"الإسرائيليون" ينعون "إسرائيل"

السبت ١١ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

"ان إسرائيل دولة بلا إستراتيجية منذ حرب يونيو/حزيران في عام 1967، وأنه لا يوجد مسؤول إسرائيلي يمكنه الإجابة عن سؤال يتعلق بمدى رؤيته لإقامة دولة لليهود بعد 30 عاما من الآن.. ان نظام الإبادة الذاتي الذي يمارس أو يتزايد في إسرائيل خلال السنوات الماضية هو التهديد الأكبر على اسرائيل، وهو يشبه بفترة خراب الهيكل الثاني الذي وقع في عام 516 قبل الميلاد"، هذا الكلام هو لرئيس الموساد الاسرائيلي السابق تامير باردو، قاله لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

العالم كشكول

الخوف من قرب زوال "اسرائيل" بات يتسع بين النخب في الكيان المحتل، واللافت ان اغلب المتخوفين من المستقبل المظلم لـ"اسرائيل"، ليسوا اكاديميين يقبعون في بروج عاجية وينظرون دون معرفة ما يجري على الارض، فاغلب هؤلاء المتخوفين هم من الساسة ومن الذين تقلدوا مناصب رفيعة في الكيان.

مخاوف باردو ليست الأولى من نوعها، ففي مايو/أيار الماضي أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال "إسرائيل" قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".

وفي مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قال باراك: "ان تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وإنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها".

أما رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق، ورئيس "الوكالة اليهودية من أجل إسرائيل"، ورئيس "المنظمة الصهيونية العالمية"، أفراهام بورغ، الذي أثار عواصف في الرأي العام داخل الكيان الإسرائيلي، اشار الى توافر أسباب زوال "إسرائيل"، لانها "غيتو صهيوني يحمل أسباب زواله في ذاته"، وان "الناس يرفضون الاعتراف بذلك، لكن إسرائيل اصطدمت بجدار. اسأل أصدقاءك إن كانوا على يقين من أن أبناءهم سيعيشون هنا، كم منهم سيقول نعم؟ 50% على أقصى تقدير. بعبارة أخرى، النخبة الإسرائيلية انفصلت عن هذا المكان، ولا أمة دون نخبة".

ويفخر بورغ بأنه يحمل جواز سفر فرنسيا اكتسبه لزواجه من امرأة فرنسية المولد، وحين سئل إن كان يوصي الإسرائيليين بالحصول على جواز ثان، قال إن كل من يستطيع عليه أن يفعل ذلك.

على صعيد الاكاديميين، فقد رسم المؤرخ الإسرائيلي الشهير بيني موريس، في حوار مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مؤخرا، صورة قاتمة لنهاية "إسرائيل" كما يراها، وافترض أفقا زمنيا لهذه النهاية المحتومة في رأيه، حيث يقول: إن"الفلسطينيين ينظرون إلى كل شيء من زاوية واسعة وطويلة الأمد، ويرون أن هناك خمسة أو ستة أو سبعة ملايين يهودي هنا في هذه اللحظة، يحيطهم مئات الملايين من العرب. ليس ثمة ما يدعوهم للاستسلام لأن الدولة اليهودية لا يمكن أن تدوم. الانتصار سيكون حليفهم حتما، في غضون ثلاثين إلى خمسين سنة سينتصرون علينا".

هذه كانت امثلة بسيطة، بين عشرات ومئات الامثلة، التي ينعي فيها "الإسرائيليون إسرائيل"، حيث باتوا يتحدثون عن قرب زوال "اسرائيل"، وكأنه قدر، فهذا الكيان، لا يتفق مع طبيعة الاشياء، فهو كيان مزيف، تم ايجاده بالقوة، للقيام بدور وظيفي لخدمة الغرب، والمجتمع الذي يتواجد فيه مصطنع، لا يربط بين افراده اي رابط مثل الجغرافيا او اللغة او التاريخ او الثقافة، فهذا الكيان والمجتمع محكومان بالزوال، اما بالقوة، بسبب تنامي قوة المقاومة الرافضة لهذا الكيان، الذي باتت قوته التي كانت يوما سر وجوده، تتآكل، او انه سيختفي في بحر من العرب والمسلمين.