قبل أيام من زيارة بايدن

مسرحية "ضبط أسلحة إيرانية لليمن".. وتكرار مشهد الحالب والمحلوب

مسرحية
السبت ٠٩ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٣:٤١ بتوقيت غرينتش

زعم بيان صادر عن البحرية البريطانية، ان طائرة هليكوبتر كانت على متن الفرقاطة مونتروز رصدت زوارق سريعة تبتعد عن الساحل الإيراني في 28 يناير/ كانون الثاني و25 فبراير/ شباط، وتمت مصادرة عشرات الطرود التي تحتوي على أسلحة متطورة.

العالم قضية اليوم

واضف البيان: ان "الطرود المضبوطة أرسلت إلى بريطانيا للتحليل الفني الذي كشف أن الشحنة تحتوي على محركات صاروخية متعددة لصواريخ كروز من طراز 351 تصنعها إيران ومجموعة تضم 358 صاروخ أرض جو".

رغم ان مسرحية ضبط سفن تحتوي على اسلحة ايرانية مُرسلة الى اليمن من قبل البحرية الامريكية والبريطانية، ليس بالامر الجديد، فهناك العديد مثل هذه المسرحيات الهزيلة التي لجأت اليها بريطانيا وامريكا سابقا، من اجل حلب السعودية والامارات، أو تلجأ اليها الاخیرتان من اجل تبرير عملية الحلب، خاصة ان المسرحية البريطانية الامريكية هذه المرة جاءت قبل ايام قليلة من زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن للسعودية، بينما الحادث وقع قبل 7 شهر، الامر الذي يؤكد ان الزيارة ستشهد عملية حلب تذكرنا بحلب ترامب الفضائحي للسعودية والامارات.

المسرحيات البريطانية والامريكية، حول ضبط اسلحة ايرانية مهربة الى اليمن، لم تُقنع حتى الرأي العام الغربي، من شدة تهافتها وتفاهتها، فامريكا وبريطانيا، اللتان ترصدان كل شاردة وواردة في المنطقة، لماذا لا تقدمان وثائق تثبت صدق عمليات ضبط تلك الزوارق الايرانية السريعة، كنشر افلام و صور عن تلك العمليات، او عرض جنود ايرانيين تم أسرهم خلال عملية ضبط تلك الزوارق؟.

هذا اولا، ثانيا لماذا ارسلت البحرية البريطانية "الطرود المضبوطة" الى بريطانيا لاخضاعها للتحليل الفني؟، ألا توجد قواعد عسكرية امريكية وبريطانية وغربية في المنطقة يمكنها اجراء تحليل فني على المادة المضبوطة؟، هل هذه المادة معقدة لدرجة تحتاج فيها لمركز متطورة في بريطانيا للكشف عليها؟، المادة المضبوطة، كما یظهر في بيان البحرية البريطانية، هی ليست سوى "محركات صاروخية" كان يمكن التعرف عليها ببساطة، ولا حاجة لإرسالها الى بريطانيا، ولكن يبدو ان الاخیرة ارادت من خلال هذه المسرحية، زيادة مبلغ الفاتورة التي يجب على السعودية والامارات دفعها.

كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، مصيبا عندما قال :"ان بريطانيا ومن خلال بيع الأسلحة المتطورة بلا انقطاع لما يسمى بالتحالف العسكري ضد الشعب اليمني الأعزل تعد شريكا في الحرب والعدوان على اليمن، وهي ليست في وضع يسمح لها بتوجيه هذه الاتهامات التي لا أساس لها ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية، وأن تتقمص وجها إنسانيا".

من المخزي والعار ان تحاول بريطانيا الظهور بمظهر من يحاول وضع حد للحرب الدائرة في اليمن، بينما تشير الارقام المنشورة في تقارير حكومية بريطانية، الى انها تعتبر ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم، صدّرت اكثر من 40 في المئة من أسلحتها إلى دولة واحدة فقط وهي السعودية. كما تعتبر الإمارات شريكة السعودية في العدوان على اليمن، ايضاً زبونا رئيسيا لبريطانيا.

اللافت ان بريطانيا زودت السعودية والامارات باكثر الاسلحة تطورا وفتكا، وهي تعلم ان سلاحها هذا، يعتبر أحد اسباب استمرار الحرب غير الانسانية ضد اليمن، كما هو احد اسباب المأساة الانسانية التي يعشها الشعب اليمني منذ 8 سنوات، وان مسرحياتها الهزيلة لم ولن تمسح عنها عار قتل اطفال ونساء وشيوخ اليمن الابرياء.