"إسرائيل" تتهم أمريكا بعدم الدراية بالمقترح الأوروبي الخاص بالإتفاق النووي

السبت ٢٠ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

"ان مشروع اتفاق الاتحاد الأوروبي لا يتوافق مع المبادئ التي التزم بها الأمريكيون أنفسهم ويتضمن تنازلات أكبر لإيران مما في الاتفاق النووي الأصلي.. حان الوقت للنهوض والابتعاد عن طاولة المفاوضات، أي شيء آخر يرسل للإيرانيين رسالة ضعف قوية. حان الوقت الآن للجلوس والتحدث عما يجب القيام به لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية". هذا بعض ما جاء في رسالة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي يائير لابيد، التي وجهها إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

العالم كشكول

وفي سياق الموقف "الاسرائيلي" من مفاوضات رفع الحظر الامريكي الاحادي الجانب على ايران، كتب موقع "واللا" الإخباري "الإسرائيلي"، نقلا عن مسؤول في الكيان الإسرائيلي، وصفته بالكبير، قوله: "تأتي رسالة لابيد على خلفية الشعور السائد في إسرائيل بأن الرئيس بايدن ومسؤولي البيت الأبيض ليسوا على دراية كاملة بجميع التنازلات الواردة في مسودة الاتفاقية التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى إيران".

هذا الخطاب الاستعلائي والبعيد كل البعد حتى عن الدبلوماسية في حدودها الدنيا، لزعماء الكيان الاسرائيلي، مع ادارة بايدن، يعكس حجم هيمنة الصهاينة على الدولة الامريكية وعلى المسؤولين في هذه الدولة، التي ترى في هؤلاء المسؤولين حفنة من الموظفين العاملين لخدمة اهداف الدولة العميقة في امريكا، وهي اهداف الصهيونية العالمية.

مهما كانت العلاقة استراتيجية وعميقة ووثيقة ومتشعبة، بين امريكا واي دولة في العالم، لن تبرر لهذه الدولة ان توجه اهانات للمسؤولين الامريكيين، وتصفهم بانهم جهلة ولا يفقهون شيئا، وتصدر لهم الاوامر لفعل هذا الشيء او تركه، كما فعل لابيد وزعماء الكيان الاسرائيلي، الامر الذي يؤكد حقيقة العلاقة الشاذة بين امريكا وهذا الكيان.

هل حقا ان امريكا ليست على دراية بالمقترح الاوروبي، الخاص بإحياء الاتفاق النووي؟،وهل الكيان الاسرائيلي أدرى من الاوروبيين بمضمون مقترحهم؟، وهل تحتاج امريكا لنصائح زعماء "إسرائيل" حتى "لا تقع في الفخ الايراني"؟، وهل من مصلحة امريكا ان تنفذ اوامر "اسرائيل" وتترك طاولة المفاوضات، وتنتقل الى الشق العسكري من اجل وقف البرنامج النووي الايراني السلمي؟.

الجواب على جميع هذه التساؤلات هو لا، فالامريكيون على دراية كاملة بالمقترح الاوروبي، كما انهم على دراية اكمل بالهدف الذي يسعى وراءه الكيان الاسرائيلي من وراء تحريضه على الاتفاق النووي، وهو توريط امريكا في حرب مع ايران، بالنيابة عن الكيان، وهي حرب كانت بالامس احدى خيارات امريكا، الا انها اليوم باتت ضربا من الخيال، فلو كان بمقدور امريكا الهجوم على ايران لتدمير منشآتها النووية، لما تأخرت لحظة واحدة.

كل ما استطاع ان يفعل الكيان الاسرائيلي هو دفع الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي، وهو انسحاب وصفه الامريكيون انفسهم بانه كان خطا جسيما، فترامب الذي يعتبر من اكثر رؤساء امريكا تنفيذا لاوامر "اسرائيل"، عجز عن تنفيذ أمنيتها بمهاجمة المنشآت النووية الايرانية، رغم ان امريكا تتمنى اكثر من الكيان الاسرائيلي التخلص من البرنامج النووي الايراني، لا خوفا من الاسلحة النووية، بل لحرمان ايران من اهم حلقات نهضتها العلمية.