الأمن الإقليمي المشترك.. حقيقة فرضتها الجغرافيا على إيران وجيرانها

الأمن الإقليمي المشترك.. حقيقة فرضتها الجغرافيا على إيران وجيرانها
الإثنين ١٨ يوليو ٢٠٢٢ - ١٠:٤٨ بتوقيت غرينتش

بدلا من ان ترد ايران بشكل متشنج على محاولات الرئيس الاميركي جو بايدن استغلال زيارته للمنطقة، وخاصة استغلال قمة جدة لتحقيق مصالح بلاده، من خلال اثارة التوتر وخلق الازمات في المنطقة عبر اللجوء الى سياستها الفاشلة في التخويف من ايران؛ أكدت طهران وعلى اعلى المستويات إلتزامها بسياسة الحوار مع جيرانها، ودعت الى ان تتخذ مع دول المنطقة خطوات بناءة لصالح الأمن والسلام الجماعي الاقليمي.

العالم كشكول

عندما كان بايدن ورئيس حكومة تصريف الاعمال في كيان الاحتلال يائير لابيد، يحرضان زعماء الدول العربية ضد ايران، ويقرعان طبول الحرب عبر بناء تحالفات عسكرية، لمحاربة شقيق مسلم للدول العربية، دعا رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية في ايران كمال خرازي الى إطلاق حوار إقليمي بحضور دول مثل السعودية وتركيا ومصر وقطر، وتشكيل مجمع حوار إقليمي، بوصفه الوسيلة الوحيدة لحل أزمات الإقليم.

الرد الايراني على محاولات امريكا لعسكرة المنطقة وتلغيمها بالازمات المصطنعة وخلق عدو وهمي، جاء ايضا على لسان المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني، الذي رفض مزاعم بايدن، واعتبرها دليلا دامغا على انتهاج الادارة الاميركية سياسة التزييف والنفاق، وذلك عندما تتخذ مواقف عدائية تجاه البرنامج النووي السلمي الايراني، وغضها الطرف عن الترسانة النووية الاسرائيلية، مشددا على سياسات ايران المبدئية المُرحبة بالحوار مع دول الجوار وبالمبادرات الاقليمية.

وتمنى كنعاني على دول المنطقة ان تستجيب للدعوات الايرانية للحوار والتعاون الاقليمي واتخاذ خطوات بناءة من اجل ارساء الامن الجماعي والسلام والاستقرار والتنمية المشتركة.

يبدو ان الموقف المبدئي لايران من اعتماد الحوار كوسيلة وحيدة لحل ازمات المنطقة، بعيدا عن تدخلات العامل الاجنبي الذي لم يجلب سوى الخراب والدمار للمنطقة، كان الدافع لاعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مواصلة المساعي للتقريب بين طهران والرياض من اجل خفض التوترات الاقليمية، خاصة بعد تاكيد السعودية نفسها انها تريد علاقات طبيعية مع ايران.

ويستشهد المراقبون على تأثير الموقف الايراني الثابت من الدعوة للحوار كوسيلة ناجعة و وحيدة لحل مشاكل الاقليم، بالمؤشرات التي اخذت السعودية تطلقها، ومنها كلمة وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان في قمة جدة للأمن والتنمية حيث قال:"بالتأكيد لازالت يد المملكة ممدودة لإيران ونحن حريصين علی إيجاد مسار للوصول لعلاقات طبيعية مع الجارة ايران".

مواقف السعودية ازاء تطبيع وتحسين العلاقات مع ايران يأتي فيما أكدت الامارات ايضا على لسان مستشار رئيس دولة الامارات انور قرقاش بان ابوظبي لا تريد التصادم مع ايران وانها بصدد اعادة سفيرها الى طهران.

ان ما يشهده العالم من صراعات ونزاعات، اوصلت دول العالم الى حافة الانهيار، وشعوب العالم الى حافة المجاعة، وليس هناك استثناء في هذه القاعدة، وما تعاني منه شعوب اوروبا اليوم، على خلفية الحرب في اوكرانيا، لهو دليل قاطع على ان امن اي اقليم في العالم ، هو امن جماعي، ولا ترتد مفاعيل الامن على دول وشعوب الاقليم فحسب، بل على العالم اجمع، هذه الحقيقة يجب ان تكون حافزا لدول منطقتنا لتفكر بإستقلالية وموضوعية، بمستقبل شعوبها، فليس هناك من يهمه امن هذه المنطقة مثل دولها، وهو أمن مشترك فرضته الجغرفيا والتاريخ، ولا يجب ان يفرقه العامل الاجنبي، لتحقيق مصالحه على حساب مصالح الاقليم.

كلمات دليلية :