم تعديل المرسوم ٦٤٣٣، إلا أن الأكيد أن عدم إقراره يعني أننا ذاهبون إلى الأسوأ – وعنيت بذلك المواجهة العسكرية مع العدو. فما هي السيناريوهات المطروحة؟

السيناريو الأوّل هو سيناريو النعامة أي أن تقوم الحكومة بتجاهل ما يحدث وبالتالي فقدان لبنان لحقوقه في هذه المنطقة والتي تفوق مئات مليارات الدولارات. وهذا الأمر إن حصل يكون عار على لبنان!

السيناريو الثاني ينصّ على أن تقوم السلطات اللبنانية بتعديل المرسوم ٦٤٣٣ وإرساله إلى الأمم المُتحدة وإخطار الشركة اليونانية أن المنطقة التي تتواجد فيها الباخرة هي منطقة مُـتنازع عليها. وبالتالي يكون لبنان إٍستنفد الوسائل الديبلوماسية لحماية حقوقه. فإذا إنصاع الإسرائيلي لهذا الأمر نكون تفادينا مُشكلة كبيرة على أن تُستأنف المفاوضات غير المباشرة، وإلا سنذهب إلى السيناريو الثالث.

السيناريو الثالث ينص على ردّ من قبل الجيش اللبناني والمُقاومة على قرصنة العدو الإسرائيلي من خلال عمليات عسكرية قد تطال بالدرجة الأولى الباخرة اينرجيان باور أو المنشأت الموجودة في هذه المنطقة أو مناطق أخرى تراها المقاومة مناسبة. العدو الإسرائيلي المُستعدّ لهذا السيناريو قام بمناورات حية في شمال فلسطين المُحتلة كما ومناورات مُشتركة مع قبرص، إلا أن ما يجهله هذا العدو هو القدرة الصاروخية للمقاومة التي ستلتحم مع المقاومة في غزة لمفاجئة جيش العدو بما لم يتوقّعه! على هذا الصعيد قالت القناة 12 العبرية أن "إسرائيل" لديها مخاوف جدية من قيام حزب الله أو الجيش اللبناني باستهداف منصة إنتاج الغاز اليونانية.

مصدر مُطّلع يقول أن ما حصل من مناورات عسكرية من قبل جيش العدو قبل إستقدام السفينة، قد يكون فخّ لإدخال المقاومة في صراع عسكري مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي فإن المُقاومة واعية إلى هذا الأمر وستختار الزمان والمكان المناسبين للرد على هذا التعدي.

على كل الأحوال لا شيء يوحي حتى الآن، بأن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي، ستُستأنف قريبًا، بل أن المُعطيات توحي بمزيد من التخبّط الداخلي وهو ما يزيد من حظوظ السيناريو الثالث.
العالم_لبنان