غروسي.. الرجل الذي لا يثق بما يراه ويراه مفتشوه وتسجله كاميراته

غروسي.. الرجل الذي لا يثق بما يراه ويراه مفتشوه وتسجله كاميراته
الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:٥١ بتوقيت غرينتش

قدمت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية امس الثلاثاء، توضيحا لما هو واضح اصلا، بشأن التقرير المسيس والبعيد كل البعد عن المهنية، الذي قدمه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، بعد زيارته للكيان الاسرائيلي بيومين، والذي تضمن تكرار نفس المزاعم عن وجود آثار يورانيوم مخصب عثر عليها سابقا في 3 مواقع لم تعلن إيران عنها.

العالمكشكول

ودعا غروسي في تقريره، إيران إلی ان تقدم تفسيرات مكتوبة، تشمل وثائق ذات صلة، وأجوبة للأسئلة التي طرحتها الوكالة بشأن القضايا المتعلقة بـ"ثلاثة مواقع نووية ولم ترد إيران عليها".

تُرى كيف لإيران ان تُقنع غروسي، الذي لا يثق لا بعيونه ولا بعيون مفتشيه ولا بكاميراته، بإنه لا يوجد في ايران مكانا غير معلن، وان كل منشآتها النووية معلنة وتخضع للتفتيش على مدار الساعة، بالاضافة الى عشارت الكاميرات المنصوبة فيها والتي تسجل هي ايضا على مدار الساعة ما يجري فيها؟.

ماذا يجب ان تفعل ايران أكثر من هذا ليقتنع غروسي؟، فالرجل يتجاهل إلتزام ايران بجميع تعهداتها بموجب اﺗﻔﺎق اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﯾنها وبين وكالته، حيث تخضع ايران لأقوى نظام للتحقق النووي في العالم، فقد جرت 22 بالمائة من جميع عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية علی مستوی العالم، في إيران، بينما غروسي مازال يُكذب ما تراه عيون مفتشيه وكاميراتهم، ويصر على تكرار أكاذيب زودته بها "إسرائيل" عن وجود ثلاثة مواقع وهمية غير معلنة داخل ايران، عُثر فيها على اثار يورانيوم؟!.

ايران ردت وبالتفصيل وفي اكثر من مرة على هذه المزاعم، و زودت، الوكالة بجميع المعلومات التي طلبتها، الا ان غروسي مازال يتجاهل كل تلك المعلومات، ويتشبث بالمعلومات المزورة التي زودته به "إسرائيل"، ويعتبرها موثوقة اكثر من معلومات وكالته!!.

النقطة التي تلفت النظر في توضيح منظمة الطاقة الذرية الايرانية، هي تذكيرها لغروسي، بان على وكالته الا تتجاهل احتمال تورط أعداء إيران في تقديم معلومات خاطئة ومضللة للوكالة وإمكانية التدخل البشري في التلوث النووي في تلك الاماكن، لاسيما في ظل تأكيد الأعداء مرارا وتكرارا علی عزمهم تعطيل أنشطة إيران النووية السلمية بالكامل والسعي وراء تدمير العلاقات بين إيران والوكالة.

هذا التذكير لا يأتي من فراغ، فهو ينطلق من خلفية باتت تعترف بها "إسرائيل" بشأن تورطها في تنفيذ عمليات تخريبية ضد برنامج إيران النووي السلمي وجرائم اغتيال العلماء النوويين الايرانيين، خلال السنوات الأخيرة وليس من الواضح لماذا تتجاهل الوكالة، اعترافات المسؤولين في الكيان الاسرائيلي بهذا الشأن.

اخيرا، لو كانت ايران تخفي شيئا، لما سمحت بمثل هذا الحضور المكثف لمفتشي الوكالة الدولية في منشآتها، ولما تعاونت بهذا الشكل الواسع والمنقطع النظير مع الوكالة، ولرفضت، على الاقل، التعاون مع الوكالة خارج نطاق اتفاقية الضمانات، ولكن نكرر ونقول، ما الذي يجب ان تفعله ايران مع رجل لا يثق بما يرى ، ويراه مفتشوه ، وتسجله كاميراته؟.